الشيخ الصفار يرفض الزجّ بالأديان في تفسير الكوارث الطبيعية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول ان بعض الفئات الدينية تجيّر الكوارث في التعبئة المضادة لمنافسيها.
ويرجع تفسير البعض الأحداث الطبيعية تفسيرا خرافيا واسطوريا إلى الجهل.
ويقول ان وقوع العذاب على بعض الأقوام الغابرة جاء على نحو استثائئ.

 

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار مزاعم بعض الفئات الدينية حول ارتباط وقوع الكوارث الطبيعية بمخالفة الناس لبعض العقائد والممارسات السائدة في مجتمعاتها.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 13 ذو الحجة 1439هـ الموافق 24 أغسطس 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. 

وقال الشيخ الصفار ان الوعاظ في كل ديانة "يحاولون توظيف حدوث الكوارث الطبيعية في الدعوة إلى ديانتهم والإيحاء بأن مخالفتها هو سبب العذاب والعقاب".

وأضاف بأن بعض الفئات الدينية تجيّر وقوع الكوارث في التعبئة المضادة للديانات والمذاهب الآخرى. 

وتابع سماحته بأن الوعاظ الدينيين طالما تورطوا في تصنيف الخلق وفقا لأمزجتهم هم. مضيفا القول "فإن وقع الضرر على شخص يحبه جعل ذلك مجرد ابتلاء من الله، وإن وقع على شخص يكرهه عدّ ذلك عقوبة"

 ومضى يقول "لا يزال البعض يربط بين هذه الظواهر وبين السلوك والتوجه الديني لمن تقع في مناطقهم، فهؤلاء اصابتهم الزلازل لأنهم كفار، وأولئك حلت بهم الاعاصير لأنهم مذنبون عصاة".

وفي السياق أشار الشيخ الصفار إلى ردّ فعل المتدينين الهندوس على الفيضانات الكارثية التي أغرقت ولاية كيرلا الهندية الاسبوع الماضي وراح ضحيتها الالاف من القتلى والمشردين. 

وقال سماحته ان المتدينين الهندوس أرجعوا وقوع الكارثة إلى أكل الناس لحوم البقر والسماح للنساء بدخول المعابد خلافا لتعاليم الديانة الهندوسية.

ومضى يقول"كما اننا نستسخف التفسيرات الهندوسية لفيضانات كيرلا.. فكذلك يستسخف الآخرون ارجاع بعض وعاظنا المسلمين وقوع أي كارثة طبيعية للسفور أو شرب الخمور".

وأوضح سماحته ان كون تلك الممارسات حراما في ديانة معينة فذلك لا يعني ارتباط تلك الكوارث بها، فهناك شعوب أخرى تمارسها ولم تنزل عليها الكوارث.

وتابع بأن جهل الناس بطبيعة سير الكون والحياة، كان يدفعهم لتفسير الأحداث الطبيعية تفسيرا خرافيا وأسطوريا.

وقال الشيخ الصفار ان تحذير الناس من الوقوع في الموبقات ينبغي ان لا يكون على نحو مخالف للعلم والعقل.

وأوضح بأن القرآن الكريم يؤكد أن عذاب الله تعالى وحسابه لخلقه على كفرهم ومعاصيهم مؤجل إلى الآخرة.أما هذه الدنيا فهي دار ابتلاء وامتحان لإرادتهم واختيارهم.

واستطرد بأن الله تعالى قد فسح المجال لخلقه ليمارسوا حريتهم واختيارهم.

وحول وقوع العذاب على بعض الأقوام الغابرة بحسب نص القرآن الكريم قال سماحته ان ذلك جاء على نحو استثنائي ونادر. مستدلا بتورط أقوام آخرين في قتل انبيائها دون ان ينالهم شيء من العذاب.