صدر حديثاً المجلد الرابع من موسوعة أحاديث لسماحة الشيخ حسن الصفار

تعريف بالكتاب


اسم الكتاب: أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، المجلد 4

اسم المؤلف: سماحة الشيخ حسن موسى الصفار

دار النشر: مؤسسة البلاغ - دار الواحة

الطبعة: الأولى، 1425هـ - 2004م

عدد الصفحات: 522 صفحة من الحجم الكبير

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

صدر عن مؤسسة البلاغ ودار الواحة المجلد الرابع من موسوعة أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع والتي يُتابع تأليفها سماحة الشيخ حسن موسى الصفار، وهي عبارة عن كل ما يتعلق بإنجازات سماحته الفكرية والثقافية خلال العام.

ويحتوي المجلد الرابع من هذه الموسوعة إنجازات سماحة الشيخ خلال العام 1423هـ، وقد قدّم لهذا المجلد العلامة السيد محمد حسن الأمين (أديب، مفكر إسلامي، مستشار الجعفرية العليا، بيروت – لبنان)، وجاء في هذه المقدمة:

تقديم


أعترف ـ في بداية هذه الكلمة ـ أنني لن أتمكن أتمكن من إنصاف الشيح أتمكن من إنصاف الشيخ حسن الصفار باحثاً ومفكراً وأديباً محدثاً، فذلك يقتضيني أضعاف المساحة المخصصة لهذه الكلمة بمناسبة صدور الجزء الرابع من موسوعته: (أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع).

لم أكن قد تعرفت عليه شخصياً، عندما قرأت بعض كتبه وكتاباته، التي شدَّتني إليه شداً لم أعهده من نفسي لدى قراءة آثار المعاصرين إلاَّ نادراً. . . فمن هو هذا الفتى العالم ذو النص المترع بكل هذه الجرأة والشفافية؟!

من صاحب هذا الخطاب الإسلامي، ذي الأجنحة القوية الواثقة، القادرة على التحليق، في آفاق لم تفترع بكارتها من قبل أجنحة أترابه من أصحاب الخطب والكتب الإسلامية؟

وظلَّت هذه الأسئلة تراودني، حتى التقيت الشيخ الصفار لأول مرَّة في دمشق، التي كثيراً ما يرتادها. . وكان لقاءً حميماً وقصيراً، ولكنه كان كافياً لأكتشف بعضاً من سرِّ جاذبية نصِّه..

فقد وجدته يشبه نصه شبهاً عجيباً. . هو ونصه يتشابهان حدَّ التماثل، وقد يظن البعض أن هذا التشابه ليس حالة نادرة، فكل الكتَّاب يشبهون نصوصهم!

ليس ذلك صحيحاً، بل نادراً ما يشبه الكاتب نصّه، وهذا النادر لا نعثر عليه إلاَّ عندما يجتمع للكاتب صفتان هما: الصدق والإبداع في آن واحد، فالكاتب يكون صادقاً غير مبدع، ويكون مبدعاً غير صادق، وفي الحالتين لا يكون النص مشبهاً صاحبه. . . فإذا اجتمعت له النعمتان: الصدق والإبداع تجلَّت سمة التماهي النادر بين المبدع ونصّه. .

إن أعلى نص عربي بشري هو (نهج البلاغة)، ولم يكن كذلك لو لم يتوفر ذلك التطابق العجيب بين عليٍّ وكلماته. . . ثمة من بلغاء العرب وخطبائهم من تأسرك رشاقة الصناعة والتدبيج ومهارة اللعب على الكلام، ولكن ليس لهم جاذبية كلام علي . . لأنهم لم يبلغوا في نصوصهم درجة التماثل التي بلغها في نصِّه بين صدقه وإبداعه.

سيبقى علي سيد البلاغة العربية، بسبب هذه الخاصية الفريدة، رغم تبدل القيم الفنية والجمالية للنص العربي، ورغم حاجتنا لقيم جديدة تتعلق بمعايير بلاغة الكلام، بحيث تكون هذه القيم مشتقة من خصائص عصرنا وحساسياته وسرعة أدائه.

استطاع الشيخ الصفار، أن يقدم لنا في خطابه الإسلامي، درجة عالية من قيم البلاغة، التي ننشدها في عصرنا. .

وإذا كان المجال لا يتسع للخوض في تحديد العناصر المشترطة لهذه البلاغة، فإننا نتوقف عند سمتها الأساسية. . وهذه السمة تتجلى في قوة انتماء الخطاب الإسلامي إلى عصره. .

ولمزيد من التوضيح، سنفترض أن أحد المعاصرين كتب نصاً إسلامياً، يتناول فيه شأناً من شؤون الفقه أو الاجتماع أو السياسة أو سواها من الشؤون. . وسنفترض أن هذا النص كان متوفراً على أعلى شروط الفصاحة والبلاغة، وفق قواعدها المقررة في علم البيان.. ولكننا عند قراءة هذا النص لم نستطع أن نعرف، أو أن نتنبأ، بزمن صدور هذا النص. . أو بدا لنا أن هذا النص يمكن نسبته إلى عدَّة عصور، دون أن ينشأ عن ذلك أي مفارقة معرفية، بحيث بدا كما لو أنه نصّ بدون زمان!! فهل بوسعنا أن نعطي لهذا النص صفة البلاغة؟!

من وجهة نظري فإن الجواب. . كلا، وذلك لأن النص الذي يفتقر إلى هوية عصره، يغدو نصاً ناقص الهوية، أي نصاً بدون خصوصية.

إن كل النصوص البشرية الخالدة، وعلى رأسها نصُّ عليّ لم تكن لتتجاوز عصرها، وتبقى حيَّة في كل العصور التي تلتها، إلاَّ لأنها كانت شديدة الاتصال بعصرها، وتوفَّرت لها ـ مع ذلك ـ درجة عالية من شروط الصدق والإبداع!

في ضوء هذا المقترح المعرفي، كمعيار لتقييم النصوص عامة، والخطاب الإسلامي بصورة خاصة. . يبدو لي نص الشيخ الصفار نصاً فكرياً ومعرفياً بامتياز، ونصاً إسلامياً معاصراً بامتياز.

لا تقتصر قيمة نصه على حجم المعارف الإسلامية فيه، من فقه وحديث وتفسير وعقيدة وتاريخ، ولكن قيمته تكمن ـ أيضاً ـ في وعي متقدم لثقافة العصر الراهن، وأزماته وإشكالاته. . وعي مشحون بالمعرفة وبالقلق في آن. . الأمر الذي يفتقر إليه الخطاب الإسلامي المعاصر غالباً، فيبدو للبعض وكأنه مجرد تكرار لنصوص تراثية سابقة، وبحسبان هؤلاء أن المعرفة والمعرفة الإسلامية بالخصوص، تمَّ إنتاجها في العصور التي سبقت، وأن مهمة المعاصرين تقتصر على تيسير هذه المعرفة وتقديمها للأجيال الجديدة فحسب.

في نص الشيخ الصفار نقف على وعي متقدم لطبيعة الخطاب الإسلامي، فهو بالرغم من كونه خطاباً موصولاً بالتراث، شديد الاتصال به، إلاَّ أنه خطاب موصول بأشد الأواصر بطبيعة عصره ومشكلاته وأزماته وحساسيته الخاصة والمعقَّدة، وهذا ما يجعل منه (أي من الخطاب) إضافة مضيئة، وليس مجرد استعادة أو تكرار لمقولات التراث.

وقبل أن أنهي هذا التقديم المختصر غير المنصف، كما أشرت في البداية، أودّ أن أنوِّه بتلك الدرجة العالية من النزعة الحوارية، في أدب الشيخ الصفار ومساجلاته، ووعيه المتقدم لحقائق التعدد والتنوع، في الفكر والاجتماع والسياسة، وهذا الوعي وإن كان مصدره ثقافة العصر الراهن، إلاَّ أنه مؤسَّسٌ على قواعد قرآنية أصيلة، تمكَّن الكاتب من بلورتها بعمق ودراية علمية متقدمة.

ولست أحسب أن الشيخ الصفار كان بوسعه أن يقف بهذا العمق على مسائل الحوار والتعدد لو لم تكن له تلك التجربة الحية في خوض مسائل الإصلاح والتغيير، والاضطلاع بمهمات التحول والتجديد في إطار مجتمعه خاصة، وفي إطار المجتمع العربي والإسلامي بصورة عامة.

كم أتمنى أن يُصار إلى تعميم اقتناء هذه الموسوعة على جميع المعنيين من الباحثين في الخطاب الإسلامي المعاصر، وليس على خطباء الجمعة فحسب، داعياً الله أن يوفقه إلى المزيد من المساهمة في إثراء ساحة الفكر والعمل الإسلامي، في مرحلة تتعاظم فيها حاجتنا للتنوير والأصالة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

وتلا هذا التقديم كلمة لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان: أول الحديث، وجاء فيها:

أول الحديث


وتفجرت ينابيع المعرفة أمام إنسان هذا العصر، وتدفق عليه سيل المعلومات من كل الاتجاهات وعن كل الأشياء.

أوشكت الأميّة على الانقراض، فبعد أن كان القادرون على القراءة والكتابة في سالف الزمان عدداً قليلاً من الناس، يعدون على الأصابع في كل مجتمع من المجتمعات، أصبحت الأميّة نسبة ضئيلة تتقلص كل عام على مستوى العالم.

وحتى من يفقدون السمع أو البصر أتيحت لهم فرص التعلم، وتوفرت لهم وسائل الخلاص من الأميّة.

وانفتحت آفاق علوم الأرض والسماء، أمام أبناء البشر، من مختلف الأعراق، والألوان، والأصقاع، والشرائح والطبقات، ولم يعد العلم حكراً على نخبة من أبناء السلاطين والأثرياء الارستقراطيين.

وأصبح العالم بأحداثه وتطوراته حاضراً أمام الإنسان، وهو مضجع على سرير نومه، أو متكئ على أريكته، يشاهد كل خبر أو حدث هام لحظة وقوعه، بالصورة الملونة، والصوت الواضح بأي لغة يتقنها.

أما الحاسب الآلي، والشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، فهي العصا السحرية المتاحة لكل إنسان في هذا العصر، ليستحضر بها أي معلومة يريدها، وأي فكرة يبحث عنها، وبها يفتح كل أبواب خزائن العلم والمعرفة، في مختلف المجالات والتخصصات، وقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم هذا العام 2003م 9. 622 مليون إنسان، ويتوقع أن يصل إلى 1. 709 مليون في العام القادم.

قبل سنوات قرأت في أحد التقارير: أن العالم أنتج من المعلومات خلال الثلاثين سنة الماضية، ما يزيد على الذي تم إنتاجه في الخمسة آلاف سنة السابقة.

ونسخة واحدة من عدد الأحد لصحيفة (نيويورك تايمز) تحتوى على المعلومات التي يمكن أن يكتبها أوربي في القرن السابع عشر طيلة حياته.

وكل يوم هناك نحو عشرين مليون كلمة، تنتج بواسطة الوسائل الإعلامية والمعلوماتية المختلفة.

والقارئ الذي يستطيع أن يقرأ ألف كلمة في الدقيقة، سيستغرق شهراً ونصف الشهر لقراءة إنتاج يوم واحد فقط. وفي نهاية هذه المدة سيتكدس لديه ما يحتاج إلى خمس سنوات ونصف من القراءة. [1] 

وقبل سنتين أشارت أرقام اليونسكو واتحاد الناشرين الدولي إلى أن العالم يصدر فيه سنوياً حوالي مليون وربع المليون عنوان من الكتب.

وحوالي نصف المليون دورية مطبوعة

وحوالي خمسة ملايين تقرير علمي وفني.

وحوالي ربع المليون رسالة ماجستير ودكتوراة.

وربع المليون كتاب ودورية اليكترونية. [2] 

في هذا العصر الذي تزدحم أمام إنسانه الأفكار، وتتراكم المعارف، وتتوالى المعلومات، كيف يمكن للخطاب الديني أن يشق طريقه إلى عقل هذا الإنسان المعاصر؟

وكيف يرقى إلى مستوى المنافسة والتحدي؟

إن أول شرط تأهيلي لمقبولية الخطاب الديني، يكمن في انتمائه لهذا العصر الحاضر، بأن يستخدم لغته، ويعيش قضاياه واهتماماته، ويستفيد من وسائله وتقنياته.

إن تقدم العلم، وتطور المعرفة، ويسر تداول المعلومات وانتشارها، ليس مشكلة، ولا عامل تحد سلبي أمام الخطاب الإسلامي، بل هو في الواقع مكسب عظيم للإنسانية، وداعم لحقائق الدين، المنسجمة مع الفطرة، المتوافقة مع سنن الله تعالى في الطبيعة والحياة.

فالجهل هو العائق الأكبر أمام اهتداء الإنسان للدين، وهو سبب انحداره إلى مهاوي الكفر والشرك والضلال، لذلك يستعيذ المؤمن بالله تعالى من الجهل: ﴿قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ[3] .

ويحذر الله تعالى نبيه من مستوى التفكير الهابط للجهلاء يقول تعالى: ﴿فَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ[4] .

ويقول تعالى: ﴿وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ[5] .

وكما يقول الإمام علي : «الجهل أصل كل شر.» [6] 

ويحيل الإمام علي سبب عداء الناس لكثير من الحقائق والمواقف إلى الجهل يقول : «الناس أعداء ما جهلوا». [7] 

أما العلم فهو طريق الإيمان والهدى واكتشاف الحق، يقول تعالى: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ[8] .

وروي عنه أنه قال: «العلم حياة الإسلام وعماد الإيمان».[9] 

تأسيساً على هذه الحقيقة فإن التقدم العلمي يخدم المبادئ الدينية، ويجعل الناس أكثر تهيأً لقبولها والتفاعل معها، كما أن تطور وسائل المعرفة يتيح أفضل الفرص لعرض قيم الإسلام، وإيصال صوته إلى المسامع والعقول.

لكن المشكلة تكمن في استيعاب دعاة الإسلام لحقائق العصر، وقدرتهم على تنزيل مفاهيمه، وإسقاط قيمه، على واقع الحياة الحاضر. ذلك أن شريحة واسعة منهم تعيش بأبدانها في هذا الزمن، لكنها تنتمي بعقولها ولغتها وتصوراتها إلى أزمنة غابرة، تنظّر لمشاكل تلك العصور، وتنشغل بصراعات الماضي الفكرية والسياسية، وتتقمّص اهتمامات الأسلاف، وتفقد القدرة على الإبداع الفكري،وجرأة الاجتهاد الفقهي.

إن قسماً من الخطابات الدينية تثير السخرية والامتعاض، لمخالفتها روح العصر، وتجاهلها شرائط الزمان والمكان، وعدم تناسبها مع أوضاع المجتمعات.

في مقالة له بعنوان (أزمة خطبة الجمعة) كتب الدكتور خالص جلبي نقداً لاذعاً لهذا النوع من الخطابات، مستشهداً ببعض نماذجه، ومما جاء في المقال الفقرات التالية:

منذ أيام يزيد بن معاوية يصعد كل يوم جمعة نفس الخطيب، ويكرر نفس الديباجة، ويعيد نفس الدعاء للسلطان بالحفظ والصون. ويتلقى الموجة جمهور أخرس أتقن الصمت، مختوم بختم على الفم أكبر من ختم الحبل السري على البطن، ليسمع حديث واعظ في قضايا لا تستحق الاجتماع، فلا يزيد الحديث فيها عن فواكه الجنة، وعن الآخرة، وعن فرعون ذي الأوتاد.

وروي لي من بلد عربي، أن خطب الجمعة تكتب بيد موظف وصي على عقول الناس، وترسل بالفاكس إلى خطباء كل المساجد، كي يقرؤوا خطبة واحدة موحدة مؤممة، فهذا أريح لوجع الدماغ.

وفي مدينة مونتريال في كندا، حضرت خطبة وصلاة الجمعة، فظننت نفسي في مسجد الأتراك في حي قاسيون في دمشق، فلم يزد الحديث عن مواعظ عثمانية، وأدعية عدوانية، بأن يدمر الله الكافرين جميعاً وعائلاتهم. في الوقت الذي منح فيه الكنديون المسلمين الجنسية، ومعها الرزق الوفير، والدراسة المجانية، والأمان من جلد المخابرات، وتقارير الشرطة السرية.

وفي مكان ما حضرت خطبة في مسجد، فحوّل الخطيب الخطبة إلى مناسبة فقهية، في الاستنجاء والاستبراء بالحجارة، مع أن الناس لم تعد تستخدم الحجارة في دورات المياه منذ أيام الاستعمار الفرنسي.

وفي بلدتي التي عشت فيها طفولتي، كان الإمام يخطب من كتاب (ابن أبي نباتة) من أيام السلطان قلاوون. وهناك 52 خطبة على مدار السنة، وحسب المواسم، وكنا صياماً فتحدث عن الحج، ثم انتبه إلى أنه بدل المواسم، فبدأ يقلب على عجل عن الخطبة المناسبة، بعد أن ضل طريقه إليها.

وفي بلد عربي كان الخطيب يدعو بحرقة على طوائف لا نهاية لها بالتدمير الكامل، وتيتيم الأطفال، وترميل النساء، وأن يريه عجائب خلق الله فيهم. وكان أكثر حماسة عند الدعاء على العلمانيين أن يُقتلوا عدداً، وُيهلكوا بددا، ولا يُبق منهم أحدا. كرر ذلك ثلاث مرات وصوته مختنق بالبكاء. [10] 

وإذا كان هؤلاء الخطباء يعانون من القصور في وعي عصرهم، وفهم رسالتهم، فإن قسماً آخر من الخطباء يمارسون التقصير، فهم لا يصرفون جهداً كافياً لإعداد خطاباتهم والتحضير لها. رغم توفر الوسائل والأدوات، فمعاجم الفهرسة على الكمبيوتر، ومواقع البحث على الإنترنت، تجلب أي معلومة أو مصدر يحتاجه الخطيب لإعداد ما يريد بحثه.

كما أن وسائل الإعلام المحليّة والأجنبية تتيح الإطلاع على مختلف القضايا والمشاكل المعاشة في مجتمع اليوم.

وفي مجتمعنا عدد وافر من الأخصائيين والمتخصصين يمكن استشارتهم والاستفادة من أرائهم، لمعالجة القضايا المرتبطة بتخصصاتهم.

إن ضعف الإعداد والتحضير للخطاب، يجعل المعالجة فيه سطحية بسيطة، كما أن هندسة الموضوع ومنهجية الطرح، تصبح مرتبكة أو غير متقنة.

بينما يكون الخطيب المجتهد في الإعداد والتحضير مهيمناً على موضوع بحثه، مُنسِّقاً لنقاطه وأفكاره، مشبعاً له بالأدلة والشواهد المؤثرة، مما يجعله أكثر فائدة وأقدر على الإقناع والتأثير.

وفي هذه الموسوعة أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع أقدم لإخواني الدعاة إلى الله، وإلى خطباء الجمعة والمناسبات الدينية، تجربتي المتواضعة، في مجال الخطاب الديني، حيث كنت أصرف جهداً ووقتاً في الإعداد والتحضير للخطابات التي ألقيها ـ غالباً ـ:

أولاً: باختيار مواضيعها من خلال معايشة هموم المجتمع ومتابعة قضايا العصر.

ثانياً: بالاجتهاد في بحث كل موضوع من خلال المصادر المتوفرة من الكتب والصحف والمجلات ومواقع الإنترنت.

ثالثاً: باستشارة ذوي التخصصات في المواضيع التي تتطلب ذلك، فعند بحثي لموضوع في الصحة النفسية مثلاً، ألتقي مع أطباء مختصين، وأسألهم عن آرائهم وملاحظاتهم، والمراجع المفضّلة لديهم. وعند تحضيري لموضوع يرتبط بالعمل التطوعي الاجتماعي، أتصل مع المسؤولين في الجمعيات الخيرية، وأصغي إلى همومهم ومعاناتهم وإنجازاتهم، وأستعين بمقترحاتهم، وهكذا في الشأن التربوي أو الرياضي أو الاقتصادي.

رابعاً: بذل الجهد في منهجية البحث، واختيار أفضل الأساليب والعبارات المناسبة.

ولا أدري ما هو مستوى تجربتي المتواضعة؟ وما مدى حظها من النجاح؟

لقد لاحظت تجاوباً طيباً من الجمهور، ورصدت شيئاً من التأثير للأفكار التي تضمنتها هذه الخطابات على المجتمع، لكني أعزو ذلك إلى توفيق الله تعالى وفضله، وليس من الضروري أن يكون ذلك التجاوب والتأثير بفعل جدارة تلك الخطابات، وإذا كان فيها مستوى من الجدارة فهو أيضاً بفضل الله وتوفيقه.

وبين يدي القراء الكرام الجزء الرابع من هذه الموسوعة، وهو يشتمل على كلمات الجمعة لعام 1423هـ، ملحقاً بها بعض الكتابات المتفرقة، والمقابلات الصحفية، التي نشرت أثناء نفس العام.

أسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع في الدعوة إلى سبيله، وأن يجعلني من المتعظين الواعظين، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه وعباده إنه ولي التوفيق.

والحمد لله رب العالمين.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

وجاء تقسيم هذا المجلد على النحو التالي:

أقسام الكتاب


* كلمات الجمعة

كربلاء فلسطين
أمريكا تقود صدام الحضارات
الشباب في عالم التحديات
أهل البيت (عليهم السلام) وخيارات المواجهة
ســــلاح المـقـاطـعة
قلق الاختبارات
تنمية العلاقات الاجتماعية
الحوار والإقناع.. مشاهد من السيرة النبوية
نحو استثمار أفضل للعطلة الصيفية(1/2)
نحو استثمار أفضل للعطلة الصيفية(2/2)
الإمام علي ونهج المساواة
التعصب والعصبية
تأملات في مولد الحسين
ليلة النصف من شعبان
الفكر بين الموضوعية والانحياز
القرآن المهجور
الانفتاح على الرأي الآخر
الحوار للمعرفة والسلام
مهارات التفاوض والحوار
أخلاقيات الحوار
عالم الدين بين التواضع وتضخّم الذات
تواضع العظماء
المؤسسات الصحية وخطورة المسؤولية
عاشوراء: برنامج رسالي
التدين بين المظهر والجوهر

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

* كتابات

· تقديم كتاب: مناهل الأدباء وحديقة الخطباء، (آل إدريس: السيد محمد السيد علوي، الطبعة الأولى، 1423هـ. 2003م، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، بيروت – لبنان).

· تقديم كتاب: أم البنين (عليها السلام) رسالة للمرأة المسلمة، (المهتدي البحراني: عبد العظيم، الطبعة الأولى 2002م، مؤسسة عاشوراء).

· تقديم كتاب: النفحات الولائية في العقيلة الهاشمية، (الدكتور عاصم عباس، الطبعة الأولى 2001م، دمشق).

· تكريم الإنسان، (كلمة في حفل تأبين الأديب السيد علي السيد باقر العوامي (توفي بتاريخ 14 ذي الحجة 1422هـ)، الذي أقيم في حسينية السنان، تحت عنوان: مهرجان الإنسان والوطن بتاريخ 29 محرم 1423هـ).

· تعزية بوفاة سماحة العلامة الشيخ عبد المجيد أبو المكارم

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

* مقابلات

· حوار جريدة الأيام البحرينية، صفحة (اتجاهات)، أجرى الحوار الأستاذ مهدي ربيع، الاثنين 27 رمضان 1423هـ، العدد 5022.

· حوار في الفكر الإسلامي (حضارة الإسلام لماذا تراجعت؟ أجرته الجهة المشرفة على إصدار الجزء الثاني من كتاب (مع قادة الفكر الإسلامي) بعد صدور الجزء الأول، تم الحوار في شهر ربيع الثاني 1420هـ، دمشق.

· حوار جريدة الشرق الوسط، أجرى الحوار غالب درويش، لندن، السنة الرابعة والعشرون، العدد 8558، بتاريخ 21 صفر 1423هـ - 4 مايو 2002م.

· حوار شبكة الرفيعة الثقافية، 25 شوال 1423هـ.

. حوار موقع المعصومين الأربعة عشر، أجراه السيد عامر الحسين.

. ولكن: الأقربون أولى بالمعروف، مشاركة ضمن الملف الذي طرحته مجلة اليمامة بهذا العنوان، مجلة أسبوعية تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية بالرياض، نشر ضمن ملف قضية الأسبوع، العدد رقم 1739، بتاريخ 8 ذو القعدة 1423هـ.

. المسلمون والغرب: جهل .. أم سوء فهم متعمد؟ اليمامة: مجملة أسبوعية تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية بالرياض، نشر ضمن ملف قضية الأسبوع، العدد رقم 1715 بتاريخ 10 جمادى الأولى 1423هـ.

. المداخلة الأولى في قناة المستقلة، برنامج الحوار الصريح، ليلة الجمعة 20 ذو القعدة 1423هـ.

. المداخلة الثانية في قناة المستقلة، برنامج الحوار الصريح، ليلة الاثنين 24 ذو القعدة 1423هـ.

. المداخلة الثالثة في قناة المستقلة، برنامج الحوار الصريح، ليلة الثلاثاء 26 ذو القعدة 1423هـ.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

* ندوات

رسالة السيدة زينب (عليها السلام) إلى شعب فلسطين، كلمة ألقيت بمولد السيدة زينب (عليها السلام) في المركز الثقافي العربي في دمشق، ونشرتها: النجمة المحمدية، إصدار خاص بمناسبة المهرجان الولائي السنوي الحادي عشر، الأحد 5 / 8 / 2001م، إعداد الدكتور عاصم عباس.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

واختتم المجلد بعرض لعناوين مؤلفات سماحة الشيخ حسن موسى الصفار، والتي بلغ عددها حتى إصدار هذا المجلد 68 مؤلفاً.



--------------------------------------------------------------------------------

[1] المجلة: مجلة أسبوعية تصدر من لندن، عدد 928 بتاريخ 29/11/1997م.

[2] وجهات نظر: مجلة تصدر عن الشركة المصرية للنشر العربي والدولي، القاهرة عدد 37 فبراير 2002م.

[3] سورة البقرة آية 67.

[4] سورة الأنعام آية 35.

[5] سورة الأعراف آية 199.

[6] الآمدي التميمي: عبدالواحد، غرر الحكم ودرر الكلم،الطبعة الأولى 1987م، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

[7] الموسوي: الشريف الرضي، نهج البلاغة، الحكم رقم 438،172، الطبعة الأولى 1967م، دار الكتاب اللبناني، بيروت.

[8] سورة سبأ آية 6.

[9] الهندي: علي المتقي، كنز العمال، حديث رقم 28944، الطبعة الخامسة 1985م، مؤسسة الرسالة، بيروت.

[10] الشرق الأوسط: جريدة يومية تصدر من لندن 26،6،2002م.