الشيخ الصفار: نحتاج للاهتمام بالخطاب الديني الاجتماعي والثقافي إلى جانب الخطاب العبادي

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن هناك حاجة ضرورية لوجود خطاب ديني يهتم بالقضايا الاجتماعي والثقافية بموازاة الخطاب الديني العبادي، مضيفا اننا بحاجة لمبادرات من اجل ان يتكامل الخطاب الديني.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية بمجلسه بالقطيف مساء يوم الجمعة (17 شعبان 1439هـ الموافق 4 مايو 2018م) بعنوان "الآداب الاجتماعية والعبادات الدينية" ويديرها الأستاذ عبد الباري الدخيل.

وأشار الشيخ الصفار انه قد لا يكون هناك تضخم للجانب العبادي، لكن المشكلة ان هناك تقصيرًا في الخطاب الذي يولي أهمية للقضايا الاجتماعية والثقافية، مضيفا ان ذلك راجع لعدم وجود خطاب يدفع بهذه الأمور.

وأضاف ان الدين يأمر بالاعتدال، "فلا إفراط ولا تفريط"، بحيث لا يكون هناك إهمال وجفاف في الجانب الروحي، وفي نفس الوقت لا تكون هناك مبالغة تؤدي لرد فعل أو الانشغال عن القضايا الأخرى.

وتابع "وجود المناسبات الدينية يعتبر نقطة قوة للمجتمع لما تمثله من ارتباط الناس بالدين، وانشدادهم لتاريخهم ورموزهم الدينية".

ولفت إلى ان البعد العبادي له دور كبير في تصفية النفوس والقلوب وتوجيه الناس للبعد الروحي الذي غالبا ما ينشغلون عنه نظرا لانشغالات الحياة.

وفي جانب آخر، أشار الشيخ الصفار إلى ان التوجيهات الدينية تؤكد على الالتزامات العائلية أولى من الاهتمام بالقضايا العبادية المستحبة، وهو ما تؤكده الروايات المتعددة وأشار إليه الفقهاء، وكما روي عن علي أمير المؤمنين "ع": (إذا أضَرَّتِ النَّوافِلُ بِالفَريضَةِ فَارفَضوها).

وحذر سماحته من تعطيل مصالح الناس خصوصا في المؤسسات الرسمية بحجة إقامة الفرائض العبادية أو الشعائر الدينية المستحبة.

وأجاب سماحته على سؤال حول رفع أصوات المكبرات الصوتية للمساجد والحسينيات بشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان، فأشار إلى ان النصوص الدينية والفتاوى الشرعية تركز على عدم إيذاء الناس، وأي عمل يسبب أذى للآخرين فهو غير جائز.

ورأى ان مكبرات الصوت في المساجد والحسينيات يجب ألا تكون على حساب راحة الناس، ولا بد من مراعاة مشاعر الناس، وهذا ما تشير إليه الكثير من النصوص والروايات.

وأكد الحاجة لوجود وعي وذوق اجتماعي في مسالة عدم إيذاء الآخرين من خلال إطلاق العنان لمكبرات الصوت المبالغ فيها.

وأشار إلى ضرورة مراعاة حاجات اصحاب المنازل وعدم ايقاف السيارات على ابوابها وعند مداخل كراجاتها حين ارتياد المساجد والحسينيات.

ودعا سماحته المؤسسات الدينية ان تعرف الآداب التي عليها الالتزام بها، والحقوق التي يجب مراعاتها، مضيفا ان على أصحاب التوجيه الديني من علماء وخطباء ان يتحدثوا عن الأحكام والآداب الاجتماعية، لافتا إلى ان الجهات الرسمية عليها ان تضع ضوابط لهذه الأمور حتى لا يكون هناك مشاكل ونزاعات بين الناس.