الشيخ الصفار يقيم مجلس تأبين لرحيل المرجع اللنكراني ويشيد بمآثره

مكتب الشيخ حسن الصفار أديب أبو المكارم
ملا حسين الفضل في مجلس العزاء

أقام سماحة الشيخ حسن الصفار مجلس تأبين على روح المرجع الديني الراحل آية الله العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني، وذلك في مكتبه بالقطيف مساء يوم الأربعاء ليلة الخميس 6 جمادى الآخرة 1428هـ.

وقد بدأ المجلس بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، وقرأ الأستاذ عبدالباري الدخيل البيان الذي أصدره سماحة الشيخ الصفار بهذه المناسبة الأليمة، ثم اعتلى الخطيب «الملا حسين الفضل» منبر الخطابة متحدثاً عن فضل العلم والعلماء، ودورهم الكبير في خدمة الدين والأمة، مشيداً بمآثر الفقيد الراحل المرجع اللنكراني.

مستعرضاً لسيرته العلمية والجهادية، وتصديه للمرجعية الدينية، داعياً له بالمغفرة والرحمة، ولسائر المراجع العظام بالتأييد والتسديد.

وقد شارك في المجلس التأبيني عدد من علماء الدين، وحشد من المؤمنين.

جدير بالذكر أن سماحة الشيخ الصفار قد خصص خطبته الثانية من يوم الجمعة(*) في الحديث عن المرجع الراحل اللنكراني رحمه الله، حيث قال سماحته: «لقد فجعت الأمة الإسلامية برحيل مرجع من المراجع العظام، كان قد قضى عمره في خدمة العلم والدين وهو آية الله العظمى الشيخ محمد علي اللنكراني رحمه الله».

وأضاف: «كان منذ نعومة أظفاره قد توجه لدارسة العلم، وجدّ واجتهد، وبما منحه الله من ذكاء وقاد، وصبر على طلب العلم، فقد استطاع الوصول إلى درجات متقدمة من العلم وهو في سنٍ مبكرة من عمره، وقد حضر دروس البحث الخارج للسيد البروجردي، وكتب تقاريره وهو بعد لما يكمل عقده الثاني، وكانت تقاريره تنم عن فهم واستيعاب، حتى أن أستاذه البروجردي هنأ أباه وتوقع له مستقبلاً علمياً زاهراً».

وأشار الشيخ الصفار إلى كتب المرجع اللنكراني الراحل والتي تربو على الأربعين مصنفاً في الفقه والأصول، والتي هي محل تقدير في الأوساط العلمية. كما أشار إلى دروس البحث الخارج التي يلقيها ويحضرها كثير من العلماء والفضلاء، وتعد من الدرجة الأولى من أبحاث الخارج في قم المقدسة، وقد رجع له كثير من الناس سيما بعد وفاة أستاذه الإمام الخميني قدس سره في مناطق إسلامية عدة.

وقال الشيخ الصفار: «لاحظت من خلال زيارتي له، ومعرفتي به، تحليه بخلق رفيع، وحسن استقبال وحفاوة لزائريه، واهتمامه بأمور الناس، وتشجيعه للعلم والنهوض بالمجتمع الإسلامي، ويوصي دائماً بالحكمة وضبط النفس، وحفظ الوحدة بين المسلمين».

وأضاف: «كان يحمل هم تطوير الحوزة العلمية، وقد وضع نظاماً لتنمية الطاقات الاجتهادية بشكل جمعي (فرق عمل) بحيث يشترك مجموعة من دارسي البحث الخارج بكتابة أبحاث فقهية في خمسة أبواب هي: القضاء، والحج، والاقتصاد الإسلامي، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية، ويشرف على هذه البحوث فقيه مجتهد. وهذا المتبع عنده في المركز الذي أسسه وأسماه (فقه الأئمة الأطهار)».

وقال الشيخ الصفار: «مما يدل على اهتمام المرجع اللنكراني الراحل بالعلم، وسعة الأفق، تأسيسه مكتبة فقهية ضخمة تضم جميع المصنفات الفقهية، ولجميع المذاهب، حيث لكل مذهب ركن خاص».

مؤكداً: «هذا ما ينبغي أن يكون في جامعاتنا ومعاهدنا الإسلامية، وغيرها، ينبغي أن تهتم بتوفير كتب كل الفرق والمذاهب ليأخذ الطالب معلوماته عن أصحاب المذاهب الأخرى من مصادرها الحقيقية لا من كتب التشنيع التي تنال من الفرق الأخرى، حتى رأينا علماء يتحدثون عن الطرف الآخر بلغة طفولية!».

وفي ختام حديثه دعى للمرجع اللنكراني الراحل بالمغفرة والرحمة، وللمراجع الباقين بالسداد والتوفيق.

(*) الجمعة 7/6/1428هـ.