النادي الرياضي والمجتمع

مكتب الشيخ حسن الصفار
ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار كلمةً اليوم الجمعة الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ بعد صلاة الظهرين بمسجد الشيخ علي المرهون بالقطيف، مستعرضاً في بداية كلمته أربع جوانب رئيسة في مرحلة الشباب ينبغي الالتفات لها وتفعيلها حتى يستثمرها الشباب الاستثمار السليم.

أولاً- منطقة الشباب منطقةً زاخرةٌ بالكفاءات والطاقات، وهذه الكفاءات والطاقات بحاجة إلى من يُلفتوا نظر الشباب إليها ويُساعدهم على إظهارها وتفجيرها وتنميتها.

ثانياً- يمتلك الشباب طاقة فائضة ووقتاً فارغاً، وإذا لم تُستغل هذه الطاقة وهذا الوقت الفارغ فقد يُصرف في غير الطريق السليم.

ثالثاً- هناك تيارات فكرية وأخرى سلوكية منحرفة تسعى لاستقطاب الشباب من أجل أن تجرفهم في طوفانها الهادر، وبدون توجيه الشباب وإرشادهم قد يقعوا في فخ هذه التيارات المنحرفة.

رابعاً- الشباب ضيوفٌ جدد في هذه الحياة تنقصهم الخبرة ولذا فهم بحاجة إلى أن يُفسح لهم المجال من أجل اكتساب الخبرة.

وتساءل سماحة الشيخ: هل يُمكن أن تُحقق هذه الأمور من خلال التوجيه العام في المساجد والحسينيات وفقط؟ وهل التوجيه الفردي الذي يقوم به بعض العوائل أو المرشدين يكفي لتحقيق هذه الأمور؟

وأجاب سماحته: مع أهمية هذه الأمور وضرورة وجودها ولكنها لا تكفي لتحقيق الأهداف المطلوبة.

إن تحقيق الأهداف بحاجة إلى مؤسسات وأطر اجتماعية تضم الشباب ويتفاعل الشباب معها فتُفعّل طاقاتهم وتُفجّر كفاءاتهم من خلالها.

وأكد سماحته أن المجتمعات البشرية تعج بأنواع الأنشطة الشبابية، كل مجتمع حسب الظروف المتاحة فيه، فهناك الاتحادات الطلابية التي تضم طلاب الجامعة، وهناك الأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية والدينية والبيئية؛ وهناك الأندية الرياضية.

وركز سماحة الشيخ الحديث حول الأندية الرياضية، وقال إنها تُحقق الكثير من المطالب:

1- النادي هو كيان اجتماعي ينتمي إليه الشباب، والشباب بحاجة إلى إطار ينتمي إليه ويتغنى به.

2- النادي مكان يجتمع فيه الشباب، وهم بذلك يبتعدون عن الشارع والضياع.

3- النادي يكسب الشباب الخبرة، والتأهيل في العلاقات.

4- من خلال تحقيق شعار الأندية وهو: رياضي، ثقافي، اجتماعي؛ وبالتالي فإن النادي بإمكانه أن يُفجّر طاقات الشباب المختلفة.

5- أصبح النادي واجهة حضارية واجتماعية.

6- وكذلك أصبح النادي مصدر من مصادر الدخل المادي.

وتطرق سماحة الشيخ في حديثه حول الأندية الرياضية إلى الجانب المادي للأندية وقال: في الماضي كانت الأندية الرياضية أهلية، ولما تبنت الدولة الأندية أغدقت عليها من الأموال، وتقول إحدى الإحصائيات الرسمية أنه في العشرين سنة الماضية صرفت الدولة على الأندية الرياضية (مليار وستمائة مليون ريال)، أما الآن فقد قلّت هذه النسبة كثيراً نظراً للظروف الراهنة.

وهنا أكد سماحة الشيخ على ضرورة تفاعل المجتمع مع الأندية الرياضية مستنكراً على النظرة السلبية التي يتصورها المجتمع على الأندية الرياضية وخصوصاً الأوساط الدينية، وقال سماحته إن هذه الصورة غير صحية وذلك لعدة أسباب:

أولاً- ممارسة الرياضة ليست عيباً، بل هي تحظى بتشجيعٍ كبير في النصوص الشرعية ومن ذلك الحديث الوارد عن رسول الله أه قال: «علموا أولادكم السباحة والرماية». إضافةً لذلك هناك باب كامل في الفقه اسمه "السبق والرماية" يوضح فيه الفقهاء المسائل المتعلقة بهذا الجانب، كما أن السيرة النبوية حافةً بما يثبت أهمية الرياضة وضرورتها.

ثانياً- الرياضة في الوقت الحاضر أصبحت ضرورة ماسة خصوصاً من حالة الراحة والترف التي يعيشها المجتمع، وإذا ما أضيف لذلك طبيعة الغذاء غير الصحي، فإن الرياضة تلعب دوراً هاماً في صحة جسم الإنسان.

ثالثاً- إذا كان هناك انطباع سيء على سلوك بعض الشباب المنتمين للأندية الرياضية فهذا يجعل على عاتق الجهات الدينية والعناصر الصالحة واجباً تجاه الأندية من أجل إصلاح ما يُمكن إصلاحه من سلوك الشباب.

وهنا دعا سماحة الشيخ الشباب الصالحين إلى الانخراط في الأندية الرياضية من أجل بث التوجيهات السليمة للشباب ومن أجل الأخذ بأيديهم إلى الطريق السليم. كما دعا العلماء إلى دعم الأندية الرياضية وقال إذا كان الدعم بنية التأثير على الشباب وإصلاحهم فهذا من مصاديق الحقوق الشرعية.

ودعا سماحته إلى ضرورة تفاعل المجتمع مع الأندية الرياضية ودعمها مادياً ومعنوياً، كما دعا أعضاء الأندية الرياضية إلى خلق علاقة طيبة مع المجتمع من أجل توضيح دورهم وأهدافهم حتى يتعرف المجتمع على أنشطتهم عن قرب ويكون التفاعل جيداً.

وفي ختام كلمته أكد سماحته على ضرورة أن يكون للصيف في هذا العام برامجه المتعددة التي تستقطب الشباب، كما أكد على ضرورة استغلال الأندية الرياضية في هذا الجانب المهم.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.