الشيخ الصفار: يدعو إلى تجاوز الصور النمطية المتحيزة

- ويأسف إلى توجه المتشددين في الأمة إلى النبش في "عفونات" التراث.

- ويقول ان السياسة ووسائل الإعلام والفتاوى والخطب تعزز الصور النمطية.

- ويشير ألى ان مجموعات تروج صورا نمطية سلبية عن الأطراف المنافسة لها.

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار تعميم الصور النمطية السلبية بين أتباع الأديان والمذاهب الإسلامية المختلفة مرجعا ذلك إلى الصراعات السياسية والنبش فيما وصفها "عفونات" التراث.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 3 رجب 1435هـ الموافق 2 مايو 2014م  في مدينة القطيف شرق السعودية.

وعلى المستوى المذهبي في الأمة أرجع الشيخ الصفار منشأ الصور النمطية القاتمة بين أتباع المذاهب المختلفة إلى ما وصفه استدعاء التاريخ والنبش في "عفونات" التراث.

وأسف إلى توجه المتشددين في الأمة إلى النبش في "عفونات" التراث لدى كل طرف لغرض تشكيل صورة نمطية سلبية ومتحيزة عن الطرف الآخر. 

ورفض في السياق ما يتداول من مصطلحات توهينية بين المسلمين من قبيل مصطلحي الروافض والنواصب. وقال "لا وجود للروافض ولا النواصب في الأمة الاسلامية".

وأضاف سماحته بأن أحدا لا يبغض أهل البيت وإن اختلف في النظرة الى مقامهم كما انه لا أحد في الطرف الآخر يؤمن بتحريف القرآن كما يشاع ظلما. 

وتابع أمام حشد من المصلين ان من يشتم أهل البيت فهو شاذ ومنبوذ من الشيعة والسنة على حد سواء. 

وقال الشيخ الصفار أن الصراعات السياسية ووسائل الإعلام والفتاوى والخطب الدينية تعزز الصور النمطية عن الأطراف المتصارعة.

وأسف إلى أن بعض مناهج التعليم في بلاد المسلمين تعزز بناء الصور النمطية عن الأطراف الأخرى.

وحثّ سماحته على تسليط الضوء بصورة أكبر على مشكلة التنميط معتبرا اياها مشكلة كبيرة ينبغي معالجتها. 

وأضاف بأن تبني الصور النمطية مسلك سلبي ينسحب حتى على داخل المجتمعات المتجانسة عبر ترويج بعض الأطراف والمجموعات صورا نمطية سلبية عن الأطراف المنافسة لها. 

وقال ان الصور النمطية فيها ظلم ومجافاة للعدل والإنصاف على خلاف تربية القرآن الكريم للمسلم الذي يريد منه أن يكون عادلا منصفا حتى مع اعداءه. 

وقال سماحته ان الانطباع والصورة الذهنية عن المجتمعات الأخرى هي التي تؤسس للتعامل معها فقد يكون انطباعا مشجعا على التقارب وحسن العشرة مع الآخرين وقد يكون انطباعا منفرا.

وأضاف ان أيات القرآن الكريم ترفض رفضا قاطعا تعميم الصور النمطية السلبية والمتحيزة عن الأطراف الأخرى لمجرد الإختلاف الديني أو وجود مشكلات قائمة.

جوهر التشيع

وفي سياق مختلف قال الشيخ الصفار أن جوهر التشيع لأهل البيت يمتثل في تقوى الله وطاعته لا في مجرد الادعاء بمحبة أهل البيت عبر الكلام باللسان، فذلك لا يعده أئمة أهل البيت تشيعا لهم.

وتابع سماحته بأن المظاهر الولائية لا تعني بالضرورة جوهر التشيع لأهل البيت بقدر ما يتمثل التشيع في الطاعة لله.

وأسف سماحته لتركيز بعض الخطاب الشيعي على "مظاهر" الولاء لأهل البيت مع غياب التأكيد على عمق التشيع وجوهره المتمثل في اتباع تعاليم وارشادات أهل البيت.

وقال ان الاعتقاد بأهل البيت ومعرفة مقاماتهم والاحتفاء بمناسباتهم انما هي من مصاديق التشيع والولاء بينما جوهر التشيع لا يحدده إلا الأئمة أنفسهم.

وأضاف ان جوهر التشيع في نظر أئمة أهل البيت انما يتمثل بالتزام الطاعة لله واتباع ارشاداتهم لا في مجرد الفرح أو البكاء في مناسبات ميلادهم أو وفياتهم.

وفي السياق انتقد الشيخ الصفار استغلال البعض لمناسبات أهل البيت في مظاهر من قبيل التفحيط والتجمعات الفوضوية وسط الأحياء السكنية والتي تمثل ازعاجا شديدا للمجتمع. 

وقال ان هذه الممارسات السلبية لا تمت بأي صلة لمناسبات أهل البيت. 

وتمنى على علماء الدين اتخاذ موقف حازم ازاء التشديد على رفض هذه الممارسات واعتبارها مسيئة لأهل البيت والنهي عن المشاركة بها أو التفرج عليها باعتبار الفرجة شكلا من أشكال الدعم.

وقال ان مناسبات أهل البيت ينبغي ان تكون فرصة لتجديد العهد بسيرتهم وتعاليمهم ومعاهدة الله على السير في طريقهم.