الصفار يدعو إلى اختيار المرشحين على أساس الكفاية

مكتب الشيخ حسن الصفار
رفض التصنيف " الطائفي " أو " المناطقي " وأشاد بنجاح المرحلة الأولى



نشرت جريدة الحياة ليوم الأحد 6 ذو الحجة 1425هـ الموافق 16 كانون الثاني (يناير) 2005م في عددها الصادر رقم 15266 تقريراً عن محاضرة سماحة الشيخ حسن الصفار التي ألقاها مساء اليوم الخميس الماضي في مجلسه العام في محافظة القطيف، للصحفي الأستاذ/منير النمر،
بعنوان: الشرقية: الصفار يدعو إلى اختيار المرشحين على أساس الكفاية، وهذا نصها:

دعا الشيخ حسن موسى الصفار الناخبين إلى اختيار مرشحهم للانتخابات البلدية التي ستجري في المنطقة الشرقية "على أساس الخبرة والوعي في الشؤون البلدية". ورفض في محاضرة ألقاها مساء الخميس الماضي في مجلسه العام في محافظة القطيف اختيار المرشح حسب تصنيف "طائفي أو مناطقي لأن ذلك أمر خاطئ". ورأى "أن التنافس يجب أن يكون ضمن الأخلاق والخروج عن ذلك ليس صحيحاً".

وذكر الشيخ الصفار وهو من رجال الدين الشيعة البارزين في المنطقة الشرقية، في المحاضرة التي شهدت حضوراً كثيفاً أن "محافظة القطيف تحوي تنوعاً مذهبياً "، مطالباً "بالتنسيق مع أهل السنة "في المحافظة، و "الانفتاح عليهم وإن كان أحد مرشيحهم ذو كفاية فلا بد من اختياره ".

كما اعترض على اختيار المرشح على أساس مرجعي (داخل الدائرة الشيعية)، واعتبر ذلك "تخلفاً، وليس فيه أي أمر صالح للناس، فاختيار هذا الشخص على أساس أنه يقلد المرجع الفلاني، وفي المقابل استبعاد غيره على هذا الأساس أمر غير جيد، فالهدف من الانتخابات هو خدمة الوطن والكفاية هي التي تحقق هذا المطلب". وطالب "بضرورة دعم المرشح الكفي، الذي يختاره الناس"، وقال "كل يعطي حسب مقدرته، فالعالم بعلمه والتاجر بماله والمثقف بثقافته، ويجب أن تكون كل تلك الأمور حسب الكفاية".

كما طالب الشيخ الصفار المواطنين بـ "تشجيع الأكفياء على ترشيح أنفسهم". مشدداً على ضرورة "أن يتقدم من يرى في نفسه الكفاية، وأن يظهر نفسه، وينزع من نفسه الهواجس مثل الخوف من الفشل والانتقاد". وتمنى أن "يفرز الناس الصفات التي تدل على كفاءة المرشح، ليستطيعوا الاختيار".

وأبدى تفاؤله بالانتخابات البلدية في السعودية، وقال "إنها ستؤدي دوراً في تنمية ثقافة الانتخابات لدى المواطنين"، معتبراً أن المرحلة الأولى من الانتخابات (قيد الناخبين) انتهت "بنجاح كبير في المنطقة الشرقية، وفي محافظة القطيف بخاصة". وقال "كان التجاوب طيباً، إذ وصل العدد إلى حدود 50 ألفاً". وأشاد بـ "كل من أسهم في حملة التوعية من مثقفين وعلماء دين".

وتطرق الشيخ إلى دور اللجان الأهلية "التي تكونت بجهود شعبية، لتحث الناس على التسجيل في المرحلة الأولى". وتمنى أن يحالف النجاح المرحلة الثانية من الانتخابات (قيد المرشحين)، كما تحقق في المرحلة الأولى. وتوقع أن تتفاعل المرحلة الثانية "مع التفاصيل والتنوعات داخل المجتمع".

وشدد على ضرورة التعاون والتخطيط للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى عدد من النقاط المهمة التي اعتبرها من المواصفات المطلوبة، التي ينبغي أن تتوافر في المرشح، قال إنه يذكرها على أساس وطني، وليس انطلاقاً من موقعه كعالم دين وهي ثلاث صفات:
قوة شخصية المرشح، ليدافع عن رأيه في المجلس البلدي لا أن يكتفي بما يقوله الآخرون وألا يجادل من أجل الجدل لكن من أجل الدفاع عما يعتقده صواباً، أما الصفة الثانية فهي النزاهة، وإذ يجب أن يتوافر الحد الأدنى منها وعدم استخدام هذا المنصب للمصالح الشخصية. أما الثالثة فهي الوعي إذ لا بد من توافر الفهم والإدراك لدى المرشح، ومن خلال الوعي بالشؤون البلدية يستطيع المرشح أن يخدم المواطن". وأشار في هذا النقطة إلى "ضرورة ألا يختار الناس على أساس التدين فقط، بقدر ما يختارون على أساس الكفاية".

وشهدت المحاضرة عدداً من المداخلات، حيث تم التأكيد على " أن المجلس البلدي ليس مجالاً للتنافس السياسي". فيما طالبت مداخلة أخرى مرشحي المجلس البلدي بـ "الالتفات إلى ردم البحار وتدمير البيئة". وأكدت مداخلة أخرى على "ضرورة عدم التعامل مع الأحداث بصورة انفعالية، بل يجب أن يتم اختيار المرشح على أساس التعقل والواقعية".