الشيخ الصفار: الرقابة المجتمعية ضرورة للحد من الفساد

مكتب الشيخ حسن الصفار

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى تعزيز الرقابة المجتمعية على أداء المسئولين للحد من التلاعب بالمال العام ومحاربة الفساد وضمان تحقيق مصالح المواطنين.

وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة (بتاريخ 28/1/1433هـ الموافق 23/12/2011م) في مدينة القطيف شرق السعودية بأن على كل مواطن أن يطالب بحقه وأن لا يخش منصبًا أو مسؤولًا أيا كان "فكل مسؤول انما هو أجير وله راتب وامتيازات وهو مطالب بأداء واجبه".

وتابع بأن خشية الناس من المسؤولين انما تفاقم من تجاوزات هؤلاء ومصادرتهم لحقوق المواطنين أو إغفالها على حد تعبيره.

وأكد بأن المطالبة بالحق والإلحاح فيه أمر مشروع بل يصل إلى حد الوجوب معللا "بأن في السكوت عن الحق مصادرة له".

وأوضح بأن الفساد ليس مقتصرًا على الدول العربية والإسلامية وحدها، مستدركا بأن ما يحد من تفشي الفساد في الدول الأكثر تقدما هو وجود آليات تحفظ المال العام وتمنع من استشراء الفساد على نحو أوسع.

وأضاف الصفار بأن غياب مؤسسات المحاسبة والمراقبة المتمثلة في البرلمان المنتخب يفسح المجال للتلاعب والتهاون في أداء الواجب.

وأكد على ضرورة وجود قانون يحمي المواطن ويضمن له حقه قبالة أي مسئول رسمي، داعيا في السياق نفسه إلى تعزيز الحرية الإعلامية لفضح حالات الفساد والتلاعب بالمال العام.

وحث على الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة للمطالبة بالحقوق بما في ذلك تسخير الوسائل التقنية لإثبات الحق.

ودعا الصفار للاستفادة من هيئة مكافحة الفساد في المملكة. وقال منوهًا: "نحن نعلم أن المنظومة لم تتكامل لمواجهة الفساد وتقصير الموظفين والمسؤولين، لكن علينا أن نستفيد من الفرص المتاحة والممكنة".

وحث المواطنين على المضي قدما في المطالبة بحقوقهم لدى أي جهه من الجهات وأن لا تثبط عزائمهم خشية من عدم انصافهم.

وأضاف القول أمام حشد من المصلين "إن لم تصل أنت لحقك، فسوف تساعد غيرك لانتزاع حقوقهم".

تغافلوا عن أخطاء بعضكم

وفي سياق مختلف قال الصفار بأن نجاح العلاقات الاجتماعية يعتمد في جانب منه على ما وصفه "فن التغافل".

وأوضح بأن التغاضي عن أخطاء الغير وعدم الاكتراث الدائم بها أمر حيوي في ادامة العلاقات البينية بين الأفراد.

وأضاف بأن كثرة عتاب الآخرين فيه إيذاء لهم وإيذاء للنفس.

وتابع بأن من يريد من الآخرين أن يعذروه فعليه في المقابل أن يضع لهم الأعذار.

وأشار إلى أن على الإنسان أن يعي الطبيعة البشرية التي يعيش ضمنها، فالناس ليسو ملائكة، ومن أراد مجتمعًا ملائكيًا فليبحث عنه في الجنة على حد تعبيره.

وقال بأن على المرء أن يكون متزنًا في مواقفه، فليس كل شيء يستحق الاهتمام والتفاعل، وفي المقابل ليس من الصحيح أن يعيش اللامبالاة وعدم الاكتراث.

وللاستماع:

«الخطبة الأولى: فن التغافل»

«الخطبة الثانية: وعي المواطن وجرأته لردع الفساد»