الشيخ الصفار: التعبئة الانفعالية ضد الغرب والطوائف الأخرى خلقت الإرهاب في مجتمعاتنا

مكتب الشيخ حسن الصفار

- ويدعو المنابر الدينية إلى النأي عن خطاب التعبئة تجاه الآخر الديني والمذهبي.

- ويقول إن الآخرين عبأوا شبابهم باتجاه السباق العلمي مع الغرب فيما عبأت منابرنا الشباب بالأحقاد.

- ويحث على اتخاذ العقلانية مرجعية ومنهجاً في إدارة الصراعات والنأي عن المسلكية الانفعالية.
 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى النأي عن «البكائيات» والشعارات الشتائمية الداعية بالهلاك والانتقام من الشعوب الغربية والطوائف الإسلامية، معللاً بأن تلك الدعوات خلقت أرضية العنف والإرهاب في مجتمعاتنا.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 7 صفر 1437ﻫ الموافق 20 نوفمبر 2015م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار إن التعبئة الانفعالية تجاه الشعوب والطوائف الأخرى هي التي خلقت في مجتمعاتنا أرضية العنف والإرهاب الذي بات يضرب العالم اليوم.

ودان سماحته في السياق الهجمات الإرهابية التي طالت الأبرياء في مدينة باريس الجمعة الماضية.

وأوضح أمام حشد من المصلين أن المنابر الدينية في المجتمعات الإسلامية سادت فيها طويلاً المسلكية الانفعالية والنفسية الإنهزامية والاستسلام لنظرية المؤامرة والتوجس الدائم من الغرب.

وحثّ سماحته المنابر الدينية على النأي عن «خطاب التعبئة وزيادة مخزون الاحتقان تجاه الآخر الديني والمذهبي».

ووفقاً لسماحته فقد سادت في منابرنا «البكائيات» والشعارات الشتائمية الداعية بالهلاك والانتقام من الشعوب الغربية عوضاً عن الاستفادة من التقدم والنهضة العلمية الموجودة عندها.

في مقابل ذلك تناول سماحته المنهجية العقلانية التي اتبعها الشعب الياباني في الاستفادة من الغرب في تحقيق نهضة علمية واقتصادية كاسحة، والخروج من ذيول الهزيمة وفرض الاستسلام بعد الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها على يد الغرب نفسه أبان الحرب العالمية الثانية.

وقال الشيخ الصفار إن اليابانيين عبأوا شبابهم باتجاه السباق العلمي والاقتصادي والصناعي مع الغرب، فيما اتجهت منابرنا لحقن وتعبئة شباب الأمة بالأحقاد والرغبة في تفجير أنفسهم انتقاماً من الغرب.

وقال إن شعوب المنطقة باتت تدفع ثمن الجرائم الإرهابية من سمعتها وتنميتها واستقلالها «النسبي» الذي تحقق بعد مرحلة الإستعمار.

وأضاف أن أجواء بلادنا وأراضيها تحولت نتيجة المسلكية الإنفعالية السائدة إلى مسرح مفتوح للقوى الخارجية تحت عنوان (مكافحة الإرهاب) وعلى نحو أسوأ مما شهدته المنطقة أبان مرحلة الإستعمار الغربي.

وحثّ سماحته على اتخاذ العقلانية مرجعية ومنهجاً في إدارة الصراعات والنأي في قبال ذلك عن المسلكية الانفعالية والغرائزية.

وأضاف أن المنهجية العقلانية في حل الصراعات أمر مطلوب على مستوى الأفراد كما الشعوب والأمم.

وأوضح أن السلوك الانفعالي المندفع والمتعجل لا يحل المشاكل الاجتماعية والسياسية غالباً وإنما هو أقرب إلى ايقاع الإنسان في المآزق والأضرار.