سماحة الشيخ الصفار يشارك في مؤتمر الوحدة الإسلامية بطهران

لبى سماحة الشيخ حسن الصفار دعوة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بقبول العضوية في الجمعية العمومية للمجمع والمشاركة في اجتماعاتها وحضور مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي انعقد في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ 14 إلى 17 ربيع الأول 1426هـ الموافق 24 إلى 27/4/2005م.

وقد شارك سماحة الشيخ الصفار في أعمال المؤتمر ببحث تحت عنوان (المنهج النبوي في بناء الوحدة)، وزع مطبوعاً على المشاركين من قبل إدارة المؤتمر، في الوقت الذي عرضت فيه محاور البحث وأفكاره على المنصة من قبل الرئاسة، ثم ألقى سماحة الشيخ الصفار كلمة مركزة حول رؤيته لمتطلبات الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

وكان سماحة الشيخ قد سافر إلى الجمهورية الإسلامية قبل أيام المؤتمر لزيارة الإمام الرضا في مشهد وأخته السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم في قم وللالتقاء بمراجع الدين الكرام والعلماء الأفاضل في الحوزات العلمية.

حيث التقى سماحة قائد الجمهورية الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وسماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، وآية الله الشيخ أبو القاسم الخزعلي، وآية الله محمدي الريشهري، وآية الله السيد هادي المدرسي في طهران.

وفي قم المقدسة التقى بأصحاب السماحة آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني، آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري، آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، آية الله العظمى الشيخ حسين النوري الهمداني، آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي، آية الله العظمى المحقق الكابلي.

كما التقى عدداً من كبار مدرسي الحوزة العلمية منهم:

آية الله الشيخ جعفر السبحاني، آية الله الشيخ عبد النبي النمازي، آية الله السيد محمد رضا الشيرازي، آية الله الشيخ الاعرافي، آية الله السيد محمد السند، آية الله السيد كمال الحيدري، آية الله الشيخ مصطفى الهرندي، آية الله الشيخ محمد آصف محسني، حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود نجل المرجع الشيخ إسحاق فياض، حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عباس الكعبي، وعدداً كبيراً من العلماء والفضلاء.

وكانت إقامة سماحته في قم في ضيافة حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني الممثل العام للمرجع الأعلى السيد السيستاني حفظه الله.

وكان برنامج سماحة الشيخ الصفار في قم مكثفاً لمدة عشرة أيام بين استقباله لزائريه من العلماء الأعلام وزياراته لهم واللقاء ببعض المجاميع من الباحثين وطلاب العلوم الدينية. وزيارة بعض المؤسسات العلمية والبحثية.

فقد استضافه في مجلسه سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عباس الكعبي ممثل أهالي خوزستان في مجلس الخبراء بحضور جمع من العلماء وطلاب العلوم الدينية العرب الخوزستانيين وألقى سماحته كلمة مفيدة ثم أجاب على الأسئلة والمناقشات.

كما استضافه في منزله العامر سماحة العلامة الشيخ حيدر حب الله –أحد العلماء اللبنانيين الباحثين، ورئيس تحرير مجلة المنهاج- بحضور عدد من العلماء اللبنانيين والباحثين ودار في اللقاء حديث وحوار مفيد.

وزار سماحته مؤسسة الإمام الهادي حيث ألقى كلمة في جمع من علماء الدين الأفغانيين.

كما لبى سماحته دعوة آية الله الشيخ الاعرافي لزيارة مركز الدراسات الإسلامية وألقى كلمة في جمع من مسؤولي المركز الفضلاء.

واستضافه تجمع مرفأ الكلمة الذي يضم عدداً من الفضلاء المهتمين بالبحوث الفكرية والثقافية من الدارسين في الحوزة العلمية.

والتقى سماحته مجاميع من طلبة القطيف والأحساء والبحرين.

ويولي سماحة الشيخ الصفار أهمية كبرى للتواصل مع أجواء الحوزة العلمية واللقاء بمراجع الدين الكرام والعلماء الأعلام حفظهم الله جميعاً ونفع بهم الإسلام والمسلمين.

مشاركة سماحة الشيخ الصفار في المؤتمر


في الجلسة الأولى من اليوم الثاني 16 ربيع الأول 1426هـ (25 أبريل 2005م) لمؤتمر الوحدة الإسلامية الثامن عشر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عرض ىية الله الشيخ واعظ زاده الخراساني رئيس الجلسة وعضو هيئة الرئاسة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، عرض أهم المحاور التي تضمنتها ورقة سماحة الشيخ حسن الصفار المقدّمة للمؤتمر تحت عنوان: المنهج النبوي في بناء الوحدة، في الوقت الذي وُزّعت فيه الورقة مطبوعة على المشاركين، ثم طلبت غدارة الجلسة من سماحته التعليق حول ما ورد في ورقة البحث، فتحدث سماحته ارتجالاً ما نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى قيام يوم الدين.

بعد تقديم وافر الشكر والامتنان، للقيادة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على اهتمامها بوحدة الأمة، وللمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على دعوته المباركة، وجمعه لهذه النخبة الطيبة من علماء ومفكري الأمة الإسلامية.

المقال موجودٌ بين أيديكم تحت عنوان: المنهج النبوي في بناء الوحدة، وقد استعرض بعض أفكاره سماحة آية الله الشيخ واعظ زاده الخراساني، وليس لدي مزيدٌ في عرض هذا المقال.

لكني أريد الحديث عن بعض النقاط المكمّلة لهذا الموضوع:

النقطة الأولى: ونحن نجتمع هنا أيها السادة العلماء هناك نُذر فتنةٍ طائفية تطل برأسها في مواقع مختلفة من العالم الإسلامي، ومع أن ثقتنا بالله تعالى عظيمة، وثقتنا في وعي أبناء الأمة كبير، ولكننا يجب أن نكون حذرين يقظين لما يحصل ويجري.

فلأول مرة في هذا العصر من تاريخ الأمة، نجد أن هناك مذابح وانتهاكاً للحقوق والحرمات تحت عناوين مذهبية طائفية. ما يحصل الآن في العراق، وإن كان السنة والشيعة أبرياء منه –إن شاء الله- متمثلين في قياداتهم الدينية الواعية، ولكن ما يحصل هناك يحدث تحت هذا العنوان، أعمال عنف وأعمال إرهاب تستهدف هذا الطرف وذاك الطرف تحت عناوين مذهبية طائفية. هذه الأعمال لها انعكاسات سلبية كبيرة على الرأي العام في أوساط جماهير الأمة.

وأيضاً نجد في أماكن أخرى كما يحصل في باكستان، كيف تحصل بعض الأعمال: تفجير مسجدٍ هنا، ومسجد هناك، واغتيال شخصيةٍ هنا وشخصية هناك، تحت اللافتات المذهبية الطائفية.

إلى جانب ذلك أصبحت هناك مواقع إلكترونية تمارس دور التحريض المذهبي الطائفي، وتُعبئ أبناء الأمة ضدّ بعضهم البعض تحت هذه العناوين.

كما أن هناك قنواتٍ فضائية تقوم بعرض برامج يبدو من بعضها أنها تؤجج الفتنة والخلاف والنزاع بين أبناء الأمة من السنة والشيعة.

وقد سمعنا بعض التصريحات السياسية، من حكام وشخصيات سياسية في العالم العربي، وهي تتحدث عن الهلال الشيعي أو تتحدث عن خطر انتشار كتب هذا المذهب أو ذاك المذهب، وفي بعض البرلمانات كاد أن يحصل اصطفاف مذهبي داخل النواب في مناقشة بعض القضايا السياسية.

هذه نُذر لا يصح لنا أن نتساهل تجاهها. إن علينا ونحن في هذا اللقاء المبارك أن نكون حذرين يقظين، وأن نرفع من درجة اهتمامنا بهذا الموضوع، حتى لا يستطيع العدو الخارجي، والأعداء الداخليون أن يُحققوا مآربهم –لا سمح الله- في إيجاد فتنةٍ طائفية عمياء.

هناك جانبان ينبغي الاهتمام بهما:

الجانب الأول: التوجه للحكومات الإسلامية من أجل أن تتعامل مع شعوبها ورعاياها على أساس حقوق الإنسان وحقوق المواطنة، دون تمييز بين المواطنين على أساس قومي أو عرقي أو مذهبي. إن سياسات التمييز الطائفي في بعض البلدان الإسلامية هي الأرضية لقيام الفتن الطائفية والمذهبية.

الجانب الآخر: يجب أن نتوجه باهتمام للمرجعيات الدينية عند السنة والشيعة حتى تأخذ موقفاً أكثر صراحةً وعلنيةً تجاه قضية الوحدة والتقريب بين المذاهب.

وأختم حديثي باقتراحٍ أقدمه للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وهو ضرورة وجود لجنة أو جهةٍ ما تقوم بدور المراقبة على الصعيد العالمي، لمشاكل الخلافات والإثارات الطائفية المذهبية.
في الأمم المتحدة هناك لجنةٌ لرقابة انتهاك حقوق الإنسان، تُقدم تقريرها وترصد الانتهاكات كل عام، وترفع التوصيات للحكومات أو للجهات التي تقوم بانتهاك حقوق الإنسان. وعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً لديهم بعض اللجان لمتابعة بعض المشاكل العالمية، وقد شكلوا أخيراً لجنة لمتابعة المعادات الساميّة كما يقولون، وهدفهم رصد أي كلمةٍ أو تحركٍ ضد الصهاينة تحت عنوان معادات الساميّة.

ونحن في أمتنا الإسلامية لماذا لا تكون هناك جهة يكون لها تقريرٌ كل عام، ترصد فيه التقدم على مستوى التقريب بين المذاهب كما ترصد الانتهاكات، وتوجه التوصيات للأطراف المعنية.

من الممكن أن تُقترح مثل هذه الفكرة على منظمة المؤتمر الإسلامي، أو على أي مؤسسة تضم الدول الإسلامية، كما أن المجمع العالمي، أقترح أن يُشكل لجنة للمراقبة، ويكون عندنا تقريرٌ سنوي كما هي تقارير حقوق الإنسان، يكون عندنا تقرير سنوي حول موضوع التقريب بين المذاهب الإسلامية على المستوى الإيجابي بالإشادة بالإنجازات الطيبة، وعلى المستوى الآخر بالحديث عن الانتهاكات التي تحصل لكي يكون الواعون من أبناء الأمة على إدراكٍ بحقيقة ما يجري، وأن لا نكتفي بالشعار وكتابة البحوث والنظريات مع أهمية ذلك.

أشكركم جميعاً على الإصغاء، وأشكر الإدارة على إتاحة الفرصة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.