أثارة الفتن

في خضم سباق الفضائيات المسعور والمتزايد بلا هوادة يضيع المشاهد في زحمة الأبواق التي تزعق جاهدة لئن تحول الحق باطلا والباطل حقا وهي تلك التي تثيرا لفتنة وتذ كيها وتصب فوق النار زيتا وتستثير كوامن الاحقاد كفضائية «الصفا» والتي يحاول فيها الشيخ عرعور قلب الحقائق وتزييف الأدلة ويدعيّ أمورا هو ليس لها بأهل من مثل مناظرة الشيعة وغيرها. ونسى الشيخ المذكور أن جاهلنا ناهيك عن عالمنا بامكانه إفحامه وإلحاق الهزيمة النكراء به.

والدليل على ذلك أنه يتوارى من المتصلين الجعفرية وأسالتهم وأدلتهم خلف مقاطعتهم المتكررة والمستمرة وبتره الأحاديث ومحاولة ليه لعنق الأدلة التي تعرض عليه من قبلهم. ولوكان منصفا معهم لما أمر المسئول عن استقبال المكالمات باخفا ت صوت المتصل ليمرر فذلكته على الناس السذج. وكأ ن الصواب عنده وحده فقط.

وفي المقابل يزداد أصحاب الفضائيات الشيعية من اذكاء النارنفسها بذكر قصص تاريخية يحفل بها واقع الإسلام المرير نحن بأمس الحاجة اليوم لإسدال ستار التجاهل عليها وعدم ذكرها لاعتبارات عديدة أهمها لم الشمل وتوحيدا لكلمة أمام العدو الاوحد اسرائيل وحليفاتها والتي لا زال شعارها من النيل إلى الفرات. وفي خضم هذا الحال يظل الصراع بيننا على أشده فلا الطرف الأول يرضى بالإذعان والتواضع للحق والاعتراف بالخطأ وهو فضيلة......... ولا الشق الأخر يغض الطرف عما جرى ويسدل دون ذكر مررات التاريخ ثوبا تاسيا بامامه أمير المؤمنين . والضحية هو الفرد الذي بات لا يدري كيف يتخلص من الاحتقانات الطائفية والمشاعر السلبية تجاه الأخر والاثنان ليسا معنيان بأخطاء التاريخ بقدر ما هما معنيان  بالتزود بالعمل الصالح وترك السباب والنعرات واستثارة الاحقادوقول أمير المؤمنين علي إمام أنظارنا كرهت لكم إن تكونوا سبابين ولعانين. ولعل ما يحدث للعراقيين اليوم من قتل وذبح وانفجارات عنيفة ما هي إلا حصا د هذه الحرب السجال بيننا وبينهم وكان الاحرى إن يلتزم الجانبان بالحوار الرصين والهادئ وان يترفعا عن سب احد او الانتقاص منه خصوصا وبين الاثنان امورا مشتركة تجمعهم على التقوى والهدى ومرضاة الله والرسول. كما إن لزعمائنا وكبرائنا ومراجعنا دورا في التخفيف من حدة النزاع المفتعل والذي لا يخدم الأمة الإسلامية بشئ قل أو كثر فينبغي منهم بدلا من إن يصروا على إن يأتي علماء السنة لمناظرتهم فليقدموا تنازلا ويذهبوا بأنفسهم لمناظرة الإخوة في العقيدة في عقر دورهم لعل المشكل يتلاشى وتصفو الأمور ويعود الوئام إلى مكانه. ولتموت الفتن وتسكن الإحن ولنؤاد صرخات إبليس اللعين في جوفه ويكفي الله المؤمنين شر القتال وكم أعجبني كلام الشيخ حسن الصفار البعيد كل البعد عن إثارة المشاكل والمليء بالمفاهيم الإسلامية الراقية التي تدعو إلى فهم الموقف وتحليله وكان كلامه كله احترام وحب عن الطرف الآخر بل وأعطى رأي سيدنا علي بالموقف الذي بدر من أم المؤمنين عائشة ولم يسلبها مكانتها من رسول الله ولم يلعن ولم يشتم.

ويخطر ببالي سؤال إلا وهو هل إن طرحنا لأخطائنا والتي قام بها نفر من القوم بهذا الشكل الذي يسئ للطرف الآخر يصب بمصلحة الإسلام والمجتمع أم سيكون الأمر أسوء اذا ما استمر هذا الطرح اللا مسئول لتذبح أمم وتفنى شعوب وتتلاشى مذاهب بسبب هفوات أرباب المنابر التي تدر عليهم أموالا طائلة يتمتعون فيها طويلا بينما الخاسر الوحيد هو اليمني المسكين الذي دفع ثمن انتماؤه  دما وقتلا وتشريدا والعراقي الذي دخل أتون حرب طائفية بمجرد سقوط الصنم بتخطيط من أمريكا وإسرائيل التي تشجع الحروب الداخلية لتتسيد هي على العالم اجمع وشعارهم المعروف فرق تسد إما كان ألحري بنا إن نربي أنفسنا وأولادنا ومجتمعاتنا على الانفتاح على الآخر واحتؤواه بدلا من إن نجلس الساعات نعدد المثالب والنقائص لبعضنا البعض ونكيل السباب لبعضنا. أننا نحاول أن نؤسس لبداية تكون نهايتها الهداية لكل الناس إلى سواء السبيل والله من وراء القصد.

29/11/2009م