الشيخ الصفار: مجتمعاتنا تعيش فقرًا مدقعًا في واقعها الأخلاقي

مكتب الشيخ حسن الصفار
  •  ويقول إن البعض يطالب الحكومات بالالتزام بالقوانين والقيم ويستثنون أنفسهم.
  • ويضيف بأن لا قيمة للمال والعلم والعبادة إن لم يصحبها الخلق القويم.
  • ويقول إن هناك من يراهن على امتهانه أدوارًا عامة فيعتدي على حرمات الناس وأعراضهم.
  • ويضيف أننا لا زلنا مصرين على إبقاء أئمتنا حبيسي طوائفنا ومجتمعاتنا المحلية.

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مجتمعاتنا الإسلامية هي في واقعها أزمة أخلاقية لجهة ضعف الالتزام القيمي والأخلاقي وانتشار الظلم والفساد وانتهاك حقوق الإنسان.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 6 شعبان 1437ﻫ الموافق 13 مايو 2016م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار إن الأمة الاسلامية التي تمتلك أهم ثروة وأروع تراث أخلاقي «باتت اليوم تعيش فقرًا مدقعًا في واقعها الأخلاقي لجهة انتشار الظلم والفساد وانتهاك حقوق الإنسان».

وتابع بأن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مجتمعاتنا هي في محورها وواقعها أزمة أخلاقية.

وأضاف أن «الهوة كبيرة والمسافة شاسعة» بين واقع المسلمين المتخم بالتخلف والظلم والفساد وما بلغته الأمم الأخرى على صعيد حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والشفافية والتوزيع العادل للثروة.

وأشار الشيخ الصفار إلى أن الأخلاق باتت العنوان الأبرز للأمم المتحضرة بما يتجاوز المستوى الشخصي للأفراد إلى بناء منظومة أخلاقية تتمثل في النظم والسياسات والقوانين العامة.

ومضى يقول: إن الأمة لم تبرز المضمون الإنساني في تراث أئمتها وسيرتهم «فلا زلنا مصرين على ابقائهم حبيسي طوائفنا ومجتمعاتنا المحلية.. غير مدركين بأنهم ثروة أرادها الله أن تكون للبشرية جمعاء».

وحثّ سماحته بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام زين العابدين على بن الحسين على تمثل الأخلاقيات الشخصية العالية التي سطرها الإمام في دعاءه العظيم المعروف بدعاء مكارم الأخلاق.

وأضاف القول: «إن هذا الدعاء ينبغي أن يحفظه كل انسان وأن يتمثله في حياته وسلوكه».

ودعا إلى مراجعة عامة لجهة مدى الالتزام الشخصي والعام بالقيم الأخلاقية في التعامل مع الآخرين.

وشدد على التمثل بالأخلاق الفاضلة التي تعطي للقيم مكانتها الحقيقية والواقعية وأن يأتي ذلك في المرتبة الأولى على الصعيد الفردي والمجتمعي متقدمًا على أي أمر آخر. 

وتابع بأن النبوة والقرآن الكريم والرسالة السماوية لم تكن كافية للتأثير في الناس لولا الالتزام الخلقي الرفيع للنبي الأكرم .

ومضى يقول: «إن المال والعلم والعبادة ان لم يصحبها الخلق القويم فلا قيمة لها عند الله سبحانه وتعالى».

وقال سماحته: إن هناك من يراهن على امتهانه أدوارًا سياسية أو دينية أو اجتماعية فيعتدي على حرمات الناس ويشتم أعراضهم. متسائلًا عن جدوائية هذا الدور مع غياب الالتزام القيمي والأخلاقي. 

وأبدى استغرابه من مطالبة البعض الحكومات ومختلف الجهات بالالتزام بالقوانين والقيم الأخلاقية فيما يستثني هؤلاء أنفسهم من هذا الالتزام تجاه الآخرين.  

وأضاف بأن الاعتداد بامتلاكنا أئمة يمثلون القمة في الأخلاق ينبغي أن يحمّلنا المزيد من المسؤولية في الالتزام بالقيم والأخلاقيات العالية.