الكاتب الأستاذ/ حسين شبكشي يدعو لإطلاق مبادرة سلام من أرض الحرمين الشريفين

مكتب الشيخ حسن الصفار
دعا الكاتب الأستاذ/ حسين شبكشي لإطلاق مبادرة سلام سعودية من أرض الحرمين الشريفين باتجاه الفتنة الطائفية التي يريد الأعداء إثارتها في العراق، وأشار إلى ما طرحته وسائل الإعلام من وجود استعداد لدى بعض العلماء البارزين في المملكة للنهوض بهذه المبادرة وفي طليعتهم سماحة الشيخ حسن الصفار وفضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان وفيما يلي نص المقال الذي نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر رقم 9677 يوم الجمعة 19 ربيع الثاني 1426هـ الموافق 27 مايو 2005:

السعودية لديها سجل هائل وحافل من مبادرات الصلح والسلام التي أطلقت برعايتها عبر السنين الماضية، فمن السعودية انطلقت مبادرة الصلح بين الفصائل الأفغانية المتقاتلة خلال فترة انتهاء الغزو السوفياتي لأفغانستان، وهي كذلك صاحبة مبادرة الصلح بين الجزائر والمغرب في الثمانينات من القرن الماضي، وهناك طبعا مبادرة الصلح بين الكويت والعراق، وبين البحرين وقطر خلال خلافهما الحدودي، وطبعا المبادرة الأشهر للبنان، والتي أسفرت عن اتفاق الطائف الذي كان بمثابة الإعلان الرسمي عن نهاية أكيدة للحرب الأهلية اللبنانية، التي استمرت لفترة طويلة جدا، هذا بالإضافة إلى العديد من المبادرات المختلفة الأخرى.

والآن ومع تفاقم الأحداث الحاصلة حاليا في العراق وازدياد عمليات القتل العشوائي الرهيب والدمار وتصاعد احتمالات حدوث فتنة طائفية واسعة قد تؤدي إلى نتائج مرعبة، يبدو أن الوقت مؤهل جدا لإطلاق مبادرة سلام سعودية من أرض الحرمين الشريفين. فماذا لو تم إطلاق مبادرة برعاية رسمية يتصدى لها الشيخ عبد المحسن العبيكان والشيخ حسن الصفار للتفاوض مع رموز الطائفتين السنية والشيعية في العراق؟ الشيخان، وكلاهما محسوب على تياراتهما المعنية، فالأول من المؤسسة السلفية التقليدية، والآخر من المؤسسة الجعفرية التقليدية، قادران على التحاور والتفاهم بالحجج والإقناع مع نظرائهما في العراق، وذلك لأجل حقن الدماء والاتعاظ بما يحدث، على أن تنطلق هذه المبادرة من قبلة المسلمين جميعا ومهبط الوحي مكة المكرمة.

وإذا كانت هذه مبادرة موجهة للعالم الإسلامي عموما، والعراق تحديدا، فمن الممكن أيضا القيام بمبادرة من الداخل السعودي وللداخل السعودي، مبادرة تنطلق من جامعة الإمام محمد بن سعود، وهي الجامعة التي وجهت لها خلال الفترة الماضية العديد من التهم في شتى وسائل الإعلام الغربية والكثير من الدراسات بأنها مفرخة للفكر المتطرف المتشدد، تقديم مبادرة يتم فيها الإعلان عن منهجية جديدة للتعليم في السعودية، منهجية تعتمد على التفكير لا التكفير، منهجية فيها طلاق بيّن بالثلاثة ولا عودة عنه لسوء الظن والتشكيك بالآخر، مع غربلة جادة وإعادة تحقيق للكتب والآراء المروجة الموجودة على الساحة، منهجية تكون شاملة وكاملة ضمن مشروع تعليم وطني كبير يساهم فيه الجميع ويعامل بدرجة عظيمة من الاهتمام ويمنح الأولوية. المبادرات السعودية كانت دوما للخير. وكل الأمل أن تنطلق هاتان المبادرتان وغيرهما لأن الخير يجب أن لا يتأخر.