منتدى الوحدة يبدأ باكورة نشاطه باستضافة الإعلامي الأستاذ عبد العزيز قاسم في مكاشفة عن المكاشفات

مكتب الشيخ حسن الصفار شبكة راصد الإخبارية

استضاف منتدى الوحدة بمدينة جدة ليلة الخميس 17 ذو القعدة 1425هـ الموافق 29 ديسمبر 2004م الإعلامي الأستاذ عبد العزيز قاسم مدير التحرير والمشرف على ملحق الرسالة بجريدة المدينة وكان عنوان اللقاء «مكاشفة مع صاحب المكاشفات», حيث أراد المنتدون طرح أسئلة واستفسارات كثيرة وحائرة حيال مكاشفات الشيخ حسن الصفار التي أحدثت صدى واسعا في المشهد الديني والرسمي السعودي وتجاوز صداها إلى إيران ودول الخليج ولبنان, فكان حرص المنتدى على إجلاء بعض الأمور مع صاحب المكاشفات ودوافعه ومنطلقه.

وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية للشيخ محمد عطية عميد المنتدى, حيث جاء فيها حرص الإسلام منذ بناء الدولة الإسلامية على تعميق مفهوم علاقة المسلم بالمسلم ونتيجة لذلك كان أحد أركان تأسيس الدولة الإسلامية المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والجميع منهم من أهل الإسلام وذلك تطبيقا للمفهوم القرآني الذي نادى بأخوة أهل الإيمان ونادى بالاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى. كما تناول الشيخ في كلمته بعض الأحاديث النبوية التي تصب في ذات المجال فذكر الرواية الواردة في صحيح البخاري عن الرسول الأكرم «من شهد ألا إله إلا الله وأستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم» ثم عرج للتعريف بضيف المنتدى قائلا وإن
ضيفنا في هذه الليلة لم يكن صحفيا وإعلاميا فقط بل كان توجهه الإسلامي لتطبيق المبادئ الإلهية في الأرض وتوجهه الوطني الذي استشعر فيه ما يمر على بلادنا العزيزة من أزمات فأراد أن يجمع تحت سقف الإسلام أهله وعلى أرض الوطن أهله فما كان منه إلا أن قام بمكاشفة, قد قدم مثلها الكثير، إلا أن هذه المكاشفة بالنسبة لغيرها سابقة غير مسبوقة فقد أستضاف فيها سماحة الشيخ حسن الصفار ليبين أمورا عن المذهب الشيعي الجعفري الذي أخذ على غير وجهه والذي نسب إليه ما ليس فيه فكان لذلك العمل أثرا واضحا وجليا في ارتفاع كثير من الشبهات وفتح باب للحوار مستمد من تلك الدعوة التي أطلقتها القيادة بقرار حكيم للحوار الوطني ثم شكر سماحة الشيخ محمد عطية الأستاذ عبد العزيز القاسم على مجهوده هذا وبين بأننا في أمس الحاجة لتعميق حسّـنا الوحدوي تحت سقف الإسلام وفي تقوية حسّـنا الوطني لحماية الوطن من مكائد الأعداء ثم رحب بالحضور الكريم لاسيما أعضاء الحوار الوطني سماحة الشيخ طاهر الهاجوج والشيخ فهد أبو العصاري وجميع الحاضرين.

وأعطيت الكلمة بعد ذلك إلى الأستاذ منصور البسطي من أهل المدينة المنورة الذي رحب بالضيف وبالحضور وامتنان الشيعة في المدينة لكل ما جاء في المكاشفات، مضيف « نبارك ونثمن لك»الأستاذ القاسم» الشجاعة الأدبية و الحسّ الوطني الرفيع واللباقة العالية والثقافة الثرة والمقدرة الصحفية المميزة الناضجة وغير المسبوقة في صحافتنا على الأقل في اقتحامك لعقبة كؤود قلما يجازف بها صحفي لمعرفته مسبقا بعاقبة مآله في حياته الشخصية و الصحفية مما يجعل الصحفي أو الكاتب يحجم عن تقحمها و خوض غمارها وكذا الحال لصحيفة «المدينة» السباقة والرائدة دائما والتي فهمت ما يطمح إليه ولي الأمر حتى انبرت تهدم الحواجز و تفتح أبوابا لم يجرؤ أحدا على طرحها مستشرفة المستقبل.فكان تألقك السابق في مكاشفاتك للشيخ القرني من قبل أعطى انطباعا كبيرا لقرائك بمقدرتك الكبيرة في اقتحامك الصعاب وانتزاعك شعلا من الضوء يري المتعثر لرؤية محط قدميه لأول مرقاة للوصول للحقيقة، وبزوغ نجم عملاق جديد في صحافتنا السعودية...هذه الرحابة في الصدر التي أعطتك هذه المساحة للمؤالف والمخالف في الرأي. وقد أتينا إلى هذا المنتدى وفي هذا الوقت لنعرض عليك بعض استفساراتنا بعد أن نطلب منك صك أمان, بما فعلت مع الشيخ الصفار، أن لا تضيق بها وبنا وإن احتملت أكثر من تفسير في نظرك كصحفي والتي لا نريد منها إلا الانفتاح على بعضنا بعض ورسم صورة واقعية شفافة لمجتمعنا الإسلامي العزيز ووطننا الحبيب وأهله وعروبتنا الكريمة إيمانا بالمحبة المتبادلة في الله وتوثيقا لعرى المحبة الدائمة...في وطن يسع الجميع ليغمرهم بالحب.. مجتمعين متحابين باذلين له المهج والأرواح والأموال والأولاد معتز بهم و مفتخرون به في ظل راية الإسلام بقيادة آل سعود الرشيدة» ثم أنهي الأستاذ البسطي كلمته بشكر القائمين على المنتدى.

بعد ذلك أعطيت الكلمة لضيف المنتدى الأستاذ عبدالعزيز قاسم الذي أبدى سعادته بهذا اللقاء وشكره الجزيل لاستضافته من الشيخ محمد عطية مثمنا تقديره البالغ للأخوة الذين تجشموا عناء السفر لحضور هذه الأمسية وخصوصا الشيخ طاهر الهاجوج والشيخ فهد أبو العصاري، ثم بعد ذلك استأذن في أن يكون اللقاء صريحا متلفعا بالشفافية قائلا « العادة في مثل هذه اللقاءات الأخوية أن تطغى المجاملات وتسود على الأحاديث الجانبية لكنني أستأذنكم بان أكون صريحا وصريحا جدا في الحديث معكم حتى ولو كان ما أعتقده مصادما للبعض، لأنني أؤمن إيمانا جازما بأن الطريق للتقارب الحقيقي بين طوائف الأمة ينبغي أن تكون على أرضية صلبة لا رخوة وعلى الأهداف والمصالح والحقائق لا المجاملات والأماني والمثاليات». وتحدث بعد ذلك عن رؤيته بأن الخطوة التالية هو تكثيف اللقاءات والاجتماعات بين النخب في مناطق البلاد والمناقشة بكل شفافية وصراحة لكل المشكلات، وإن فتح باب الحوار سيؤدي إلى كثير من التقارب وإذابة الحواجز النفسية، وأنه لا يتوقع من مثل هذه اللقاءات أن يتحول السني إلى شيعي أو العكس ولكن البحث عن المشتركات العامة كمسالة الهوية الدينية والدفاع عن التدين وكل المصالح التي تجمع بين الطائفتين في مواجهة التغريب الذي يتعرض إليه أجيالنا, والبحث عن آليات إسلامية وحضارية للتعايش تحت مظلة وطنية واحدة, وكذلك للوقوف ضد دعوات الانفصال وتمزيق اللحمة الوطنية من أولئك الموتورين في الخارج ومن خلفهم الدول التي تكيد لبلاد الحرمين, منبها بأن المشوار طويل وبحاجة لكثير من الجد لا سيما في التواصل بين مختلف الأطراف والأطياف في بلادنا.
وضاربا نماذج فريدة في التقاء المصالح بما هو موجود في لبنان والكويت والبحرين.

ثم اعترض على مفردة وردت في كلمة الأستاذ االبسطي عندما وصف من يقف ضد التقارب بأنهم متعصبون وسواد ويون ونبه إلى ضرورة أن نرتقي بفكرنا وخطابنا عن مثل هذه المصطلحات التي لا تخدم أي داعية للتقارب. وبين بأنه وان كان بيننا مثل هؤلاء فلابد من الصبر وتفهم ظروف حديثهم ومحاولة الرفق بهم كمنهج محمد صلى الله عليه وسلم, وهم عاجلا أو آجلا سيقتنعون عندما تفرض الظروف أن نلتقي أو نهلك سواء لا سمح الله. أننا ينبغي علينا في هذا المجال أن نؤسس لأجيالنا الجديدة وضرب مثالا بالشيخ حسن الصفار قائلا «
الصفار قدوة رائعة في هذا المجال حيث إنه لم يمتنع عن كل بعيد أو قريب ويواصل من يقطع لأجل التقريب.وعلى الشيعة أن يعوا بان ليس فتح الباب بمعنى سرد كل المطالب وطلب المستحقات وان كانت مشروعة وحق دون أي مراعاة للتدرج, إن جرعة الدواء الزائدة تودي بالمريض, لابد أن يعي العقلاء في طائفة إخوتنا الشيعة المرحلة ويتعاملوا معها كما ينبغي حتى لا يحرقوا المراحل وترتد سلبا القضية برمتها»..ثم تحدث القاسم عن المكاشفات مع الشيخ حسن الصفار وحدد بداية بأنه قد يتبادر إلى ذهن أي منكم , وخصوصا في طائفتكم الذين فوجئوا بالصراحة الهائلة في المكاشفات,بأن اللقاء قد تمّ توجيهه من قبل المسؤولين الرسميين. وأنا أحلف لكم بأن ذلك غير صحيح. كل ما الأمر بأنني استشرفت بعض الانفراجات في مساحة الحرية وأدركت من خلال حسي الصحافي وبعض إلمامي السياسي بأنه يمكن لي إجراء حوار مع الشيخ, وصدقوني ما خدمني في المسألة هو تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن وضع الشيعة في السعودية, والذي صدر بعد إجرائي المكاشفات وقبل النشر بأسبوع ما جعل رئيس التحرير يتحمس لذلك, والحمد لله أشعر أنني قدمت فيها واجبا دينيا ووطنيا وإنسانيا أرجو أجره عند الله.
يبقى أن أصارحكم وأنتم تمتنون لي جزاكم الله خيرا محسنين الظن بي أن دافعي الصحافي في المكاشفات يتوازى مع دوافعي الوطنية والدينية, لا بدّ أن أعترف لكم بهذا وأكون صريحا معكم, وقد تحقق لي الحمد لله.

عموما أخذت الموافقة من الشيخ الصفار قبل النشر بستة أشهر ومذاك بدأت الإعداد للمكاشفة, ولم اتعب كثيرا بسبب أن مادة غنية عن الشيخ من خلال معارضيه ملأت مواقع الانترنت فضلا قراءتي لكتب الشيخ كذلك وكتب طائفة
الشيعة عموما.

وطالب في نهاية كلمته الحضور بالحديث بكل صراحة وعدم التحرج من اللقاء أي سؤال لأنه يجب أن يمتثل هو أولا ما يدعو إليه.

وبدأت المداخلات وأعطيت الكلمة للشيخ واصف كابلي أحد ضيوف المنتدى ووجهاء جدة ممن يمثلون الصوفية, وقد بين أهمية التعددية المذهبية, وإن الحوار سبيل التفاهم والتعددية لو عرفت طريقها لكانت حلا لكثير من المشاكل.

ثم انتقلت الكلمة للشيخ طاهر الهاجوج من وجهاء المدينة المنورة ومن طائفة الشيعة الذي رحب بالأستاذ القاسم وثمن له مجهوده وتميزه وحضوره ثم أتجه لبيان أهمية الوحدة موضحا إن أبناء هذا الوطن يستظلون بظل الإسلام الواحد ويعيشون على هذه الأرض العزيزة الواحدة التي تمثل الوطن ومن ثم أتجه بالسؤال للأستاذ القاسم حول كيفية تحقيق ارتباط أو تقارب مع من لا يريد ذلك و لا يعطي مجالا في الأصل كي تتقارب الطائفتين بما يطمح العقلاء.

وبادر الشيخ واصف كابلي مجيبا بان هؤلاء ليسوا سوى قلة! ويجب ألا نلتفت إليهم.

فيما عقب القاسم معلنا أنه لا يوافق الشيخ كابلي في رأيه.. قائلا أن هؤلاء في مجتمعنا كثرة وليسوا بقلة, ويجب أن نتعاطى بالوقائع والحقائق إذا أردنا الوصول إلى تقارب حقيقي, ولكن بالصبر والحلم والتواصل معهم وضرب مثلا بأسلوب الشيخ حسن الصفار الذي أستطاع أن يذيب كثير من الحواجز حتى مع من لم يكن يريد الحوار فهو مثل رائع يقتدى به, مختتما « صدقوني إذا رأى هؤلاء المعارضون ثمرات التقارب على مستوى الوطن والأمة فستنحاز الأغلبية إلى هذا التقارب لأنه في مصلحتها في النهاية. وتبقى قلة معارضة من كلا الطائفتين لا يمكن أن تتزحزح عن رأيها, وهذه سنة كونية..ولكن حسبنا أننا كسبنا الأغلبية لهذا التقارب الذي تحتاجه الأمة أشد الاحتياج في هذه الأزمنة السوداء.

ثم طلب الأستاذ وليد البسام, أحد رجال الأعمال والمهتمين بالشأن العام, المشاركة ذاكرا أن هناك كثيرا من الأمور عند المذهب الشيعي تمثل حساسية عند أهل السنة والجماعة مثل احتفالات عاشوراء, فضلا عن أمور خلافية كبيرة بيننا وبينهم كمسالة سب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين, وكذلك تصريحات المعارضة الشيعية في الخارج حيال الأمور الوطنية, وبعض الكتب التي نقلت عن المذهب الشيعي مثل كتاب إحسان الهي ظهير.ثم أضاف اعتراضا على مكاشفات الأستاذ القاسم قائلا لم يكن من المناسب نشر بعض الردود على الشيخ الصفار التي فيها شيئا من التجاوز, بمثل ما قرأنا ردود الشيخ بندر الشويقي.

وقبل أن يدلي القاسم برأيه كان هناك تعليق من الشيخ محمد عطية على كلام الأستاذ البسام حيث أبان بأن حديث الأستاذ البسام كان يدور حول المذهب الشيعي فبين له إن مراسم عاشوراء تقام في كل مناطق الشيعة وهي محل اتفاق بينهم وأي جزء من هذا الاحتفال إذا لم يكن مستند إلى نص شرعي فإن مراجع الشيعة قد أفتوا بحرمته. وأما عن المعارضة الشيعية في الخارج فلا نحاسب نحن في الداخل بما يقوله غيرنا خاصة إن هناك بيانات قد صدرت من علماء الشيعة في الداخل بينت موقفها تجاه هذه المعارضة ولا مساومة هنا في مسألة الاعتزاز بالوطن فالوطن وطن الكل والكل انتماء إليه وقد نشرت الصحف رأينا في ذلك. وأما مسالة ما كتب عنا فما كتب كثير وأما أن يكون من أحاديث غير معتبرة لدينا أو بما لا نعتبره ولا نعده. وأما قولكم أنكم تعارضون الأستاذ القاسم في فسحه المجال لمن يرد على الشيخ الصفار بعد المكاشفة فنحن نخالفكم ونقول الحوار لي ولك فليس أحدنا يتكلم والآخر يصمت وهكذا نصل لنقطة التقارب.

هنا علق الأستاذ القاسم بالنسبة لموضوع عاشوراء بأن هناك فتوى للشيخ الصفار عصرن فيها المسألة, فبدلا من الضرب وإسالة الدماء بطريقة ربما تسيء للمذهب, رأى أن الأولى التبرع بالدم في يوم عاشوراء, وهذه رؤية فقهية عصرية ملائمة وممتازة. أما موضوع الشيخ بندر الشويقي أو كل من رد على الشيخ الصفار فرأى القاسم أنه من الضروري أن يعبر كل طرف بما يراه, واعتبر أن الردود التي نشرت كانت قمة في احترام الخصم والأدب مع المخالف ومقارعة الحجة بالحجة, وإننا إذا حجبنا هذه الردود فقد مارسنا نوعا من الإقصاء المذموم وهذا لا يليق, بل بالعكس , عندما تحاور الفرقاء وجدوا نقاط التقاء أكثر من تلك التي تفرقهم , ففي المرة الأولى قد لا يتقبل كل طرف الآخر ويكون الحوار به بعض التشنج, وفي المرة الثانية قد يحصل التقاء في جوانب معينة ويختلفوا في غيرها وهكذا حتى يصل كل منهم لمعرفة رأي الآخر ويقدره وقد وافقني الشيخ محمد عطية في هذا الطرح وأما المعارضة الخارجية فقد أبدى كثير من علماء الشيعة مواقفهم الخليقة بهم كمواطنين ونشرتها الصحف السعودية.

وكانت المداخلة التالية للدكتور خالد باطرفي الذي أشاد به الشيخ محمد عطية في دوره الرائد في الحديث العصري والمتفهم لكافة الطوائف الإسلامية وقد عبر الدكتور باطرفي عن سعادته بهذا اللقاء وأبدى موقفه من إننا نعمل مع غير المسلمين ونحترمهم فكيف بأبناء الطائفة الشيعية وإننا ليس لنا من أمرهم إلا الظاهر منهم فمالنا ومال ما يجري في خصوصياتهم طالما لم تنالنا ولم تضرنا ونقل عن البعض ممن بينوا كيف إن البعض يبتعث إلى أمريكا وغيرها في سبيل الرجوع بأفكار للرقي بالوطن وبنفسه فيعودوا كما كانوا لأنهم قضوا أوقاتهم في بحوث تاريخية عفى عليها الزمن., أشاد الدكتور باطرفي كثيرا بالأخوة الشيعة وشنع على أولئك الذين لا يردون تفهمهم.

وانتقلت الكلمة للشيخ فهد أبو العصاري الذي بادر بالترحيب بالضيف القاسم وسعادته بهذه الاستضافة وهذه الأمسية ووجه عددا من الأسئلة للأستاذ القاسم وأهمها:

1- لماذا بدأ الأستاذ القاسم بموضوع التقية في مكاشفاته مع الشيخ حسن الصفار والذي أدى إلى استغلاله من قبل البعض في الحكم على المكاشفات منذ بدايتها؟

2- لماذا حينما تحدثت عن المعارض على آل أحمد بينت أنه نفثت سموما علقمية مما تبين فيه أن كل خيانة مرتبطة بالمذهب الشيعي وكأنما المذهب يملي ذلك على أتباعه؟

3- لماذا أطلقت على المذهب الشيعي أثناء المكاشفات المذهب الخامس فلما لا يكون المذهب الأول خاصة أن الإمام الصادق كان أستاذا للإمام أبو حنيفة وهو تقريبا أول المذاهب؟

وقد علق القاسم على حديث الدكتور باطرفي, معيدا حديثه بان الحوار الجاد والتقارب الحقيقي لا يكون بالأمنيات والثناءات, بل يجب أن يكون على شفافية كاملة, وان تذكر الحسنات والسيئات لا أن « نطبطب» على بعضنا بتعبيره. وأجاب الأستاذ القاسم على أسئلة الشيخ أبو العصاري بقوله بأنني نشأت ضمن الحالة السلفية ولازلت تلميذا لها, وأفهم تماما أن أي حديث للشيخ الصفار سيصرف مباشرة إلى التقية, وستظل مع القارئ إلى نهاية الحوار, ولأن البعض سيستغل هذه القضية في توجيه الحديث إلى عدم الصحة ونحوه فكانت البداية بها كي يتخلص القارئ من هذه الإشكالية ويقبل على اللقاء.

وأما قضية العلقمية فإني أؤمن بالدور القميء الذي لعبه ابن العلقمي من مصادري التاريخية, ولم أقتنع بما أورده الشيخ الصفار, وهذا حق لي, لكنني عندما استخدمت المفردة لأصف بها المعارض علي آل أحمد فإنها لم تكن بغرض الإشارة إلى المذهب الشيعي أو القول بأن هذا المذهب يملي على معتنقيه العلقمية والدليل أنني كما استخدمتها مع علي آل أحمد فقد استخدمتها مع سعد الفقيه وقلت عنه علقمي لندن فبالتالي القضية باعتبار أثرها التاريخي الذي يرمز لخيانة الوطن وليس النيل من طائفة الشيعة بما توهم الكثيرين واستاء منها. وقد تحدثت مع سماحة الشيخ حسن الصفار حول موضوع أبن العلقمي وقد سرد لي أدلته في نفي الموضوع ولكن ذلك لم يقنعني وبقي الاقتناع عندي بغير ذلك ولكن ليس بمعنى النظر للطائفة بهذه الصورة وإنما هي رمز لكل من أتصف بها.
وأما قولك لماذا أطلقت عليه المذهب الخامس, فلدينا نحن السنة مذاهبنا الأربعة ولكن بعض علماء الأزهر في فترات زمنية اعتبر المذهب الجعفري مذهبا خامسا ومن هنا كان السؤال بغض النظر عن التراتبية.

وهنا تدخل الأستاذ البسام مرة أخرى قائلا بأن التقية قد ألغيت؟ وقد أجابه الشيخ محمد عطية بأن التقية ليست في معرض الإثبات أو الإلغاء كتطبيق أولا، فلابد أن نفهم الفرق بين ثبوت المبدأ سواء طبق أم لم يطبق.
لقد جاءت النصوص القرآنية الكريمة للتحدث عن ثبوته كمبدأ قرآني فقال سبحانه وتعالى ﴿ إلا أن تتقوا منهم تقاة ﴾ وفي آية أخرى قال سبحانه وتعالى ﴿ إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان ﴾ وهناك جملة من الأحاديث الشريفة ومنها ما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق «التقية ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقية له» وهذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة كلها ناظرة إلى المبدأ من حيث إثباته كمبدأ قرآني ولم تكن آمرة بالتطبيق إلا في حدود الحاجة إليه ولذا جاء في الآية الكريمة: ﴿ إلا من أكره... ﴾ وهكذا ما جاء في الأحاديث الشريفة فهي تشير إلى أن من يدين بالإسلام يعلم أن التقية مبدأ إسلامي أثبته القرآن الكريم ولكن متى نطبقه حينما يكون هناك وجه للتطبيق أو حاجة إليه وألا حرم استخدامها ومتى يكون ذلك نقول كما ذكرت الآية الشريفة ﴿ إلا من أكره ﴾.

وبعد هذا التعليق دار النقاش بين بعض المشاركين في الندوة وبين الأستاذ القاسم حيث طرحت عليه أسئلة متنوعة منها سؤال الأستاذ منصور عن ظاهرة التشنج الموجودة بالمملكة واستحقاقات المرحلة؟ كما سأله عن اقتراحاته لتعميق التقارب في المنظور القريب.

ودارت إجابة الأستاذ القاسم في ذلك عن أدبيات التلقين من كلا الطرفين, وشدد على أن الأمر يجري على الطائفتين سواء في المحاضن أو غيرها والتهويل والشحن النفسي أو التعبئة بما أسماه الشيخ الصفار بالنسبة لقضية المذاهب الإسلامية, وأبدى القاسم ملاحظة وصفها بالمهمة, بأنه من الضروري أن يفهم الاخوة بأن وطننا قام على تحالف تاريخي بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وأي عاقل يريد التقارب والمصلحة الوطنية يجب عليه أن يعي هذه الحقيقة التاريخية وان يستصحبها وهو يعمل. وأما بالنسبة للآليات المقترحة والمناسبة للمرحلة فأفضلها تعميق التواصل مع النخب وعقد اللقاءات الثقافية وتنويع الضيوف من مختلف الأطياف والمناطق حتى نصل إلى التقارب المنشود, ومن خلال هذه اللقاءات تذوب كثيرا من الخلافات.

ثم طرح سؤال حول التعليم وأثره في هذه التشنجات وغيرها ولم يناقش هذا الأمر بالحجم المطلوب خاصة إنه سبب كبير من أسباب الأفكار المغلوطة تجاه الأطياف المختلفة الموجودة في بلادنا. وكانت إجابة الأستاذ القاسم بأنه أصبح تحت المراجعة في الآونة الأخيرة وقد تبين ذلك باتخاذ بعض الإجراءات ومراجعة المناهج والتركيز على سلوك المعلمين ونحو ذلك.

كما كانت هناك مداخلة شعرية تضمنت أبياتا تشير إلى الوحدة للشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله تعالى وهي من قصيدة طويلة عنوانها على ضفاف الغدير وقد أستمع الحضور لشطر منها جاء فيها:

نحن يــا قــومنــا، و أنتــم علــى درب *** سواء، يــلــذ فيه المـســيــــر
غير أنا نسري إلى «الوحدة الكبرى» *** وندري: أن الطـريق عسـير
فــــي متــيـه تنـاهبتــه الأعاصــيــر، *** وجنت بجــانــبيــه الصــخـور
وعلــى دربنــا إلـى القـمـة السمــحــاء، *** شوك يدمي، ورمـــل يـمــور
وبــنـــو عـمـنـا تــراوح فـــي الســـــير،*** وتـدري: أن الوقـوف خطــير
ويــقـــولــون:إن نــهـــرا مــن الـفـرقة*** يــــنـــشــق بــيــنــنا ويـغــور
وعــلــى ضــفــتـيــه يــمــتـلأ التـاريخ ***حــقــد.. فــيـستـحـيـل العبــور!
صــدقــوا... غير أننــا لا نحيل الأمـر ***ما طـال حــولــه الــتــفــكـــيــر
بـعـض مـا يـسـتـحـال مـن وحـدة الرأي *** قــصـور، وبـعــضه تـقـصــير
وإذا طــــابــــت الـــنـــوايــــا تــلاقـــت ***في هوى الضفتين منا الجسـور
قــــاربــونا، نــقـــرب إلــيــكــم، وخـلــوا ***الـحـقــد تــغـلي قــلوبه وتفـــور
فسيصحــوا الطـهـاة يـــومــا، وقد ذابـت ***بـنـار الأحـقـاد، حـتـى القــدور
نــحــن يا قـــومنــــا ســـراة طــــريــــق ***يـسـتـوي بـــدأنـــا به والمـصير

وقد أثنى الأستاذ القاسم على هذه القصيدة اللطيفة والمتضمنة الكثير من المعاني الوحدوية.

وفي نهاية المطاف كانت هناك مشاركة أخرى للأستاذ سلطان حمزي دارت حول العصور الإسلامية المختلفة حتى العهد الأندلسي وكيف كان التعايش بين المسلمين على اختلاف طوائفهم.كما أبدى ارتياحه الشديد لانتشار رقعة هذه المنتديات الثقافية في بلادنا وكيف كان في الليلة السابقة في مندى ضيفه الشيخ عوض القرني وهذه الليلة في منتدى آخر وهذا يدل على تقدم الحالة الثقافية في بلادنا وتنوع عرض المواضيع من منتدى لآخر.


وقبل الختام وجه الحضور الشكر الجزيل للأستاذ عبد العزيز القاسم على تفاعله معهم وبإجاباته الصريحة والتي عبر عنها الشيخ فهد أبو العصاري بأنها تدل على فطنة الأستاذ عبد العزيز قاسم وتميزه الصحفي حتى في إجاباته.

وقد ختم اللقاء الشيخ محمد عطية بكلمة أكد فيها إن الاختلاف باق فهو سنة كونية ولكن كيف يكون هذا الاختلاف؟ لابد أن يكون علميا وليس عاطفيا ولابد أن يحترم فيه كل طرف الآخر وأن لا يضر فيه طرف الطرف الآخر وأما الاختلاف الذي يعرض رموز كل طرف للسباب والشتائم فذلك أصلا ليس من خلق المسلم وبين إن هذا اللقاء كشف عن سعة صدر الأستاذ القاسم التي لوحظت وهو يجابه أسئلة متعددة وبعضها يبدو منها الجفاف و القسوة وإن هذا الاجتماع الثقافي الهدف منه أن يتعرف أبناء الوطن الواحد والدين الإسلامي الواحد على بعضهم وينطلقوا من الإسلام في توحيد صفوفهم وخدمة وطنهم الغالي.