الشيخ الصفار: الشيعة ودورهم في الواقع المعاصر

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري الدخيل
«أرشيف»

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على ضرورة تبني المجتمع الشيعي لقضايا الإسلام والأمة، إذ أنهم جزء من هذه الأمة لا يتجزأ، يطالهم التعسف السياسي، والاجتماعي، والثقافي، الذي يواجه الأمة الإسلامية عامة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سماحته، في مسجد السيد الخوئي "قدس سره" يوم الخميس 5/9/1427هـ وكان عنوانها «الشيعة ودورهم في الواقع المعاصر».

قال سماحته عن الإمام الصادق : « يا معشر الشيعة أنكم نسبتم إلينا فكونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا».

ثم تناول سماحته الموضوع من خلال نقاط ثلاث:

أولا: واقع التحدي مع قوى الاستكبار: لقد عاشت الأمة الإسلامية في نهاية القرن الماضي حالة من التململ من ممارسات الدوى العضمى والاستكبار العالمي مما أحدث داخلها وبين أجيالها حركة نهوض وانبعاث ادت إلى وجود الصحوة الإسلامية المباركة التي قامت بإعادة إحياء جذوة الإسلام في نفوس المسلمين، بل واستطاعت اجتذاب المفكرين والمثقفين في أنحاء العالم، لتجعل من الإسلام أسرع الأديان انتشارا في أمريكا وأوربا، في المقابل فإن هذه الصحوة دفعت بالأطراف المعادية للإسلام لتنشط حركتها ضد الإسلام والمسلمين وتواجههم بكل شراسة.

وبما أن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية فهي تعيش نفس التحدي والانطلاق الذي تعيشه الأمة.

هذا التحدي الذي نعيشه منذ زمن سواء على المستوى السياسي الواضح في تصريحات الرئيس الأمريكي بوش (الفاشية الإسلامية) أو على المستوى الديني كتصريحات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر عن الإسلام في محاضرة له بجامعة ريغنيسبورغ.

وأوضح سماحته: أن العالم اليوم يعيش حالة من التخويف من الإسلام ( فوبيا الإسلام)، وإن كان لبعض المسلمين الدور في هذا الخوف، إلا أن  الجهات المستفيدة من عدم صحوة المسلمين شهرت أسلحتها في وجه هذه الصحوة للقضاء عليها وعلى نتائجها.

لقد اعترت الأمة الإسلامية أمراض داخلية جعلتها عاجزة عن مواجهة التحدي الخطير، فأكثر الدول الإسلامية تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار سواء على المستوى السياسية أو الاقتصادي أو الاجتماعي، مما يجعلها في مهب الريح، كما أن حقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين شبه معدومة، وأعظم خطر عاشته الأمة هو إقصاء فكر وتراث أهل البيت ومدرستهم.

أما النقطة الثانية فقد تحدث فيها سماحته عن الشيعة وسط الأمة الإسلامية والمحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف المشبوهة للتخويف من الشيعة والتشيع (فوبيا التشيع)، وقد ظهرت هذه العلامات أيام اشتعال الحرب في لبنان وتحقيق المقاومة الإسلامية الانتصار تلو الآخر.

فقد ظهرت الفتاوى والآراء حول حزب الله وقياداته، بل وحتى على صعيد الكتابات الصحفية فقد كتب البعض يخوف من هذا المذهب وانتشاره والعزف على الاسطوانة المشروخة والتهمة البليدة بأن الشيعة لا ويوالون أوطانهم.

كل هذه الإثارات الداخلية ضد الشيعة والتشيع مع ما يقدمه الشيعة اليوم من نماذج رائعة على كافة المستويات، وقد ظهر منها جليا للناس كافة إدارة الدولة في الجمهورية الإسلامية في إيران، وإدارة المقاومة بالنسبة للمقاومين الشجعان في جنوب لبنان، وإدارة الصراع من قبل المرجعيات الشيعية في العراق.

النقطة الثالثة تحدث فيها سماحة الشيخ، كانت حول دور الشيعة في هذه الفترة، وقد قسمها إلى ثلاثة أدوار:

1- تحسين الواقع المعاش وتجاوز حالة الإقصاء والتهميش.

2- المشاركة الوطنية وتجاوز إطار المذهب في المساهمة الفاعلة من أجل رقي وتطور الأوطان.

3- تبني قضايا الإسلام والأمة، والابتعاد عن الخلافات الجانبية وعدم الانشغال بها وضرب على ذلك مثال بالشهيد الصدر الذي دافع عن الفلسفة والاقتصاد الإسلامي من وجهة نظر أهل البيت ، فالأمة اليوم وعلى الصعيد الثقافي تمر بهجمات تجاه دينها ونبيها وتجاه القرآن الكريم، وهذه الهجمة الشرسة تحتاج من الشيعة لوقفة تبين من خلالها نظرية أهل البيت وفكر مدرستهم.

في الختام كانت هناك مداخلات من قبل الجمهور أجاب عنها سماحته، وكان منها تساؤل أحد الحاضرين عن وجود كتابات ضد الشيعة، وأننا كلما تفاءلنا بخير، سمعنا وقرأنا ما يكدر الصفو، ويعيد بناء الحواجز بيننا!

وقد أجاب سماحته بأنه لا ينبغي الاهتمام والانشغال بمثل هذه الأمور، ولا ينبغي لنا أن ننجر وراء هذه القضايا إلا بما ينفع ويعزز موقعنا ودورنا. وكما أن هناك مواقف سيئة، فهناك في المقابل مواقف ايجابية نأمل أن تكون هي الأبرز والأكثر.