في ضيافة الدكتور الهرفي

مكتب الشيخ حسن الصفار
الدكتور محمد علي الهرفي

استضاف الدكتور محمد علي الهرفي الأستاذ بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالاحساء سماحة الشيخ حسن الصفار على مأدبة عشاء في منزله بمدينة الهفوف مساء يوم الخميس 25 شوال 1427هـ الموافق 16 نوفمبر 2006م. حضرها لفيف من علماء الدين وأساتذة الجامعات وبعض الوجهاء والأدباء.

وقد تحدث سماحة الشيخ الصفار عن تنامي ظاهرة الإجرام والعنف في مختلف مناطق البلاد، حيث لا تكاد تخلو الصحافة المحلية يومياً من ذكر عدد من حوادث السطو والبطش والاغتصاب، وقد يظن البعض أن هناك تهويلاً وتضخيماً من الصحافة للإثارة، لكن أروقة المحاكم وإدارات الشرطة والأجهزة الأمنية، تعاني من تنامي هذه الظاهرة، كما يتحدث عنها الناس في مجالسهم، بل يبدو أن ما يطفو على السطح هو جزء من حال أكثر خطورة.

د.محمد علي الهرفي
د.محمد علي الهرفي

وأشار سماحته إلى أنه لا تخلو المجتمعات في كل زمان ومكان من حصول حوادث الفساد والإجرام، لكن ارتفاع وتيرة هذه الحوادث بهذه الدرجة في مجتمعنا الذي كان يفخر باستتباب الأمن والاستقرار، والالتزام الديني، أمر يدعو إلى الاهتمام، ودق ناقوس الخطر.

فلابد من إعلان حالة طوارئ ثقافية واجتماعية، ولابد من تحرك سريع فعال للأجهزة الأمنية، ليشعر المواطنون بالأمن على أنفسهم، وأعراضهم، وأموالهم، ومصالحهم. ولا شك أن جهات التوجيه الديني تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية إضافة إلى مسؤولية العائلة في الالتفات إلى أبنائها.

وتحدث الدكتور الأديب محمد بودي عن موضوع التعليم وما تعانيه بعض المؤسسات التعليمية من خلل واضح، ينعكس على مخرجاتها التي لا تجد لها مكاناً في سوق العمل، فتتسع رقعة البطالة وحالة الفقر التي هي أرضية للإجرام والفساد.

مشيراً إلى ما دار من حوار حول التعليم في الملتقى التمهيدي للحوار الوطني التي انعقدت في الأسبوع الماضي في الدمام.

أما الدكتور محمود المبارك أستاذ القانون الدولي بجامعة الملك فيصل، فقد نقل الحديث إلى موضوع تحصين الوحدة الوطنية في العلاقة بين المواطنين على اختلاف مذاهبهم سنة وشيعة، وخاصة في المنطقة الشرقية من المملكة، على ضوء ما يجري في الساحة العراقية من انزلاق خطير نحو فتنة طائفية عمياء، وحرب أهلية طاحنة. طالباً من الشيخ الصفار تقديم رؤية حول هذا الموضوع الحساس محلياً وإقليمياً.

وبدوره تحدث الشيخ الصفار بإسهاب حول رؤيته لترسيخ الوحدة الوطنية مركزاً على النقاط التالية:

ـ دعم التوجهات الإصلاحية لخادم الحرمين الشريفين، بما فيها إقرار التعددية المذهبية والثقافية، وترسيخ الحوار الوطني، وتطبيق المساواة بين أبناء الشعب، لا فرق بين منطقة وأخرى، ولا تمييز بين المواطنين على أي أساس قبلي أو طائفي.

موضحاً سماحته: أن وجود أي تمييز طائفي في الحقوق وتكافئ الفرص، وحرية التعبد، تعطي الفرصة للمغرضين لإضعاف الوحدة الوطنية، وتتيح المجال للقوى الأجنبية باستخدام هذه الورقة.

ـ أن يتحمل الواعون من علماء الدين والمثقفين وشخصيات المجتمع مسؤوليتهم في نشر ثقافة التسامح، ومواجهة أساليب التعبئة الطائفية ضد هذه الطائفة أو تلك، ولغة التحريض والكراهية.

ـ أهمية التواصل بين أبناء الوطن الواحد، وأبناء المنطقة الواحدة، فقد كان آباؤنا في المنطقة الشرقية كالاحساء مثلاً أكثر تواصلاً فيما بينهم سنة وشيعة، يقيمون في أحياء مشتركة، ويدرس أبناؤهم في مدارس واحدة، وتربطهم مصالح اقتصادية وعلاقات اجتماعية منفتحة.

ـ أن نتحلى باليقظة والحذر لمنع التأثيرات السلبية لما يحدث في البلدان الأخرى كالعراق، فليس صحيحاً أن يصغي الشيعة أو السنة في بلادنا لما يقوله بعض السنة أو الشيعة المتصارعين في العراق، بحيث تتعاطف كل طائفة منّا مع نظيرها في العراق، بل علينا أن نعلم أن الصراع في العراق سياسي على المناصب والمواقع والمحاصصة في السلطة، وليس مذهبياً يرتبط بعقيدة هذا المذهب أو ذاك.

وفي العراق إرادات دولية وإقليمية تغذي الفتنة والصراع، لتبرير استمرار وجودها، ولتخدم مصالحها، ولتنشر الفوضى في المنطقة كلها، كما صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية بدفاعها عن سياسة نشر الفوضى الخلاّقة على حد تعبيرها.

ومؤسف أن بعض الجهات تعطي للمواقف السياسية صبغة مذهبية، فتتهم الشيعة كمذهب وطائفة في وطنيتها على أساس بعض المواقف السياسية من الاحتلال الأمريكي للعراق، وتتجاهل موقف الأكراد، وموقف تحالف الشمال في أفغانستان، وموقف الحكومة اللبنانية التي يتحدث الأمريكيون والإسرائيليون علناً عن دعمها ومساندتها، فهل يبرر ذلك اتهام مذاهب هؤلاء وكل طائفتهم.

ثم توالت المداخلات والمشاركات من بعض السادة الحضور حول الموضوع، كالدكتور محمود المبارك، والدكتور محمد العمير عميد كلية التربية بجامعة الملك فيصل، والسيد أحمد الهاشم مدير مكتب الدعوة والإرشاد، والمحامي عدنان الصالح، والدكتور صادق الجبران، والمهندس صالح البقشي، وعضو مجلس المنطقة مهدي ياسين الرمضان.

حيث أكد الجميع على ضرورة التواصل وتحصين الوحدة الوطنية، وتوجهوا بالشكر للمضيف الدكتور محمد علي الهرفي الذي أبدى ترحيبه وسروره بزيارة الشيخ الصفار، وإجابة السادة الحاضرين لدعوته.

هذا وقد قام الشيخ الصفار بزيارة السفير الأديب الشيخ أحمد آل الشيخ مبارك في مجلسه، والتقى بعدد من رجالات أسرة آل مبارك كالدكتور الشيخ عبدالحميد المبارك، ورجل الأعمال إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك.

كما زار الأستاذ الدكتور محمد صالح العلي، والعلامة الشيخ عبدرب الأمير الخرس، وألقى محاضرة ظهر يوم الخميس في حسينية الخرس بالهفوف.

جانب من ضيوف الدكتور الهرفي:

عن يمين الشيخ الصفار د. السيد أحمد الهاشم، وعن شماله د. محمد العمير، يليه د. محمود المباركمع الأديب محمد بودي

في زيارة منزل الشيخ المبارك:

مع الشيخ الأديب أحمد آل الشيخ مبارك

في مجلس الدكتور العلي:

مع الدكتور محمد صالح العلي