الشيخ الصفار ينتقد موقف المؤسسة الدينية من النقاشات الفكرية العامة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

  • ويقول: لا يمكن لأحد أن يوقف مسار التساؤلات الفكرية عند الناس.
  • وينتقد وقوع المتدينين في مصيدة الانفعال والتشنج حيال النقاشات الفكرية.
  • ويؤكد أن مواجهة حركة التشكيك تأتي عبر مراكز الدراسات وتأهيل رجال الدين.

انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة موقف المؤسسة الدينية التقليدية من النقاشات الفكرية والدينية المحتدمة في الساحة العامة واعتبارها مجرد امتداد لحركة تشكيكية في الدين.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 11 شعبان 1439هـ الموافق 27 أبريل 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار "نعيش اليوم في عصر اتسعت فيه رقعة النقاش في الآراء والأفكار في مختلف الجوانب والقضايا، في السياسة والدين والفن والطب والاقتصاد..".

وأضاف القول "لا يمكن لأحد أن يوقف هذا المسار من النقاشات، فقد انحسرت الأمية وتعلّم ابناء البشر وتوفرت وسائل المعرفة وازدادت ثقة الناس بأنفسهم وأتيحت لهم فرص التعبير عن الرأي". 

وتابع أن الحكومات وحدها القادرة نسبيا على قمع هذه النقاشات بالقوة خلافا لأي جهة اخرى.

‪وانتقد الشيخ الصفار بشدة  موقف المؤسسة الدينية التقليدية من النقاشات الفكرية والدينية المحتدمة في الساحة العامة واعتبارها كل نقاش مجرد امتداد لحركة تشكيكية في الدين. ‪

وتابع سماحته أنه وعوضا عن دسّ الرؤوس في الرمال فإن المؤسسة الدينية مدعوة اليوم إلى ترشيد النقاشات العامة باستهداف المعرفة والتزام اخلاقيات النقاش والبعد عن الشخصنة.

وأوضح ان من الخطأ وقوع المتدينين في مصيدة الانفعال والتشنج حيال النقاشات الفكرية التي لا تستثني شيئا ابتداءً من وجود الله تعالى والأنبياء والأئمة وصولا إلى صلاحية بعض الأحكام والتشريعات الدينية.

واستدرك سماحته بالقول ان من غير المستبعد وجود حركة تشكيكية كما يُزعم "بل هو احتمال كبير" في ظل الصراعات القائمة، متسائلا عن الموقف منها.

ورأى سماحته أن السبيل لمواجهة الحركات التشكيكية يأتي من خلال تأسيس مراكز الدراسات والبحوث في مجال الفكر الديني إضافة إلى التأهيل العلمي والفكري لرجال الدين.

وأمام حشد من المصلين انتقد الشيخ الصفار عزوف الأوساط العامة عن دعم انشاء مراكز البحث الفكري الديني قياسا على حماسهم في دعم المنشآت الدينية من مساجد وحسينيات.

وعلى الصعيد الاجتماعي حثّ سماحته على استيعاب المتشككين والمتسائلين والتعامل معهم بالروح العلمية والأخلاق الاسلامية.

كما دعا الأوساط الدينية إلى فتح الخيارات الفكرية والفقهية أمام الناس "فلا يجبر الناس على رأي في المسائل المختلف فيها فنضطرهم إلى الجرأة على مخالفة الشرع والخروج عن الدين".