تصريحات غير مسبوقة

ضمن نهج التواصل الوطني الذي يقوم به سماحة الشيخ حسن الصفار، كان ضيفه الأخير الدكتور عيسى الغيث الكاتب في جريدة الرياض والمستشار في وزارة العدل. وقد كان هذا الضيف محفوفا بالترحيب والقبول جراء تصريحاته التي لامست معاناة الشيعة في المنطقة، وردا على سؤال حول مواءمة العقوبات التي وقعت على الأستاذ فوزي الشنر من فصل وحرمان من الحقوق اثر التحقيق معه حول توزيع مذكرة تحوي طريقة الوضوء والصلاة وفق المذهب الشيعي لطلاب جميعهم شيعة في مدرسة تقع في حلة سكانها شيعة، قال الدكتور الغيث إن الوطن يتسع للجميع، ففي بلادنا لا يفرض تدريس مواد التربية الاسلامية في مدارس الجاليات بل ولا يمنع تدريس دياناتهم أو مذاهبهم فمن حق الشيعة أن يدرسوا وفق مذهبهم.

عبر عقود مضت على نظام التعليم اختزلت جميع المذاهب المالكية – الحنفية – الشافعية – الشيعية – الصوفية – الإسماعيلية – والزيدية في رأي المذهب الحنبلي وفرض هذا المذهب كنهج رسمي وكمقرر للتعليم ويتطرق هذا النهج إلى بقية المذاهب ومعتقداتهم في مناهج التعليم الرسمية وطوال تلك العقود ظلت بقية اصحاب المذاهب موجودة وفي تكاثر دون الذوبان في ما يتعلمه الطفل منذ نعومة أظفاره وحتى تخرجه من الجامعة رجلا، أي ما يزيد على الستة عشر عاما من التعليم الممنهج والذي يقدم فيه الطالب الاختبارات من حفظ وفهم وتلقين وترديد لما في هذه المناهج دون أن يتخلى كل عن نهجه الذي يتبعه وولد عليه، أي برغم فرض هذه المناهج وايقاع العقوبات على من يمسها برأي أو بفكر مقارع لم يتحول أي معتنق لمذهب عن مذهبه ما أدى إلى شعور الأكثرية بالغبن والقهر نتيجة تسفيه المناهج الأخرى دون تغيير في التركيبة المذهبية للمجتمع فلم يضمحل اي مذهب من المذاهب ولم يتركه اصحابه، فما جدوى فرض رأي على الآراء الأخرى المخالفة غير ذلك الشعور؟!

إن تصريحات الدكتور الغيث في غاية الشجاعة وستجر عليه ما تجر من مقاومي حرية الرأي والمعتقد، فالدين لله والوطن للجميع.

الاثنين, 17 يناير 2011م - العدد: 912
تاروت