تقويم العمل بأثره على النفس

مكتب الشيخ حسن الصفار
الخطبة الأولى: تقويم العمل بأثره على النفس

ورد عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أنه قال: «سيّئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك»[1]  .

هناك مقياسان لصلاح أيّ عمل يقوم به الإنسان. مقياس يقوّم ذات العمل لجهة كونه عملًا حسنًا أم سيئًا، جيّدًا أم رديئًا، والمقياس الآخر هو ما يرصد آثار ذلك العمل على ذات الإنسان، وما إذا كانت آثارًا إيجابية أم سلبية. فقد يكون العمل في حدِّ ذاته حسنًا، إلّا أنه إذا ما غفل المرء، فلربما ارتدت آثار ذلك العمل الحسن على نفسه ارتدادًا سلبيًّا، وتركت آثارًا سيئة.

وقد يحصل العكس إذا ما ارتكب المرء عملًا سيئًا، ثم استدرك سريعًا، وظلّ متنبهًا ويقظًا، فعندها يصبح تأثير ذلك عليه حسنًا. من هنا يمكن فهم كلام أمير المؤمنين: «سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك»، ومقتضى ذلك، أنّ تلك السيئة التي ارتكبها الإنسان ثم ندم وعاد عنها وتلافى الوقوع فيها ثانية، يكون تأثيرها تأثيرًا إيجابيًّا.

طاعة تدفع إلى العجب

ولمزيد من الفهم لمسألة التأثير الإيجابي أو السّلبي للأعمال على ذات الإنسان يمكن التمثيل على النحو التالي؛ فحين يعمل الإنسان عملًا صالحًا لكنه يصاب بالعجب والغرور، وينتابه الشعور بالتعالي على الآخرين، ويغمره الإحساس بالامتلاء والاكتفاء نتيجة ما يعدّه عملًا كبيرًا، فيعني ذلك أن عمل الخير ذاك، قد انعكس على نحو سلبي على النفس، وبات العمل الصالح عديم الجدوى، بل مضرًّا بالذات، ومصدر الضرر هنا ليس كون العمل بذاته سيئًا، بل لما انعكس في النفس من تفاعلات سلبية.

إنّ التعليمات الدينية تدفع الإنسان نحو التزام التوازن النفسي عند إنجاز عمل الخير. فلا ينبغي أن يشعر بحالة الاكتفاء والتعالي نتيجة قيامه بما يعتبره عملًا عظيمًا، ورد في هذا السياق عن الإمام الكاظم في وصيته لأحد أبنائه القول: «يا بني، عليك بالجدّ، لا تخرجنّ نفسك من حدِّ التقصير في عبادة الله عزّ وجلّ وطاعته، فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته»[2]  ، ومقتضى ذلك أن يُشعر الإنسان نفسه بالتقصير مهما قدّم من عمل خير. وفيما روي عن أمير المؤمنين أنه قال: «الإعجاب يمنع من الازدياد»[3]  ، وذلك لأنّ المعجب بعمله لا يفكّر أبدًا في القيام بالمزيد، فهو مكتفٍ بما أنجز وقدّم، وفي كلمة أخرى له أنه قال: «من كان عند نفسه عظيمًا، كان عند الله حقيرًا»[4]  ، فمن غير المناسب أن يشعر المرء في داخله بأنه مهمّ وعظيم؛ لأنه سيتحول بذلك إلى موقع دنيءٍ عند الله تعالى، وفي رواية ثالثة عنه أنه قال: «إنّ لله عبادًا لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار، وأنهم لأكياس و..». وضمن السياق نفسه يمكن فهم الأدعية المنسوبة للأئمة حيث يعترف الإمام المعصوم في دعائه بالذنب أمام الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك تعليم للناس، حتى لا يشعروا في دواخل أنفسهم بالعجب والاكتفاء، عوضًا عن الشعور بالتقصير تجاه خالقهم وفي قيامهم بأعمال الخير. وفي كلمة أخرى له في صفة المؤمن أنه قال: «كُلُّ سَعْي عِنْدَهُ أخْلَصُ مِنْ سَعْيِهِ، وَكُلَّ نَفْس عِنْدَهُ أصْلَحُ مِنْ نَفْسِهِ»[5]  ، فالمؤمن لا ينخدع ولا يغترّ بالإطراء عند مقايسته بالآخرين لقاء قيامه بعمل الخير، وإنّما على النقيض من ذلك، ينزع المؤمن إلى التقليل من عمله مهما بلغ، واعتبار عمل الآخرين أكثر إخلاصًا لله مهما قلّ، ولربما فاق قليلهم ما عنده من كثير الأعمال، وهذا هو تحديدًا معنى قول الإمام في صفة المؤمن: «كلّ سعي عنده أخلص من سعيه». فالنأي عن الشعور بالاكتفاء والتعالي، والعجب بالعمل الصالح، هو الضمانة بألّا يتحول تأثير العمل الحسن إلى تأثير سلبي على نفسه.

خطأ يقود إلى الاستقامة

في مقابل ذلك، قد يكون تأثير العمل السيء حسنًا في نفس المؤمن، إذا ما ندم على صدور المعصية والخطأ، وسعى للتكفير عن ذلك. وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن يندفع المرء نحو عمل السيئات حتى يتحصل على التأثير الحسن نتيجة لذلك، فهذا المسلك يدخل ضمن باب تعمّد المعصية وارتكاب الجرم، وإنما المقصود من ذلك هو عندما يسترسل الإنسان، ويتملّكه الهوى، وتغلب عليه شهواته، فيقع في المعاصي، ومن ثم تنتابه حالة من الندم والامتعاض الداخلي، فيدفعه جميع ذلك للتعويض عن تقصيره، عند ذلك يكون تأثير العمل السيء حسنًا. وذلك أشبه ما يكون بالطالب الذي يحرز نتائج طيبة في منتصف العام الدراسي، وسرعان ما يصيبه الغرور، فإذا به يتراجع مستواه نهاية العام. والعكس بالعكس، فقد يقصّر الطالب فيحرز نتائج سيئة في منتصف العام الدراسي، فيكون ذلك دافعًا قويًّا نحو تحسين أدائه الدراسي، وليحرز بعد ذلك نتائج أفضل في نهاية العام. وهذا تمامًا ما يجري إزاء مسألة العبادة وطاعة الله سبحانه، فحين يشعر الإنسان بالاكتفاء والتعالي، فهو يفقد أيّ دافع نحو أداء المزيد من أعمال الخير، وعلى النقيض من ذلك إذا شعر بالندم والتقصير فسيكون ذلك دافعًا نحو التعويض والتلافي.

وهناك جملة من الروايات الشريفة التي تكشف مدى التأثير النفسي للأعمال، وانعكاس ذلك على مصائر العباد عند الله سبحانه. فقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: «يدخل رجلان المسجد، أحدهما عابد والآخر فاسق، فيخرجان من المسجد والفاسق صدّيق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد وهو مدلّ بعبادته ـ يمنّ على الله بعبادته ـ ويكون فكره في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، فيستغفر الله من ذنوبه»[6]  .

فهذا الشعور بالندم الذي ينتاب الفاسق يدفعه إلى المسيرة الصالحة، بينما يدفع الشعور بالغرور والعجب ذلك العابد إلى وضع آخر. وفي رواية أخرى، عن الإمام عليّ بن موسى الرضا أنه قال: «إنّ رجلًا كان في بني اسرائيل، عبد الله تبارك وتعالى أربعين سنة، فلم يقبل منه، فعلم ـ على نحو أو خبر ـ أن عبادته طيلة الأربعين سنة غير مقبولة، فقال لنفسه، ما أوتيت إلا منك، ولا الذنب إلا لك، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه؛ ذمّك نفسك، أفضل من عبادة أربعين سنة»[7]  ، إنّ تلك اللحظة التي شعر فيها بالتقصير أمام الله، هي أفضل من عبادته طوال تلك الأربعين سنة.

حسن الظن في عاقبة العاصين:

إنّ من الضروري بمكان، ألّا يبالغ المرء في تقدير أعماله العبادية وعطاءاته في مجال الخير. وإنما ينبغي أن يُشعر ذاته دائمًا بالتقصير، وإذا ضعفت إرادته ووقع في عمل السوء وارتكاب الذنوب، فإنّ عليه أن يحول ندمه على الذنوب إلى توجه واندفاع نحو الأعمال الصالحة، وصدق ربنا سبحانه وتعالى إذ قال: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا[سورة الفرقان، الآية: 70]. وأوحى الله سبحانه إلى داوود: «إن عبدي المؤمن إذا أذنب، ذنبًا، ثم رجع وتاب من ذلك الذنب، واستحى مني عند ذكره، غفرت له وأنسيته الحفظة، وأبدلته الحسنة، ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين»[8]  ، وفي هذا إشارة ينبغي الالتفات لها، وذلك حين يُرى أحدهم وقد ارتكب الذنب وعمل المعصية، فلا ينبغي إسقاطه، والنظر إليه نظرة الآيس من رحمة الله، وإنه لمن الخطأ الكبير أن يقع الناس في مفارقة غريبة، حين يغفرون لأنفسهم ارتكاب المعاصي مهما بلغت، لكنهم لا يغفرون لغيرهم ما هو أدنى من ذلك. وقد روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: «إنّ رجلًا قال يومًا: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عزّ وجلّ: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عمل الثاني، بقوله لا يغفر الله لفلان»[9]  . علينا أن ننظر للآخرين بحسن الظن في عاقبتهم. وقد ورد في الروايات أن إذا رأيت مذنبًا عاصيًا، فلا تقل إنّك أفضل منه، فلعلّ هذا العاصي المذنب يتوب وتحسن توبته، بينما ينتكس الآخر في الذنب والمعصية. فالمطلوب باستمرار النظر قدر الإمكان نظرة إيجابية للآخرين.

 

الخطبة الثانية: لا بديل عن الحوار والتوافق في الأوطان

من كتاب الإمام عليّ لواليه على مصر مالك الأشتر النخعي: «ولا تدفعا صلحًا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا، فإنّ في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك، وأمنًا لبلادك»[10]  .

تمثل حالة الحرب أسوا ما يمكن أن يقع فيه بنو البشر. ذلك لأنّهم يخسرون في حالات الاقتتال أهمّ وأعزّ ما يمتلكون، يخسرون فرصتهم في الوجود والحياة، حيث يقتل بعضهم بعضًا، من هنا يفرض العقل على الإنسان الذي يعرف قيمة الحياة، أن يتجنب خيار الحرب والاقتتال ما أمكن، ناهيك بأنّ الشرائع السماوية تنهى عن المبادرة إلى الحرب، ما لم يكن ذلك دفعًا للعدوان، وقد جاء في قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[سورة البقرة، الآية: 190].

الحرب خيار اضطراري

وقد ورد في آداب الحرب والقتال، ألّا يبدأ الجيش المسلم بالقتال، ولا يدعو إلى المبارزة والنزال؛ لأنّ خيار الحرب في عقل الإنسان المسلم الواعي هو خيار اضطراري، لا يقدم عليه إلّا وهو مكره، آملًا في تجنب الحرب حتى آخر لحظة. وقال الإمام عليّ لابنه الإمام الحسن: «لا تدعونّ إلى مبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فإنّ الداعي إليها باغٍ، والباغي مصروع»[11]  ، إنّه ليس من الفخر استعراض العضلات، ودعوة الآخرين للحرب والقتال. وفي كلمة وجهها إلى جيشه جاء فيها: «لا تقاتلوا القوم حتى يبدأوكم»[12]  ، إنّه ينهى أفراد جيشه عن المبادرة للقتال حتى وهم في ساحة المعركة، ما لم يبادر الطرف المقابل في القتال. وعلى غرار ذلك، اتخذ الإمام الحسين موقفًا مشابهًا، عندما استقبل جيش الحرّ بن يزيد الرياحي في طريقه إلى كربلاء، حيث اقترح عليه بعض أصحابه بقولهم: «يا ابن رسول الله، إنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به»، فأجاب الحسين: «ما كنت لأبدأهم بالقتال»[13]  .

الاحتراب الأهلي مآسٍ ودمار

ولعلّ أسوأ أنواع الحروب هي الحروب الأهلية. ذلك لأنّ المجتمعات المتحاربة داخليًّا، تقوم بتدمير منجزاتها بيدها، حتى يعود البلد إلى نقطة الصفر، وهذه سيرة الحروب الأهلية التي ابتليت بها مجتمعاتنا الإسلامية ماثلة أمامنا. فهذه المجتمعات التي تعاني من حيث الأصل من التخلف في التمنية، وبالكاد صنعت لها شيئًا من الإعمار والبنى التحتية، أنجزت وسط حالات الفساد وسوء الإدارة والتخلف في كلّ المجالات، فأصبح هناك بعض المدارس والمصانع والمستشفيات والجسور، وإذا بالحرب الأهلية تأتي وتدمّر ما قاموا ببنائه من دمهم وعرقهم وجهودهم على مدى عقود طويلة، حتى عادت البلاد إلى أسوأ مما كانت عليه قبل عهد التنمية.

لقد دمّرت الحروب الأهلية في الآونة الأخيرة أكثر من بلد عربي وإسلامي. فكم استهلك بلد فقير مثل السودان من نفوس أبنائه وموارده في حرب الشمال والجنوب، وما كاد جنوب السودان ينفصل عن شماله، حتى اندلعت حرب أهلية أخرى بين الجنوبيين أنفسهم، وهم الذين يعانون الفقر والجوع والتخلف، وكأنه لم تكن تنقصهم إلّا الحرب الأهلية التي خلفت ولا تزال مآسٍ إنسانية كبيرة. وكذلك الأمر في سوريا، هذا البلد العزيز على كلّ عربي ومسلم، البلد الذي كان يعاني شحًّا في الموارد، وبطئًا وتخلّفًا في التنمية، على غرار العديد من الدول العربية الأخرى، جاءت الحرب الأهلية، الدامية المأساوية، لتعيد هذا البلد إلى الوراء عقودًا طويلة من الزمن، ولتحتاج بذلك إلى جهود هائلة لتعويض ما دمّرته الحرب.

في سوريا أرقام مرعبة

ولأجل إعطاء تصوّر عمّا وصلت إليه سوريا في ظلّ الحرب الأهلية عرضت صحيفة الحياة بتاريخ (الأربعاء، ٢٢ يناير ٢٠١٤ ) تقريرًا مفصّلًا بعنوان «هل تدفع «الأرقام المرعبة» الأطراف إلى «تسوية تاريخية»؟»[14]  ، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر جنيف2، وقد أورد التقرير بأنّ هناك 300 شخص يُهجّرون من ديارهم في كلّ ساعة من الصراع في سوريا، علاوة على مقتل 6000 سوري شهريًّا، وقد جاء في أدنى الإحصاءات أنّ الحرب الأهلية السورية حصدت ما لا يقلّ عن 120 ألف قتيل خلال السنوات الثلاث الأولى من زمن الحرب، وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، بلغ الحال أنه من أصل 22 مليون هم قوام الشعب السوري، هناك عشرة ملايين باتوا في حاجة ماسّة للمساعدات الإنسانية، وخمسة ملايين رحلوا إلى معسكرات اللجوء خارج الديار. ووفق دراسات قامت بها مجموعات العمل في «اسكوا» فقد خسرت سوريا في الحرب الأهلية ما يعادل جهود 37 سنة من التنمية، فقد تبخرت في الحرب إنجازات نحو أربعة عقود من التنمية، فضلًا عن تراجع تصنيفها على كلّ المؤشرات التنموية، حتى باتت تحتلّ المركز قبل الأخير عربيًّا، ما يعني وفقًا للدراسات أن سوريا تخسر في كلّ يوم إضافي من الحرب نحو 109 ملايين دولار أمريكي نتيجة استمرار الحرب. وعلى المستوى التعليمي أشارت الدراسات إلى أنّ معدل التسرب من العملية التعليمية بلغ 38 بالمئة، فلم تعد هناك من فرصة للدراسة والتعلم أمام هذه النسبة من الطلاب، أمّا معدلات البطالة فقد قفزت إلى 42 بالمئة، وهكذا تستمر الإحصاءات المأساوية نتيجة الحرب الأهلية السورية.

وكذلك الحال في اليمن. فهذا البلد الفقير، الذي يعاني كثيرًا من تأخّر وتخلف التنمية فيه، جاءت الاضطرابات الداخلية وحالات الاحتراب، لتزيد من وضعه سوءًا.

من هنا، فلا مخرج من حالات النزاع الأهلي إلّا بالحوار والتفاوض عبر الوسائل السلمية. فصراع الإرادات أمر قائم في كلّ المجتمعات الإنسانية، ولا سبيل للتعبير عن ذلك إلّا بانتهاج الوسائل السلمية، عبر الحوار والتفاوض، لا الدخول في مغامرات تدمّر الأوطان، من خلال إصرار كلّ طرف على مطالبه ومواقفه، على حساب أرواح الشعوب ومقدرات الأوطان، فهذا المسلك لا يكشف عن أيّ قدرٍ من الوعي أو الإخلاص. في هذا الشأن نأمل أن يكون مؤتمر جنيف2 بشير خير يعيد السلم الأهلي لسوريا، وأن يحمي الله الشعب السوري من أضرار العنف والتدمير الذي يجتاح بلدهم. وكذلك نأمل في حدوث الأمر نفسه في اليمن، حيث وردت عدة مؤشّرات طيبة من هناك، تم بموجبها إقرار وثيقة من خلال الحوار الوطني، ونأمل أن يكون هناك توجّه جادّ نحو التوافق بين الأطراف المختلفة لحماية البلد من الدمار، والتوجه عوضًا عن ذلك نحو البناء. كما نأمل أن يحلّ السلام عن طريق الحوار والتفاوض في السودان والعراق وسائر المناطق العربية والإسلامية. فلا بديل عن الحوار، ولا بديل عن التوافق بين مختلف الأطراف، وأن يتنازل كلّ طرف للآخر، لا بديل عن ذلك إلّا الدمار والخراب الذي ينتظر هذه الأوطان.

الجمعة 23ربيع الأول 1435ﻫ الموافق 25 يناير 2014م
[1] نهج البلاغة، قصار الحكم رقم (46).
[2] الكافي، ج2 ص٧٢، حديث 1.
[3] نهج البلاغة، قصار الحكم رقم (167).
[4] عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي، ص٤٦٠.
[5] الكافي، ج٢ ص٢٢٩، حديث 1.
[6] بحار الأنوار، ج٦٩ ص ٣١٦، حديث 21.
[7] المصدر السابق، ج ٦٨ ص٢٢٨، حديث 1.
[8] جامع أحاديث الشيعة، ج١٤ص٣٢٧، حديث 158.
[9] وسائل الشيعة، ج١٥ص٣٣٦، حديث 13.
[10] نهج البلاغة، من كتاب للإمام علي كتبه للأشتر النخعي رحمه الله لما ولاه على مصر، رقم (53).
[11] المصدر السابق، قصار الحكم رقم (233).
[12] وسائل الشيعة، ج١٥ص٩٢، حديث 1.
[13] الإرشاد، الشيخ المفيد، ج٢ ص٨٤.
[14] http://www.alhayat.com/Details/595556