الشيخ الصفار يدعو إلى "لقاءات تاريخية" بين المرجعيات الاسلامية من السنة والشيعة

مكتب الشيخ حسن الصفار
 
- ويدعو إلى أخذ الدروس من لقاء الكنسيتين المسيحيتين بعد الف سنة من الخلاف.
 
- ويتسائل إلى متى يستمر الصراع بين الطائفتين المسلمتين.
 
- ويقول ان المسار العقلاني والمنطقي هو التعايش مع حالة التعدد.
 
- ويدعو إلى تحييد السياسة الرسمية عن الدين والتعامل مع الناس كمواطنين.
 
تمنى سماحة الشيخ حسن الصفار على كبار مراجع المسلمين السنة والشيعة والزعماء الدينيين في الطائفتين عقد "لقاءات تاريخية" بعد الف سنة من الخلاف العقدي بين الطرفين
 
جاء ذلك خلال حديث الجمعة  10 جمادي الأول 1437ﻫ الموافق 19 فبراير 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
 
وتعليقا على عقد رأسي الكنيسة الارثوذوكسية والكنيسة الكاثوليكية لقاء تاريخيا قبل أيام بعد خلاف مستحكم بينهما دام نحو الف سنة تمنى الشيخ الصفار على كبار مراجع المسلمين السنة والشيعة عقد "لقاءات تاريخية" مشابهة.
 
ودعا سماحته الزعماء المسلمين إلى أخذ الدروس من لقاء الكنسيتين المسيحيتين التي تمثل احداهما الأكثرية بتعداد فاق المليار ومائتي مليون كاثوليكي فيما لا يتجاوز تعداد الأخرى المئتين وخمسين مليون ارثوذوكسي. 
 
وشبه الاختلاف المسيحي بين العقيدتين "الارثوذوكسية" و"الكاثوليكية" حول بعض العقائد وسبل الهيمنة والاتهام بالتبشير الديني المضاد، بالاختلاف القائم بين المذاهب الاسلامية. 
 
وتسائل سماحته إلى متى يستمر الصراع بين الطائفتين المسلمتين الذي خرّب الأوطان ودمر المصالح وشمّت بنا الأعداء. داعيا  الطرفين إلى الإعتراف بالوقائع القائمة وفشل الجانبين في اقناع أو تغيير أو ابادة الطرف الآخر. 
 
ودعا الشيخ الصفار إلى أن يتحمل كل مسلم مسئوليته في تحويل حلم الوحدة بين المسلمين وتجاوز الخلاف الطائفي إلى "قناعة حقيقية داخل نفسه"، حتى لا يستمر النزيف والمعاناة والآلام في أوطاننا ومجتمعاتنا.  
 
ومضى في القول "ان المسار العقلاني والمنطقي هو التعايش مع حالة التعدد بمختلف أشكالها".  
 
وأضاف أن طريق التعايش بين المسلمين يقتضي الالتزام بالاحترام المتبادل والالتفاف حول المصالح المشتركة والاعتراف بالتعددية والتنوع في الاجتهادات والتوجهات. معربا عن أسفه لوجود "من لا يريد السير في هذا الطريق".
 
تحييد السياسة عن الدين
 
وقال سماحة الشيخ الصفار أن اللقاء بين رأسي الكنيستين الشرقية والغربية لم يكن ليأخذ مكانه بعد جهود مضنية لولا قيام وقائع جديدة في الغرب.
 
وأضاف ان من أبرز تلك الوقائع تحييد السياسة الرسمية عن الدين، والتعامل مع الناس كونهم مواطنين بعيدا عن دياناتهم ومذاهبهم. 
 
وتابع ان اللقاء لم يأت إلا بعد أن تشربت شعوب تلك الدول بثقافة التعايش وقيم التسامح الديني واحترام حقوق الانسان من خلال مناهج التعليم ووسائل الإعلام وعبر مختلف المنابر.   
 
ومضى يقول ان الشعوب الغربية ابتعدت عن الانشغال بالمشاكل المذهبية والخلافات التاريخية بين الكنائس بعد أن صبت تلك الشعوب جل اهتمامها في مصالحها الواقعية الحاضرة. 
 
وقال الشيخ الصفار انه بخلاف الشعوب الغربية فإن مشكلة الناس في الشرق أنهم لازالوا "يطربون" لحالة الخلاف المذهبي وينجرون سريعا خلف الاثارات العقدية والتاريخية على حساب مصالحهم الحيوية الراهنة.