الشيخ الصفار يدعو أهالي العوامية للتكاتف للبناء وبلسمة الجراح

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار أهالي العوامية لتجاوز المحنة، والتكاتف لبناء البلدة، وبلسمة الجراح، مؤكدا على أهمية تجاوز اثار وقت الشدة .

وقال لا ينبغي ان نترك أي فرصة لتنتج هذه المحنة محنًا أخرى تبعدنا عن بعضنا وتمعن في تمزيقنا وتفريقنا.

جاء ذلك خلال حفل التأبين لشهيد العمل الانساني محمد رحيماني (ابوعادل) في حسينية الامام المهدي بالقطيف مساء الاحد ليلة الاثنين 19 ذو الحجة 1438هـ الموافق 10 سبتمبر 2017م.

وعن الشهيد رحيماني قال: كان الراحل الشهيد ابوعادل نموذجا ينبغي أن نستفيد من تجربته، فهذا الرجل الذي ضحى من أجل مجتمعه حتى مضى شيهدا في لحظة كان يستطيع أن يخلد فيها للراحة والمجتمع الذي انجبه انجب وينجب امثاله.

وأضاف: ما عرفناه من هذا المجتمع - أهالي العوامية - طوال تاريخهم هو تقديم مختلف النماذج المتميزة في العلم وفي الادب وفي الخدمة الاجتماعية والمواقف الانسانية.

وقال ان المجتمع يكتشف كفاءاته في التحديات والمصاعب، وعندما تمر به شدة أو محنة فإنها تكون مرآة لاكتشاف ما في اعماق ذلك المجتمع.

واستدرك سماحته: ليس هناك مجتمع محصنا عن الابتلاء بالشدائد والمحن فهذه طبيعة الحياة، وقد تكون المحنة نتيجة كوارث طبيعية أو نزاعات داخلية أو عدوان خارجي.

وأبان أن هناك أشرارًا يستثمرون محن الشعوب والمجتمعات لمصالحهم كتجار الحروب، وهناك من يأخذ جانب اللامبالات وعدم الاهتمام، ويفكر كيف ينجو ويتجنب الخسائر، وهناك صنف في المحنة والشدة يظهر عنصرهم الطيب وتنكشف ذواتهم المعجونة بالصلاح والخير.

وأوضح أن الشهيد الراحل رحيماني ينتمي لهذا الصنف، فقد وقف مع مجتمعه في الشدة التي مر بها رغم قسوتها وتفجرت طاقاته النبيلة وتمثلت فيه صفات مهمة.

وأشار سماحته إلى أن المحن والشدائد تصنع رجالا يخرجون من همومهم الذاتية، ويعملون بصدق ويفكرون في المجتمع فيبذلون جهدهم وطاقتهم لمساعدة الناس.

وأضاف: كما ينبغي أن يرتدي رجل الشدائد الوقار والحكمة امام الهزائز كما قال علي عن المؤمن (فِي اَلْهَزَاهِزِ وَقُورٌ)، مبينا أن بعض الناس وقت الشدائد يفقدون توازنهم وتسيطر عليهم حالة الانفعال فيتأثرون بالخطوط المختلفة وتكون مواقفهم مضطربة وغير مدروسة.

وتابع سماحته أن حالة الاطمئنان تصنع الموقف الايجابي وتبرز حقيقة الشخصية، فالانفعالات تزيد المحنة، ونحن بحاجة الى من ينشر الطمأنينة في النفوس.

وأبان أن الانسان الذي اختار ان يخدم مجتمعه وقت الشدة والمحنة يجب ان يستعد لمواجهة المخاطر فقد تتعرض حياته للخطر وقد تناله الاتهامات وتشويه الشخصية.