الشيخ الصفار: ليس لأي جهة فرض الوصاية على المجتمع

مكتب الشيخ حسن الصفار شبكة راصد الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار بأن زمن الوصاية على آراء الناس انتهى ولا حق لأي طرف قصر المجتمع على توجهاته ولابد أن تتسع الصدور لاستيعاب حالة التعددية.

جاء ذلك في محاضرة عامة القاها مساء الأربعاء في ساحة الشويكة بالقطيف في ذكرى استشهاد الإمام علي .

وأضاف الصفار بأن الجيل المعاصر ملزم بالاجتهاد في قراءة الإمام علي وفقا لظروف العصر دون الاقتصار على قراءة الأجيال الماضية.

وأضاف إذا كان هناك من ارتضى لنفسه في السابق أن يقرأ عليا من زاوية الإعجاز المطلق لتلك الشخصية أو من زاوية المأساة المجردة فإن قراءة كتلك جاءت نتاج جيل منكفئ ومنطو على ذاته وهي لا تتناسب مطلقا مع نهج وفكر علي ورؤيته.

المحاضرة التي جاءت بعنوان «وحدة الأمة» لم تخلو من مضامين لافتة حول الوحدة الإسلامية التي يرى الشيخ الصفار بأنها لا تعني أبدا الغاء الخصوصيات السياسية أو المذهبية لأي من الأطراف.

وأضاف بأن الوحدة تعني فيما تعني التمحور حول القواسم المشتركة والمصالح العامة للأمة في الوقت الذي يتاح فيه للجميع التعبير عن ذواتهم دون وصاية من طرف على آخر أيا كان.

ورأى الصفار أن هناك ثلاث مسارات للوحدة أولها الوحدة الاجتماعية والثاني الوحدة الوطنية والثالث وحدة الأمة.

وأضاف بأن الوحدة الاجتماعية لا تعني بأي حال توحد الجميع على نهج واحد وفكر واحد وتيار واحد فذلك خلاف الطبيعة البشرية ولقد انتهى زمن الوصاية على آراء الناس في مجتمعنا.

وأشار إلى أن من المهم بهذا الصدد ايقاف التعبئة ونشر حالة التسمح بدلا عنها إلى جانب الالتفاف حول المؤسسات الاجتماعية واعتبار الكفاءة هي الأساس لا المحسوبيات والميول الشخصية.

أما على صعيد الوحدة الوطنية فرأى بأن الأمة مستهدفة من قوى خارجية فلابد من سد الثغرات الداخلية بإعطاء الحقوق للجميع وايقاف حالات التعبئة والقضاء على الفتن.

وأضاف لا يجوز منع الناس من ممارسة حرياتهم الدينية بدعوى محاربة الطائفية ولم تكن حرية التعبير ضد الوحدة الوطنية في يوم من الأيام.

أما على صعيد الأمة فرأى الصفار أن كل من شهد الشهادتين فهو معصوم الدم والعرض والمال كما في المأثور مذكرا بتوصيات مؤتمر مكة الإستثاني الذي اعترف بالمذاهب الاسلامية الثمانية.

وطالب الصفار بهذا الصدد بالاقتداء بإلامام علي فهو في الوقت الذي لم يتنازل عن حقه في يوم من الأيام إلا أنه اجتهد بشدة في صون الأمة من الفرقة.

مضيفا لم يكن عليا جليس الدار كما يراه البعض بل عمل بفاعلية وبالتوازي مع الخلفاء في اسداء المشورة ومحض النصيحة حتى باتت كلمة  «لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن» أشهر من تعرّف.

يذكر بأن المحاضرة تأتي ضمن برنامج  «علي والأمة» الذي تشرف عليه لجنة الإمام الحسن بالشويكة ويستمر على مدى الليلتين المقبلتين.