المحرج والصفار

يقول الله سبحانه وتعالى ﴿وجعلناكم أمة وسطا فالوسط لا يكون جبارا متغطرسا يتعالى على الآخرين فيعاملهم بالظلم ولا يكون ذليلا حقيرا ضعيفا كلقمة سائغة هشا ساذجا يتلاعب به الآخرون فالحديث النبوي الشريف يقول (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير) والمثل الشعبي يقول (لا تكن لينا فتعصر ولا يابسا فتكسر) فمن هذا الأساس والقاعدة الصلبة ينطلق مبدأ الحوار في كل المجالات وبين كل الطبقات والفئات سواء بشكل رسمي منظم كما هو الحال من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني او في اللقاءات او الدعوات الاجتماعية او في المنتديات او الندوات الثقافية فكل لقاء بين الرموز والنخب يعتبر حوارا وهذا ما حصل في لقاء الداعي الى الاصلاح و التقارب الشيخ د.عبدالرحمن المحرج والشيخ حسن الصفار الداعي الى التعايش السلمي والتسامح بحضور نخبة من المثقفين ورجال الاعمال والوسط الاجتماعي في مجلس محمد حسين الخرس وبرعاية قاضي المواريث والاوقاف الشيخ محمد الجزيري فتحدث الشيخ حسن الصفار عن صفة من صفات المسلمين وهي التطوع فقال اذا كان في الغرب تتشكل جمعيات كحقوق الانسان والهلال الأحمر وأطباء بدون حدود والرفق بالحيوان وأصدقاء المرضى وأصدقاء البيئة والإغاثة وأضاف ان في امريكا 83 مليونا يقومون بالاعمال التطوعية وضرب مثلا ان رجل اعمال امريكي زار افريقيا فوجد ان كثيرا من الناس يمشون حفاة فسأل لماذا هؤلاء حفاة فقيل له انهم فقراء لا يملكون قيمة الحذاء فعاد الى امريكا وشرع في مشروع جمع الاحذية حتى بلغت 2 مليون جوز من الاحذية فأرسلها الى افريقيا لتوزيعها على الفقراء فاذا كان هذا التفاعل الفوري يحصل في الغرب أليس من الاولى والتفاعل ان نكون نحن المسلمين نقوم به فيما بيننا وللآخرين في بلدان العالم. وتحدث الشيخ عبدالرحمن المحرج عن الاصلاح الفردي والأسري والاجتماعي وأثر ذلك التواصل والتراحم وسعيه الدؤوب في هذا المجال ولو كان بين متخاصمين في الشارع او في حادث مروري او اختلاف عائلي وضرب أمثلة على ذلك الى ان ذكر ان لديه مشروعا مشتركا حول الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وصحابته الكرام يدعو الى من يشاركه فيه ليكون في متناول القراء هذا اللقاء لم يكن للحضور فقط بل للعموم عبر النشر الصحفي للفائدة و الصالح العام والتفاعل الذاتي للعمل التطوعي والتعايش السلمي بموجب الثوابت الاسلامية والانسانية والوطنية وما يجب ان نستدركه في هذا الجانب الآتي:

1 ـ ان يكون العمل التطوعي مفتوحا لجميع طبقات وفئات المجتمع بالتدوير بينهم.

2 ـ الالتزام بسنوات المدد الزمنية لاعضاء الادارة.

3 ـ الاحتكار وتجاوز السنوات النظامية يؤدي الى الانحراف والخلل الاداري والمالي والاستغلال الشخصي.

4 ـ ناموس العلاقات الشخصية هو التعامل الحسن.

5 ـ الاصلاح يمر عبر الانتماء الوطني والعدالة والمساواة والاحترام.

السبت 21/7/1431هـ الموافق 3/7/2010م - العدد 13532
الأحساء