الشيخ الصفار ينتقد خوض المتدينين "معارك خاسرة" مع الناس

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

  • وينتقد بشدة ما وصفها ب"عقلية التحريم" المبالغ بها. 
  • ويقول كلما زادت المحظورات اندفع الناس إلى التمرد والعصيان.
  • ويضيف بأن التوسع جزافا في المحرمات هو عدوان وافتراء على الله .

 

انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة خوض المتدينين "معارك خاسرة" نتيجة الاندفاع نحو المبالغة في المحظورات والمحرمات بدعوى الاحتياط او سدّ باب الذرائع. 

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 28 جماد الثاني 1439ﻫ الموافق 16 مارس 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. 

وقال الشيخ الصفار "ان بعض الاوساط الدينية تبالغ في الزام الناس بأحكام غير ثابتة.. وبعضهم يستعين بقاعدة سد الذرائع لتحريم ما هو غير محرم في الأصل".

وانتقد سماحته بشدة ما وصفها ب"عقلية التحريم" المبالغ بها، عادّا إياها شكلا من أشكال العدوان والافتراء على الله تعالى. 

وأضاف بأن المتدينين خاضوا في هذا العصر الكثير من المعارك الخاسرة بسبب المبالغة في التحريم وإعمال قاعدة سد الذرائع.

وتابع بأن بعضهم بالغ في تحريم قائمة طويلة من المخترعات الحديثة ومنها تحريم استخدام الهاتف والمذياع والتلفزيون وتعليم البنات والتصوير الفوتغرافي. 

ولفت سماحته الى بعض من حرم مشاهدة التلفزيونات الفضائية ثم جعلوا أنفسهم لاحقا وجوها ثابتة على شاشات التلفزيون.

وقال الشيخ الصفار ان الاندفاع نحو نزعة التحريم المبالغ بها افقد الدين الاسلامي سمته الأبرز باعتباره شريعة سمحاء، على نحو قاد إلى تنفير الناس عن الدين. 

وتابع بأن الانسان بطبعه ينفر من القيود ويميل إلى ممارسة حريته ورغبته، وكلما زادت القيود والمحظورات اندفع الفرد إلى التمرد والعصيان.

وأضاف أمام حشد من المصلين ان المحرمات ليست هي الاصل في سلوك الانسان "بل يرغب الاسلام في ممارسة الحياة بحرية وانطلاق حتى يثبت المحرّم بالدليل القاطع".

وأوضح سماحته بأن الشريعة وضعت المحرمات في حدها الأدنى على نحو يمكّن الفرد من الاستمتاع بحياته دون افراط مضر بالنفس أو تناول الخبائث مع حفظ حقوق الآخرين والصالح العام. 

وحول أسباب بروز "عقلية التحريم" أرجع سماحته ذلك إلى تصور بعض المنتسبين للأديان من ان الله يحب من عباده العزوف عن مباهج الحياة وأن سمو الروح يتحقق بتعذيب الجسد وإتعابه وإبعاده عن متع الحياة. مؤكداً أن الاسلام جاء لتحصين اتباعه من هذا التوجه المتشدد.