الشيخ الصفار يستنكر تغييب العقل وسيطرة الانفعالات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

استنكر سماحة الشيخ حسن الصفار تغييب العقل والوعي في حياة الناس كأفراد وكمجتمعات. مؤكداً أن الانفعالات والنزوات تدمر الحياة والإنسان والأوطان.

وقال: لو كانت الأمة تحكم العقل لما شوهت دينها، ودمرت أوطانها، وأنفقت ثرواتها في الحروب والصراعات.

جاء ذلك خلال حديث الشيخ الصفار في مجلسه مساء الخميس ليلة الجمعه 11 ذو القعدة 1438هـ الموافق 3 أغسطس 2017م.

وأبان سماحته أن الروايات وصفت العقل بالصديق، والجهل بالعدو، مستشهداً بما رواه الامام الرضا عن جده رسول الله " صَديقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ ، وعَدُوُّهُ جَهْلُهُ".

وأوضح أن هذه الكلمة موجزه لكنها مفتاح مهم يفتح آفاقًا كثيرة.

وتساءل ما هو دور الصديق والعدو في حياة الانسان؟

وأبان أن الصديق هو الانسان الذي تحبه وتدخره للشدة، والعدو هو من تخشى اذاه وضرره، وتبتعد عنه وتتجنبه.

وأفاد أن الجهة التي ينبغي ان يثق فيها الانسان ويعتمد عليها، ويدخرها، ويلجأ اليها هي عقله. مضيفا: بينما الجهة التي ينبغي ان يحذرها ويبتعد عنها هو الجهل.

وأوضح أن العقل في النصوص الدينية هو قوة الادراك التي يميز بها الخير والشر.

وعرف الجهل بأنه في معظم النصوص الدينية لا يقابل العلم والمعرفة أي عدم العلم، بل هو الحالة التي تبعد الانسان وتحجبه عن العقل، وتجعله تحت سيطرة العواطف والانفعالات والأهواء. مؤكداً أن الجهل هو الحالة الصارفه عن العقل، بأن تحجب التفكير، وتحجزه في العواطف والغرائز.

وقال: كثير من الناس لا يستفيدون من قوة العقل، بل يخضعون للانفعال. متسائلاً كيف يتصرف الانسان في ثروته، وفي علاقته بالآخرين؟

وأبان أن الإنسان انطلاقا من العقل يخطط للصرف ويضع ميزانيه لحياته، ويدخر لمستقبله.

وعن ابعاد العقل وتقديم الجهل في العلاقات قال سماحته: في العلاقات مع الجهات المختلفة قد تلتقي المصالح وقد تتضارب، لهذا العقلاء يقدمون مصالحهم، ويحاولون حل التضارب والاستفادة من الاختلاف لبناء علاقات مفيدة.

وأبان أن الآخرين ليسوا سواء، فهناك من تربطك بهم مصالح، وهناك من يناوئك، داعيًا للانطلاق في العلاقات مع الجميع من العقل والتعقل، للحفاظ على المكتسبات.

واستنكر سماحته ما يقوم به بعض المنسوبين للإسلام من تشويه لهذا الدين العظيم بتطرفهم، وسلوكهم سبل القتل والتدمير لأوطانهم ومجتماعاتهم، وتهديدهم للاخرين وقتلهم.