الشيخ الصفار يدعو لتسوية أوضاع (البدون) في دول الخليج

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويصف مشكلة غير محددي الجنسية بالقنبلة الموقوتة التي تهدد الأمن الاجتماعي.

- ويدعو إلى الضغط على حكومات المنطقة لتستوعب "البدون".

- ويشيد بإصدار الأزهر الشريف وثيقة الحريات العامة ويعتبرها وثيقة تاريخية.

- ويقول بأن الأمة الإسلامية قد تواجه مآزق إذا ابتليت بفقهاء متحجرين.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى وضح حد لمشكلة غير محددي الجنسية "البدون" في دول الخليج عبر استيعابهم وتصحيح أوضاعهم قانونيا.

واستنكر الشيخ الصفار حرمان هذه الفئة من امتلاك الوثائق الرسمية والاستفادة من الخدمات الأساسية في والتعليم والعلاج والتملك والعمل في الوظائف الرسمية.

وانتقد خلال خطبة الجمعة بتاريخ 26 صفر 1433هـ الموافق 20 يناير 2012م بمدينة القطيف شرق السعودية حرمان مئات الآلاف من "البدون" من حق الجنسية في السعودية والكويت والامارات وغيرها داعيا إلى الاحتذاء بالدول الغربية في هذا الشأن.

ووصف التعاطي الراهن مع هذه الفئة بأنه يمثل انتهاكا لحقوق الانسان وتهديدا للأمن الاجتماعي.

واعتبر الصفار مشكلة غير محددي الجنسية في الخليج "قنبلة موقوتة تهدد الأمن الاجتماعي".

وتابع بأن الأوضاع البائسة قد تحول بعض هذه الفئة بؤرة للإجرام والفساد وذلك ما ينعكس سلبا على الأمن الوطني على حد تعبيره.

ودعا أمام حشد من المصلين إلى الضغط على حكومات المنطقة حتى تضع القوانين المناسبة "لإستيعاب هؤلاء البشر وضمان حقوقهم الإنسانية".

وشدد على الحاجة إلى تشريعات جديدة تساعد هذه الفئة على الحياة بصورة طبيعية في مجتمعهم كبشر وإخوان لنا على حد وصفه.

كما دعا إلى ايلاء فئة "البدون" اهتماما أهليا مناسبا، منتقدا ما وصفها بالروح الأنانية التي تقتصر على الاهتمام بالمشاكل الخاصة والضيقة داخل القبيلة والفئة أو الطائفة.

وهاجم في السياق نفسه بعض الفئات "العنصرية" في المجتمعات الخليجية التي لم يسمها والتي قال أنها تعارض تجنيس "البدون" خشية على مصالحها الخاصة.

وطالب بتعميم الثقافة الإنسانية التي تحض على النأي عن النظرة الدونية للآخرين وخاصة الأجانب القادمين من دول فقيرة.

وقال الصفار بأن "النظرة الدونية للآخرين أمر منكر وقبيح ولا ينبغي أن يحدث في مجتمع انساني فضلا عن مجتمع مسلم".

ويرحب بوثيقة الأزهر الشريف

هذا ورحب الشيخ الصفار بوثيقة الحريات العامة الصادرة عن الازهر الشريف في مصر مؤخرا واعتبرها "وثيقة تاريخية وتطورا رائعا" في الفكر الاسلامي.

وأشاد بالوثيقة التي رأى انها تؤكد على حرية العقيدة والفكر والتعبير عن الرأي والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني.

ووصف الصفار وثيقة الحريات العامة بالوثيقة التاريخية التي "تعيد للاسلام ألقه وتعيد ثقة الناس بهذا الدين العظيم وتجعل الناس يدخلون في دين الله افواجا".

وانتقد في السياق نفسه التجاهل الإعلامي للوثيقة.

وتابع "كان ينبغي ان يهتم بها الجميع ويتناولها الإعلام وأن تقام حولها المؤتمرات وتتبناها وتناقشها مختلف المجمعات العلمية".

وقال بأن دخول الناس في الإسلام جاء نتيجة شعورهم بالسعة والكرامة والعزة والحرية التي يتمتع بها هذا الدين ولذلك اقبلوا عليه.

وأسف لتحول الاسلام في العصور المتأخرة لدين يوصف بالعنف والقسوة والشدة والتضييق بسبب ممارسات بعض المسلمين والآراء المتزمتة والمتحجرة "حتى نفر منه بعض ابناءه".

ومضى يقول بأن مواكبة الاسلام لكل العصور رهن بممارسة الفقهاء والمجتهدين لدورهم في التجديد واستنباط ما يتناسب مع عصورهم وأجيالهم.

وتابع بأن الأمة الإسلامية قد تواجه مآزق إذا ابتليت بمن وصفهم بالفقهاء المتحجرين والمتشبثين بآراء فقهاء العصور الماضية دون أن يستخدموا حق الاجتهاد المتاح لهم.

وأضاف بأن واقع المسلمين يفتقد لأي مصداق لتطبيق حرية الرأي والتفكير رغم ضمان الإسلام لتلك الحريات.

وقال بأن الحكومات المستبدة تفرض هيمنتها على الشعوب وتقيد حرياتها فيما الآراء المتشددة تعرقل مسيرة حياتها في حين يحد الإرهاب الفكري في الأوساط العامة من حرية إبداء الرأي المغاير.

للمشاهدة

الخطبة الأولى: البدون وصمة عار للأنظمة والمجتمعات

الخطبة الثانية: وثيقة الحريات مبادرة عظيمة من الأزهر