عكاظ: بحثا عن مجتمع التنوع و التعايش

جريدة عكاظ أحمد عايل فقيهي

نشرت جريدة عكاظ السعودية في عددها الصادر يوم الخميس 8 ربيع الآخر 1425هـ (27 مايو 2004م) مقالاً للأستاذ أحمد عايل فقيهي، تحدث فيه عن كتاب سماحة الشيخ حسن موسى الصفار الذي يحمل عنوان: التنوع والتعايش.

وفيما يلي نص ما نشرته الجريدة:

لا يصبح المجتمع مجتمعا حقيقيا وحضاريا.. ويملك مقومات وجوده.. وصيرورته.. وديمومته الا من خلال ثنائية التنوع والتعايش, وفي فضاء هذه الثنائية يتحول المجتمع الى حالة مختلفة بدءا من التفكير باعتباره ضرورة وحياة وان هذا التفكير يجب ان يتحرر من قيود الثقافة السائدة وعليه ان يقترب من الطموح العام.. على المستوى السياسي والاجتماعي وما هو محذور في مستويات اخرى ومرورا بخلق انماط جديدة من التفكير وانتهاء بصياغة مرحلة اجتماعية آن لها ان تتزحزح من مسلماتها وجعل ما هو راهن هو ما يحركنا نحو المستقبل لا ما هو ثابت.. ومنصوص عليه.. هو ما يجعلنا اكثر انحيازا للمستقبل اي ان لا تتحول سلطة الماضي هي المهيمنة والمسيطرة على الحياة الجديدة بكل تمثلاتها وفي مظاهر ما هو يومي في هذه الحياة.

وما كتبه الشيخ حسن الصفّار تحت عنوان (التنوع والتعايش) وهو بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية وقد كتب مقدمته معالي الدكتور محمد عبده يماني وهو اول كتاب لباحث سعودي يقرأ ثنائية التنوع والتعايش لمدخل اساسي ومحوري في تعميق ارتباط الانسان بالارض وجعل حركة التحديث في كافة سياقات هذا التحديث هي المحرك في اثراء تلك الثنائية وكذلك العكس, وكما يقول الشيخ حسن الصفّار مؤلف الكتاب إن أول خطوة تضعنا على طريق التنمية والتقدم هي امتلاك ارادة التعايش والقدرة على تحقيق هذا التعايش فاذا ما اعترف بعضنا ببعض واحترم كل واحد منا الآخر واقر بشراكته ودوره حينئذ يمكننا العمل معا لتجاوز حالة التخلف والانطلاق نحو افق الحضارة الواسع.
ويصبح الانتقال من حالة التعصب الى حالة التسامح هو المعطى لمشروعية التعايش من خلال التنوع بالمفهوم العميق لهذا التنوع الذي هو نافذة واسعة لايجاد مجتمع مختلف فيما يفكر وفيما يعيش وان الحوار لا الاحتراب هو ما يعزز الوحدة الوطنية عبر القبول بمن نختلف معه سياسيا وثقافيا وفكريا وهو المدخل الاساسي لكل اختلاف وخلاف ايضا.


ان التنوع الفكري ميزة وقيمة فهو العتبة التي سوف تؤدي الى التعايش ولا يمكن ان يكون هناك تعايش وحالة سلام داخل المجتمع ومن ثم تصالح ما بين المواطن والوطن الا بوجود ثقافة وثقافة اخرى لا الخطاب الواحد والوحيد الذي يختصر المجتمع ويختزله في شيء واحد.. وشكل واحد.. وطريق واحد.