الشيخ الصفار وكتابه الجديد النادي الرياضي والمجتمع

مكتب الشيخ حسن الصفار

تعريف بالكتاب


العنوان: النادي الرياضي والمجتمع

المؤلف: سماحة الشيخ حسن موسى الصفار

الحجم: متوسط

عدد الصفحات: 46 صفحة

الطبعة: الأولى (1425هـ - 2004م) - مطابع الرجاء، السعودية - الخبر

قراءة شاملة


تزامناً مع بدء العطلة الصيفية لعام 1425هـ - 2004م أصدر سماحة الشيخ حسن موسى الصفار كتابه المميز والمواكب لتوجه شريحة كبيرة من شباب المجتمع، ويحمل عنوان: النادي الرياضي والمجتمع.

تحدث سماحة الشيخ في الصفحات الأولى لهذا الكتاب عن أهم ما تحتاجه شريحة الشباب وهو وجود أطر ومؤسسات اجتماعية تستقطبهم وتستوعبهم، وتحقق لهم الوظائف التالية:

* إشباع الحاجة إلى انتماء
* تنمية الطاقات والمواهب
* استثمار فائض القوة والوقت
* الإعداد والتأهيل الاجتماعي
* التحصين والترشيد


** الأندية الرياضية نموذجاً

ومع تنوع المؤسسات التي تعنى باستقطاب الشباب في المجتمعات البشرية، تبعاً لاختلاف الظروف السياسية والاجتماعية، يؤكد سماحة الشيخ أن الأندية الرياضية هي الإطار المناسب لملء أوقات الفراغ في أوساط الشباب، ضمن ظروفنا الاجتماعية القائمة، حيث يصبح النادي كياناً ينتمون إليه، وإطاراً يجتمعون ويتلاقون في فنائه، ومن خلاله يمكن لطاقاتهم ومواهبهم أن تظهر وتتجلى، وأن تتوفر لهم مختلف البرامج الترفيهية والتدريبية، للتأهيل والإعداد الاجتماعي.

** فاعلية الإدارة

وأشار إلى أن التصدي لإدارة النادي مهمة تطوعية خطيرة، يجب أن ينبري لها الصالحون من رجال المجتمع، ولا يصح أن تترك للعناصر الضعيفة في وعيها ونضجها، فتنحرف بهذه المؤسسة الهامة عن مسارها الصحيح، أو تشل حركتها، وتحصرها في بعض الأبعاد والأدوار.

وأن ضعف الإدارة يحرم الشباب والمجتمع من الاستفادة الكاملة من مؤسسة النادي، ويحجّم دوره ونشاطه، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى تفعيل حركة النادي، وتنشيط دوره، وتطوير أدائه.

** تفاعل المجتمع

ويُحمل المجتمع مسؤولية التفاعل مع الأندية الرياضية وتوجيه الأبناء للاستفادة منها، خصوصاً وأن الكثير من العوائل تشعر بقلق بالغ تجاه مستقبل أبنائهم الفكري والسلوكي، في ظل انفتاح إعلامي مبتذل، وتواصل معلوماتي غير منضبط، ومع وجود مشاكل وتحديات، تثير في نفوس الشباب مختلف الانفعالات، يرافق ذلك انشغال الوالدين عن إحاطة الأبناء بما يحتاجون من رعاية واهتمام.

واعتبر النادي الرياضي الخيار النموذجي على هذا الصعيد، ضمن ظروفنا الاجتماعية القائمة، فهو مؤسسة تحظى برعاية الدولة، وتتوفر له مستوى من الإمكانيات، وينجذب إليه الشباب، مما يتيح الفرصة لتوجيه مسارهم وتنمية طاقاتهم، وحماية أفكارهم وسلوكهم. داعياً المجتمع إلى التحرر من الصورة النمطية التي يحملها تجاه الأندية، مؤكداً على ضرورة التركيز على الجوانب المشرقة التي يؤديها النادي الرياضي حيث أن نجاح النادي في القيام بمهامه المرجوة تتوقف على مدى تفاعل المجتمع معه.

** الرياضة: بين نظرتين

وانتقد سماحة الشيخ تركيز النظرة السلبية نحو النشاط الرياضي في بعض الأوساط الدينية، مشيراً إلى أن هناك علماء اجتماع ومفكرين من مختلف العصور والمجتمعات، كانت لديهم بعض التحفظات تجاه الأنشطة الرياضية.

وأورد سماحته نماذج من تلك التحفظات لبعض المفكرين، وقال في مناقشتها: إن كل ظاهرة من ظواهر النشاط الإنساني، قد ترافق ممارستها بعض السلبيات والأضرار، وحتى أقدس الممارسات وهي الأعمال العبادية التي يتوجه بها الإنسان إلى الله تعالى، لم تنج من هذا الاحتمال.

وأبرز بعض الجوانب الإيجابية للرياضة وأن تجارب البشرية تؤكد على الدور الحيوي لها، ليس في مجال تقوية عضلات الجسم، وصحة البدن، وحفظ لياقته فقط، بل تؤدي دوراً على الصعيد النفسي، حيث تعتبر إحدى الوسائل الاجتماعية المقبولة لتفريغ الدوافع والنوازع المكبوتة، وتخفيف مشاعر المعاناة والتوتر التي يستشعرها الفرد حيال ضغوط الحياة. كما أن لها دوراً إيجابياً في تنمية قدرات التعامل والعلاقات الاجتماعية، حيث يكون الفرد جزءاً من فريق، وعضواً في مؤسسة، وملتزماً في ممارسته الرياضية بنظام وقانون، ويطمح في الانتصار على الطرف المقابل، لكنه مستعد لاحتمال الهزيمة أمامه.

** الرياضة: برؤية دينية

وما يُميز هذا الكتاب ويزيد من أهميته تطرقه للموضوع من جوانب دينية حيث أن المجتمع كثيراً ما يبتعد عن بعض القضايا المعاصرة من منطلق ديني. وقد أورد سماحة الشيخ في هذا الكتاب العديد من الأحاديث والروايات التي تُعطي صورةً واضحة عن تشجيع النبي ورعايته لأشكال وألوان من ممارسة النشاط الرياضي: سباق الخيل، الرماية، حمل الأثقال، السباحة، المصارعة. وأين هذا من مظاهر التزمت التي يوحي بها بعض المتدينين، وكأن الرياضة شيء مستهجن مذموم؟!!

** الدعم المطلوب

ودعا سماحة الشيخ في الصفحات الأخيرة للكتاب المجتمع بجميع طبقاته من علماء ورجال أعمال وشخصيات إلى دعم الأندية الرياضية مادياً، مؤكداً أن التبرع للنادي الرياضي، في إطار رعاية أبنائنا واستقطابهم وحمايتهم من الانحراف، هو من أفضل موارد الإنفاق في سبيل الله تعالى، ولا يقل عن ثواب الإنفاق على المساجد والأعمال الخيرية الأخرى، لأن الشباب هم المنطقة الأكثر خطورة وأهمية في هذا العصر، وما يبذل من أجل هدايتهم وإرشادهم، أنفع وأجدى.

وأشبع هذا الموضوع بالروايات التاريخية التي تؤكد تشجيع الرسول وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) على بذل المال في بعض الأنشطة الرياضية كسباق الخيل.

** الخاتمة

واختتم سماحة الشيخ الكتاب بالإشارة إلى ضرورة تفعيل العلاقة بين النادي والمجتمع، بتواصل إدارة النادي، أو لجنة العلاقات فيه، مع الساحة الاجتماعية، من علماء دين ورجال أعمال، ومثقفين ومؤسسات أهلية، وكذلك بالمشاركة والحضور في المناسبات الاجتماعية العامة، وتطوير الأداء الإعلامي للنادي.