في تقديمه لكتاب (عمرو الاطرف بن علي)

الشيخ الصفار: اتساع رقعة المنتجين للمعرفة الدينية

مكتب الشيخ حسن الصفار

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن التطور المعرفي الايجابي لا بد أن ينعكس على واقع إنتاج المعرفة الدينية، بأن تتسع رقعة المؤثرين في ساحتها، فلا تكون حكراً على علماء الدين.

ودعا إلى تشجيع هذا التوجه، لزيادة ومضاعفة الجهود في خدمة المعرفة الدينية، ونشر ثقافتها، وللاستفادة من الكفاءات والقدرات، وخاصة الأكاديمية في أوساط أبناء الأمة، لإثراء ساحة البحث والفكر الديني.

جاء ذلك خلال تقديم سماحته لكتاب (عمرو الاطرف بن علي.. سيرته ومروياته) لمؤلفه الأستاذ عبدالله بن علي الرستم الأحسائي، الطبعة الأولى – 2014م.

وأوضح الشيخ الصفار أن إنتاج المعرفة الدينية في مجتمعاتنا كان "حكرًا على علماء الدين، كشريحة تحترف القيام بوظائف الإرشاد الديني وتتفرغ له، فهم يلقون الخطب، ويؤلفون الكتب، ويمارسون التعليم، ويبثون الأحكام الشرعية، وينشرون الثقافة والمعارف الدينية".

وأستدرك: ذلك حين كانت الأميّة سائدة في هذه المجتمعات، وكان أفراد الناس مشغولين بتحصيل لقمة العيش عبر الفلاحة والأعمال الحرفية المختلفة، ولم تكن وسائل العلم والمعرفة متاحة للناس.

وقال سماحته: إن من بشائر الخير في مجتمعنا بروز نخبة من الأدباء والمثقفين المهتمين بالمعارف الدينية، والمتصدين للشأن الاجتماعي العام، وهم إلى جانب علماء الدين المخلصين الواعين، يشكلون الطليعة التي تعقد عليها الآمال لقيادة المجتمع نحو الرقي والتقدم.

وعن الأستاذ عبدالله بن علي الرستم الأحسائي، قال سماحة الشيخ الصفار: هو أنموذج مشرق من تلك النخبة المثقفة الواعية، فقد توفّر على مستوى معرفي رفيع، من خلال المطالعة والقراءة الجادّة، واكتسب خبرة البحث والتتبع في التراث والتاريخ، عبر ممارسة الكتابة والنشر، حيث نشر عدداً من المقالات والأبحاث في مختلف المجلات المتخصصة في التاريخ والتراث، كمجلة العرب، ومجلة الواحة، ومجلة الساحل، وغيرها من المجلات والصحف اليومية.

وأضاف: كما سبق له أن أصدر كتاباً قيمّاً عن تاريخ الإمام علي السياسي، ويسعدني أن أقدم للقراء كتابه الجديد، عن شخصية أحد أبناء أمير المؤمنين علي وهو (عمرو الأطرف) والذي نقلت عنه مصادر الحديث السنية والشيعية عشرات الأحاديث والروايات، واختلفت الآراء حول تقويم شخصيته، لكن ترجمته لم تحظ باهتمام كافٍ من قبل الباحثين، لاستجلاء الغموض حول بعض جوانبها.

وأبان أن الأستاذ الرستم  بذل جهداً كبيراً في تتبع سيرة هذه الشخصية، وجمع شتات أخبارها، من مختلف المصادر التي بلغت مئة مصدر ومصدر، كما جمع كل ما نقلته المصادر من مروياته، حيث بلغت مئة وعشرة أحاديث في مختلف أبواب المعرفة الدينية.

لقراءة المقدمة