الشيخ الصفار: هناك متطرفون يستلبون عقول الشباب ويزجونهم في اتون الارهاب

 
 
- ويدين بأشد العبارات الاعتداء الآثم على مسجد الإمام الرضا في الاحساء. 
 
- ويعتبر الانحراف ضمن المؤسسة الدينية مدمراً لقيم الدين.
 
- ويقول انه لا يصح ان يتنازل المؤمن عن القيم الانسانية "لأن فلانا أمره، أو قال له أو أفتاه".
 
أرجع سماحة الشيخ حسن الصفار الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين في المساجد إلى حالة "استلاب العقول" التي يمارسها بعض المنتسبين للدين عبر شحن شباب الأمة "بما يخالف ويدمر قيم ومبادئ الدين".
 
جاء ذلك خلال حديث الجمعة (26 ربيع الثاني 1437هـ الموافق 5 فبراير 2016م) في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
 
وقال الشيخ الصفار ان "الخطر الأكبر" الذي يواجه المجتمعات المتدينة هو خضوعها للتحريف الديني واستغلال ذلك من قبل مؤسسات ومراكز قوى لتحقيق مآربها. 
 
وأوضح بأن هناك جهات محسوبة على الاسلام عمدت إلى تحويل الدين الذي يدعو إلى العدل والإحسان إلى مادة للعنف والإرهاب والاحتراب وانتهاك الشعائر والحرمات الدينية عبر تفجير المساجد واستهداف الأبرياء.
 
وأمام حشد من المصلين دان سماحته بأشد العبارات الاعتداء الآثم على مسجد الإمام الرضا بمنطقة محاسن في الاحساء الجمعة الماضية الذي راح ضحيته أربعة شهداء. كما أدان قتل رجلي أمن لدى قيامهما بمهمة حماية سيارة نقل الاموال في سيهات مطلع الاسبوع الماضي.
 
وأرجع الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين في المساجد إلى حالة استلاب العقول التي يمارسها بعض المنتسبين للدين عبر شحن شباب الأمة "بما يخالف ويدمر قيم ومبادئ الدين".
 
وتابع ان بعض الدعاة يستلبون عقول الشباب ثم يزجونهم في اتون الارهاب. 
 
ومضى يقول ان الأمة الاسلامية ابتليت بجهات تنتسب إلى الدين عملت ولاتزال على تزريق كل ما يخالف ويدمر قيم ومبادئ الدين في عقول شباب الأمة.
 
وأضاف الشيخ الصفار بان انحراف القائمين على المؤسسات الدينية المفترض بها قيادة وارشاد المجتمع هو أمر مدمر لقيم الدين في مختلف المجتمعات الماضية واللاحقة.
 
وأوضح بأن الانسان المتدين ينبغي أن يلتزم مبادئ وقيم الدين الانسانية ولا يصح أبدا ان يتنازل عن شيء من تلك القيم "لأن فلانا أمره، أو قال له أو أفتاه". وشدد بأن طاعة أي شخص بخلاف قيم الدين انما هو عبادة لذلك الشخص من دون الله. 
 
وتابع القول ان الانسان المسلم ينبغي أن تكون المبادئ الدينية واضحة في ذهنه حتى لا يستلب عقله من هذا أو ذاك.
 
ومضى في القول بأن المتدين العادي مدعو للحذر الشديد من حالة استلاب العقل التي قد يمارسها بحقه الآخرون في مواضيع عديدة.
 
وقال ان استلاب العقل قد يدفع المتدين العادي إلى الطعن في أعراض الناس والنيل منهم وتسقيطهم بإسم الدين، تماما كما تدفع الإرهابي لقتل المصلين في المساجد. مضيفا "ان هذا حرام وذاك حرام، وهذا ظلم وذاك ظلم أيضا".
 
ودعا سماحته إلى ثقافة دينية واعية "تثير للناس دفائن العقول وتؤكد على محورية العقل والضمير في نفس الإنسان".
 
كما حثّ على الإهتمام باستحضار العقل في التوجيه الديني وتقييم مختلف الدعوات والآراء والمواقف الدينية على ضوء المبادئ والقيم من العدل والاحسان ورفض الظلم والعدوان خاصة على صعيد الشأن العام والعلاقات الاجتماعية.  
 
وتابع ان التعاليم الدينية تحث المجتمع نحو تحمل المسئولية كاملة في وقف انحراف المؤسسات الدينية متى ما وجد القائمين عليها يبتعدون عن قيم الدين.