تعزية بوفاة المرجع الديني الإمام السيد محمد الشيرازي (قده)

الشيخ حسن الصفار *

وبشر الصابرین

بعد حياة حافلة بالعلم والجهاد والحركة الدائبة في سبيل الله انتقل الى رحمة الله تعالى سماحة المرجع الديني الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي. والذي ولد في النجف الاشرف سنة 1347هـ وكانت وفاته صبيحة هذا اليوم الاثنين 2شوال1422هـ في مدينة قم المقدسة.

لقد انجبته عائلة علمية جهادية عريقة وتربى في اجواء الفضيلة والتقوى حتى أصبح من ابرز مراجع الدين في هذا العصر.

وامتاز بعلميته الواسعة، وانتاجه الغزير في مختلف ميادين المعرفة، حتى تجاوزت مؤلفاته رقم الألف كتاب. وهو رقم قياسي في تاريخ الكتابة والتأليف.

وتعتبر موسوعته العلمية (الفقه) اضخم واوسع كتاب فقهي صدر لحد الآن، حيث بلغت اجزاؤه (150) مجلداً، تتناول مختلف مجالات التشريع الاسلامي في العبادات والسياسة والاقتصاد والاجتماع.

وهو رائد ومؤسس خط جهادي أصيل يتبنى الدعوة الى الله، والعمل لانقاذ الامة، عبر برامج التوعية والتربية، والتغيير الاجتماعي، والاساليب الحضارية، بعيداً عن وسائل العنف والتطرف.

وكان قمة في التحلي بمكارم الاخلاق، يتسع صدره لجميع الناس، ويحترم الرأي الآخر، ويغضي عن السيئة، ويقابلها بالاحسان، كما هي سيرة اسلافه واجداده من اهل البيت عليهم السلام.

لقد قضى حياته منذ نعومة أظفاره والى أن اختاره الله الى جواره، في خدمة الاسلام والامة دون كلل أو ملل، متحملاً صنوف الاذى والمعاناة، بثبات وصبر عظيم.

واذ تفقده الامة اليوم في هذه الظروف الحساسة الخطيرة، فإن ذلك يشكل خسارة فادحة ومصيبة عظمى، ولكن الامر لله، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

نسأل الله تعالى للفقيد الراحل واسع الرحمة والمغفرة وأن يخلف على الاسلام والامة احسن الخلف كما نتقدم باحر التعازي لأسرته الكريمة وفي طليعتهم اخوه سماحة آية الله المعظم السيد صادق الشيرازي وابناؤه الافاضل وجميع العلماء الاعلام ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.


و﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾

 

حسن الصفار
2 شوال 1422هـ