الشيخ الصفار يؤكد على أهمية التعامل بالإحسان لضمان سلامة العلاقة بين الناس

مكتب الشيخ حسن الصفار
أعده: تركي العجيان.

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية التعامل بالإحسان لضمان سلامة العلاقة بين الناس، مؤكداً أن العدل الذي يعني أن يأخذ كل ذي حقٍ حقه في مختلف المجالات، هو مرتبةً متأخرة عن الإحسان، وأشار إلى فوائد الإحسان والتي منها: أن الإنسان بذلك ينال رضا الله تعالى وتأييده، ويكسب محبة الناس وتعاونهم معه، كما أن الإنسان بإحسانه للآخرين ينجح في حياته الدنيوية وكذلك الأخروية. وأشار إلى ضرورة تبلور هذه المنهجية في العلاقة مع الأقربين فهم أحق بهذا من غيرهم، كما تعرض إلى ظاهرة الضرب المبرح الذي يقوم به بعض الآباء مع بناتهم ممن هنَّ في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بحيث بات يؤرق العاملات في الوحدة الصحية للبنات بالقطيف نتيجة تراود الطالبات الملفت للنظر لأخذ الإجازات المرضية لهذا السبب، مؤكداً خطأ هذا المنهج وحرمته إذا تعدى الحدود الشرعية للتأديب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سماحته ظهر الجمعة 5 ذو القعدة 1425هـ (17 ديسمبر 2004م).


بدأ الشيخ الصفار حديثه بالتأكيد على أن الناس من أن يعيشوا حياةً سليمةً فيما بينهم لابد وأن يؤدي كل إنسان الحقوق للآخرين، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل، 90)، وقال: لضمان سلامة العلاقة بين الناس هناك شرطان:

الشرط الأول: حماية الحقوق فيما بينهم، وهذا هو مستوى العدل، وهو يعني أن يأخذ كل ذي حقٍ حقه في مختلف المجالات.

الشرط الثاني: أن ترتقي العلاقة إلى مستوى الإحسان، وهو أعم من العدل، وهو يعني أن يُعطى الآخر فوق حقه. يقول الإمام علي : العدل الإنصاف والإحسان التفضل.

وأشار إلى فوائد وآثار الإحسان في حياة الإنسان، ومنها:

أولاً- ينال الإنسان رضا الله تعالى وتأييده، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة، 195).

ثانياً- يكسب الإنسان محبة الناس وتعاونهم معه. قال رسول الله : «جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها». وقال الإمام علي : «عجبت لمن يشتري العبيد بالأثمان، كيف لا يشتري الأحرار بالإحسان.» وقال : «أحسن إلى من شئت تكن أميره». وقال : «من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه».

ثالثاً- ينجح الإنسان في حياته، قال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (النحل، 30).

وأشار الشيخ الصفار إلى ضرورة الإحسان مع الدائرة القريبة من الإنسان، مؤكداً أنها أهم من الدائرة البعيدة، وهذا ما تؤكده الآيات القرآنية، يقول تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (النساء، 36)، وفي كلمةٍ للإمام علي يقول فيها: «لا يكن أهلك أشقى الناس بك». وأضاف: حتى وإن كان رحمك قاطعاً لك، عليك أن تكون وصولاً، ففي الحديث: صل من قطعك. مشيراً أن الإنسان إنما يتعامل بالإحسان لنفسه، ولرصيده الديني والاجتماعي، يقول تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ (الإسراء، 7).

وتعرض الشيخ الصفار في حديثه إلى ظاهرةٍ باتت تؤرق العاملات في الوحدة الصحية بالقطيف للبنات، حيث يعمد الكثير من الآباء بضرب بناتهم ممن هنَّ في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ضرباً مبرحاً، مؤكداً خطأ هذا المنهج وحرمته إذا تعدى الحدود الشرعية للتأديب.