الشيخ الصفار يحثٓ على الإنتاج العلمي والنأي عن "ثقافة الحشو"

مكتب الشيخ حسن الصفار

- وينتقد تحميل "الخارج" مسئولية النكسات التي تمر بها الأمة. 
- ويدعو رجال الدين إلى دفع الناس نحو انتاج العلوم كما يحثونهم على التزام العبادات. 
- ويعرب عن الحاجة إلى جامعات ومراكز تخرج العلماء وليس الموظفين.

حثٓ سماحة الشيخ حسن الصفار شعوب وحكومات المنطقة على التوجه نحو المساهمة في الإنتاج العلمي العالمي الذي يخدم البشرية عوضا عن الإنشغال بما وصفها "ثقافة الحشو" والمعارك التأريخية.   

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بتاريخ 15/12/1435هـ الموافق 10/10/2014م في مدينة القطيف شرق السعودية. 

وضمن سياق الإشارة إلى مناسبة توزيع جائزة نوبل للعلوم مؤخرا أسف الشيخ الصفار إلى أن مجتمعاتنا لاتزال مجتمعات غير منتجة للعلم وإنما مستهلكة للعلوم التي تنتجها الأمم الأخرى. 

 وحثٓ سماحته في هذا الصدد حكومات المنطقة على انشاء الجامعات ومراكز الدراسات والبحث العلمي والتشجيع على انخراط الطلاب في هذه المجالات "لغرض تخريج العلماء وليس الموظفين". 

وتابع الشيخ الصفار بأن بعض الأوساط في البلاد الاسلامية لاتزال منشغلة إلى حد بعيد بمعارك التاريخ والمسائل الفكرية المجردة التي لا ربط لها بحياة الناس، واصفا تلك ب "ثقافة الحشو" السائدة في العالم الإسلامي. 

في مقابل ذلك أعرب سماحته عن الحاجة إلى ثقافة جديدة تهتم بقضايا الحياة وتقدم البشرية.

وعلى صعيد التأصيل الديني قال سماحته ان القرآن الكريم الذي يأمر بالصلاة والحج أمر في الوقت عينه بالنظر في آفاق الكون.. والخلق والوجود.  

وحثٓ سماحته رجال الدين على دفع الناس بإتجاه المساهمة في انتاج العلوم تماما كما يحثونهم على التزام العبادات- الأمم المتقدمة تحاسب نفسها

وفي سياق مختلف رفض الشيخ الصفار تحميل "الخارج" مسئولية النكسات التي تمر بها الأمة، مشددا بأن "الأمم الواعية هي التي تحاسب نفسها عندما تواجه النكسات". 

وأضاف سماحته بأن الأمم الواعية عندما تواجه نكسة فإنها تتجه لمحاسبة قادتها وأجهزتها ومناهجها ووسائل إعلامها "وهذا هو المنهج الصحيح". 

وقال الشيخ الصفار ان المنهج الصحيح هو أن تتجه الأمة عندما تواجه النكسات لمحاسبة نفسها وتراجع مناهجها التعليمية وثقافتها السائدة وأنظمة الحكم فيها.

وأضاف في مقابل ذلك بأن الأمم المتخلفة عادة ما تبحث عمن تلقي عليه باللائمة والمسئولية عن مشاكلها والتفتيش عن أطراف أخرى في الشرق والغرب لتحملها المسئولية عن إخفاقاتها.   

وآضاف سماحته بأن الأمة التي تلقي بالمسئولية عن مشاكلها على الخارج.. "هذه أمة متخلفة لا تستطيع معالجة مشكلاتها.. لأنها تسير في الطريق الخطأ". 

ومضى يقول ان من يسعى جاهدا لإلقاء المسئولية عن فشله على اكتاف الآخرين "هذا ليس صادقا في مواجهة مشاكله". 

ورفض الشيخ الصفار تحميل القوى الكبرى وحدها مسئولية النكسات والإخفاقات التي تمر بها الأمة. 

واستدرك بأن القوى العظمى تبحث دائماً عن مصالحها وتعمل على بسط هيمنتها ولكن ذلك لا يتم إلا بسبب خضوع الأمم المتخلفة واستسلامها.