مجلة بيّنات: منافذ المحاولات الخارجية لإثارة الفتنة الطائفية

أعادت مجلة بينات (عدد 214، 29/4/1428هـ) نشر مقالٍ لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان «منافذ المحاولات الخارجية لإثارة الفتنة الطائفية» تحدث فيه سماحة الشيخ عن الصراعات الداخلية, والفتن الطائفية, والتي "غالباً ما يشار بالبنان إلى دور العدو الخارجي في صنع الفتن وإثارة الخلافات".

مؤكدا سماحته أن من الطبيعي: أن يسعى العدو لإضعاف الأمة، وإشغالها عن البناء والتقدم وعن مواجهته بالصراعات الداخلية, ليسهل له إخضاعها ونيل مطامعه منها.

وهو أمر وارد في صراعات الأمم والمجتمعات.

لكنه لا يصح أبداً تعليق مسؤولية خلافاتنا على مشجب العدو الخارجي, وتجاهل الأسباب والعوامل الداخلية. ذلك إن محاولات العدو إنما تحصل وتنجح من خلال المنافذ الموجودة في واقعنا وأوضاعنا, وهي بمثابة الأرضية الخصبة الحاضنة لبذور الفتنة التي يسقيها وينميها العدو.

إنه لا يمكن إنكار دور الأعداء في تمزيق الأمة, كما لا يجدي شجب ذلك الدور وإدانته, وإنما المطلوب تعطيل دور القابلية للاستجابة لتلك المحاولات الخارجية داخل ساحة الأمة, بمعالجة الأسباب وسد المنافذ والثغرات، لأن بقاءها مشـرعة ستغري كل عدو بالتسلل من خلالها أي وقت شاء.

بالطبع فإن تشخيص مواقع تلك المنافذ وأحجامها وسبل وصدها فيه مجال للبحث والنقاش, وهو ما يجب أن يتجه إليه المهتمون بأمر وحدة الأمة وتقارب فئاتها.

هذا وقد بين سماحة الشيخ في المقال أن أهم تلك المنافذ والثغرات ما يلي:

الانسداد السياسي، وسياسات التمييز، وثقافة التعبئة المذهبية، والقطيعة الاجتماعية، مؤكدا سماحته: فإن فتح آفاق المشاركة السياسية, واعتماد نهج التداول السلمي للسلطة, هو الذي ينضّج وعي المجتمعات, ويرشّد تنافسها, ويدفعها نحو الحراك الإيجابي, ويمنع استغلال عناوين الهويّات الفرعية على حساب المصلحة الوطنية العامة, كما نرى ذلك في المجتمعات المتقدمة، وأن سياسات التمييز الطائفي هي من أهم منافذ المحاولات الخارجية لإثارة الفتن المذهبية في أوطان المسلمين، فلا بد من إغلاق هذا المنفذ الخطير, بتحقيق مفهوم المواطنة, وتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات، وأن الخلل في العلاقة بين أتباع المذاهب الإسلامية أنتج ثقافة من التعبئة المتبادلة، حيث انشغلت الأمة كثيراً بخلافاتها المذهبية، وأصبح لها تراث ضخم من الجدل المذهبي, يفوق تراثها في الجدل مع الأديان الأخرى، وأن التباعد والقطيعة بين أتباع المذاهب، قلل فرص التعارف المباشر، ومنح الفرصة لانتشار الانطباعات الخاطئة والصور السلبية في أوساط كل طرف تجاه الآخر، اعتماداً على النقولات المتوارثة، والشائعات المتداولة, ويُدهشك حين تسمع كلام فئة عن أخرى تعيش معها في منطقة واحدة من وطن واحد، وكأنه حديث عن قوم يعيشون في كوكب آخر.

كما أنتجت القطيعة جفاف مشاعر الودّ المتبادل، فأصبحت كل طائفة كياناً اجتماعياً مستقلاً لا ارتباط له بكيان الطائفة الأخرى.

جدير بالذكر أن مجلة بينات هي مجلة أسبوعية تصدر عن مكتب المرجع الديني العلامة السيد محمد حسين فضل الله.

كما تجدر الإشارة إلى أن المقال قد نشر سابقا في موقع سماحة الشيخ الصفار وجريدة الوطن الكويتية يوم الثلاثاء 15/5/2007، بالإضافة إلى بعض المواقع الأخرى مثل: موقع ملتقى الأخوة، شبكة راصد الإخبارية، موقع بينات العراق، موقع الخليج في الإعلام، منتدى الملك، شبكة فجر الثقافية، شبكة بنت الرافدين (العراق)، ومحلق جريدة المدينة (الرسالة)، والأيام البحرينية.