دعا للالتزام بوثيقة مكة التي تحرم القتال الطائفي

إيلاف: الشيخ الصفار يحذر من امتداد العنف في العراق للجوار

جريدة إيلاف الإلكترونية علي ال غراش من الدمام

 

علي آل غراش
علي آل غراش

يسود الشارع الخليجي بمختلف شرائحه تخوف وتشاؤم من مخاطر انعكاس الحالة التي يعيشها العراق راهنا على مجتمعات الدول المجاورة ومنها الخليجية، إذ تعيش الساحة العراقية خلال الآونة الأخيرة تدهورا في الأوضاع الأمنية وتناميا في أعمال العنف الطائفي الدموية بشكل مخيف.

ويزيد الأوضاع سوءا حالة الصمت وعدم المبالاة المنتشرة لدى معظم القياداة السياسية والثقافية والدينية في الدول العربية، إضافة الى بعض التحركات غير الصحيحة والتي لا تخدم المصلحة العراقية، وكذلك عدم قدرة القيادات السياسية والدينية في العراق من إيقاف حالة النزف فيه، أو تطبيق بنود مؤتمر مكة التي تحرم القتال الطائفي. وتعجز القيادات العراقية عن وقف تبادل الاتهامات بين الشخصيات السياسية بين جميع الطوائف والتفكير بجدية ومسؤولية لإيجاد الحلول المناسبة التي تخرج البلد من مأزقه الخطير.

في هذا السياق، يرى محللون خليجيون أن تفاقم الأوضاع الأمنية في العراق ووصولها الى هذا الحد، وتعاطف بعض الدول الأطراف المعينة مع فئات دون غيرها إضافة إلى عدم الإدانة الصريحة للأعمال المسلحة والاقتتال من قبل أي طرف، كلها أمور تجعل مسألة الدخول في حرب أهلية شاملة مرتبطة بالوقت فقط، ويتخوفون من هذه الحرب التي في حال اشتعلت في العراق، فإأن شرارتها ستمتد إلى دول الجوار.

ويشكل الاقتتال الطائفي الذي يعيشه أبناء العراق خطرا على المجتمع الخليجي الذي يتميز بتنوعه المذهبي والسياسي، جاعلة بينهم انقساما بين داعم ومتعاطف مع فئة أو طرف أو آخر، دعم تكمن خطورته في أنه قائم على طائفة وموقف سياسي.

العراق اليوم خالف جميع التوقعات. ففي أعقاب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لم تصب أي من التوقعات في خانة وصول البلاد الى ما هي عليه  اليوم، إذ استبعدت شخصيات دينية وسياسية وكذلك محللين سياسيين في الخليج حدوث أي فتنة طائفية أو حرب أهلية بين أبناء الطوائف العراقية. أما الخليج، فيشعر بقلق من تنامي المشاعر الطائفية وربما انتقالها الى جوار العراق، الأمر الذي يشكل الخطر الأكبر، الأمر الذي يفرض تحركا جديا وسريعا من دول الجوار عامة والدول العربية والإسلامية بشعوبها ومختلف فئاتها خاصة.

في هذا السياق، حذر الشيخ حسن الصفار (عالم دين ومفكر سعودي) من تنامي حالة الاصطفاف الطائفي في المنطقة ازاء الأوضاع المتفاقمة في العراق داعيا لمساعدة العراقيين جميعا «لتجاوز البلاء.. لا أن تتعاطف كل فئة منا مع فئة منهم». ودعا الصفار الشعب العراقي من سنة وشيعة عرب وأكراد إلى إدراك المخاطر التي تحاك ضدهم وخطورة المرحلة التي يمر بها العراق، والالتزام ببنود وثيقة مكة التي وقع عليها العلماء من السنة والشيعة في شهر رمضان المبارك لتضع حداً للاستهتار والإجرام، محذرا العراقيين من السماح والتهاون للإرهابيين والمجرمين والتكفيرين ومليشيات الموت أن يعيثوا فسادا في أوساطهم. وطالب الصفار في تصريح صحافي صادر الأحد حكومات المنطقة والشعوب المجاورة للعراق أن «تمد يد العون والمساعدة للعراقيين لانتشالهم من محنتهم.. دون انحياز لطرف ضد آخر". وحذر من خطورة "تعاطف كل فئة منا مع فئة منهم» لان ذلك «يصب الزيت على نار الفتنة، ويزيد اشتعالها»، ولن يربح من هذا الاقتتال إلا أعداء العراق والأمة. مضيفا أن خطورة إتاحة الفرصة لانتشار الفتنة في العراق لان آثارها ستنعكس على سائر المناطق والمجتمعات في المنطقة.

ووصف الصفار دور بعض وسائل الإعلام وبعض الخطابات الدينية التي تعزف على الوتر الطائفي في تغطية الأحداث العراقية بالخطورة في تأجيج فتنة الطائفية. داعيا الواعين من أبناء الأمة العمل لمحاصرة الفتنة في العراق وإخمادها, ومساعدة الشعب العراقي لتجاوز البلاء الذي أصابه, وإدانة الإرهاب والإجرام من أي جهة صدر على حدٍ سواء، ودفع العراقيين للاقتراب من بعضهم وللتمسك بوحدتهم ووحدة وطنهم، لا تأليبهم على بعضهم بعضاً، وإذكاء حالة الصراع فيما بينهم.