الشيخ الصفار: الرأي يواجه بالرأي وليس بالتكفير والتضليل

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن تطور المجتمع العلمي والثقافي فتح عقول أبناءه على قراءة التراث بطريقة مختلفة، أدت إلى ظهور عدة قراءات، واتخاذ مواقف مختلفة من القضايا التاريخية.

وأضاف: وفي مقابل ذلك لا بد لنا من قبول الرأي الآخر، فالرأي يواجه بالرأي وليس بالتكفير والتضليل، بعيداً عن صوابية الرأي أو خطئه.

وقال الشيخ الصفار في مكتبه مساء الإثنين 9 رمضان 1435هـ لبعض من حضر للسلام على سماحته وتهنئته بقدوم شهر رمضان المبارك "ليس بالضرورة صواب الرأي الجديد لكن من حقه أن يعبر عن رأيه".

وأبان سماحته أن أبواب مناقشة وتنقيح التراث مغلقه، والاقتراب من هذه منطقه خطرة، والذين دخلوا في دائرة نقد التراث أُسقطوا.

وأوضح أن إعادة ترتيب أوراق التراث لا بد منه، وهذا ليس بالضرورة يعني صواب الرأي الجديد، ولكن لا بد أن نتعايش ونقبل الرأي الآخر.

وقال سماحته إن لكل باحث حق في إبداء رأيه، ومن حق الآخر أن يقبله أو يرده، لكن بعيداً عن التكفير والتضليل.

وعن حاجة التراث لغربلة وتطوير قال سماحة الشيخ الصفار: أعتقد أن الطرفين من علمائنا والباحثين ينظرون إلى مسألة نقد التراث بقصد سليم ونية حسنة.

وعن سبب خوف البعض من نقد التراث قال سماحته: هناك من يخاف فتح هذا الباب لأنه يفتح باب الجرأة على التراث، فنقد الخاطئ اليوم يجرئ لنقد الصحيح.

وأضاف: هناك أيضاً من ينطلق من منطلق الحرص على الهوية فيرى أن نقد التراث يظهر ضعفنا أمام الآخرين.

وأبان سماحته أن ثقتنا بالصحيح من تراثنا يجعلنا نقف أمام الخاطئ لكي لا يتمدد، ونقدنا لتراثنا يجعلنا أمام أنفسنا والآخرين أكثر احتراماً.

وأشاد بعلماء وفقهاء تصدوا لهذا الدور وتحملوا الأذى والاتهامات التسقيطية كالسيد محسن الأمين العاملي، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والشهيد الشيخ مرتضى مطهري، والشيخ محمد جواد مغنية، والسيد فضل الله وغيرهم.

كما أشاد سماحته بموسوعة الإمام الحسين التي أصدرتها دار الحديث في قم بإشراف الشيخ محمد الريشهري، وبالجهود التي صرفت على جمع وتنقيح ما ورد من أمور تتعلق بالإمام الحسين وبقضية كربلاء.