الشيخ الصفار: السيد الحكيم يدعو للتصدي لمن يخرج عن نهج التعايش

مكتب الشيخ حسن الصفار تصوير هشام الأحمد

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن المرجع الديني الراحل السيد محمد سعيد الحكيم كان يدعو للتصدي لمن يخرج عن نهج التعايش بين المذاهب الإسلامية.

وتابع: كان يؤكد "أن يتعايش المسلمون فيما بينهم، بموضوعية واحترام متبادل، فهم بعد مسلمون، لهم حرمة الدم والمال".

جاء ذلك خلال الحفل التأبيني الذي أقامته "لجنة واعتصموا" بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل المرجع الحكيم، في جامع المصطفى بمدينة صفوى مساء يوم الثلاثاء 6 ربيع الأول 1443هـ الموافق 12 أكتوبر 2021م وحضره جمع من العلماء والأدباء والمثقفين.

وأبان سماحته أن السيد الحكيم عاش في بلد عانى من الاتجاهات الطائفية والاقصائية التي كان يتبناها النظام الصدامي البائد في العراق، الذي ضيق الخناق على الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.

وتابع: ناله رحمه الله وأسرته الكريمة آل الحكيم الكثير من الأذى حيث استشهد منهم العشرات، وزُج به وعدد كبير من أفاضل أسرته في غياهب السجون ولاقوا صنوف التنكيل.

وأضاف: وبعد سقوط ذلك النظام ظهرت الحركات التكفيرية الإرهابية بشعاراتها الطائفية البغيضة واستهدفت مقام الإمامين العسكريين في سامراء، وفجرت كثيرًا من المساجد والحسينيات ومواكب العزاء والابرياء من المؤمنين في الأسواق والتجمعات الشعبية.

ومضى يقول: على الرغم من هذا الواقع الطائفي المأساوي، والممارسات الاستفزازية التي تدفع إلى الحنق والغضب والانفعال. كان موقف السيد الحكيم كركن من المرجعية الدينية، يدعوا إلى التعايش والاعتدال والحوار.

في رحاب العقيدة

وأشاد سماحته بمؤلفات المرجع الراحل السيد الحكيم ودعا لقراءة كتابه "في رحاب العقيدة" وتلمس رؤيته حول الحوار المذهبي والتعايش السلمي.

ونقل عن الكتاب ذاته ما طالب به السيد الحكيم "أن يتصدى دعاة التقريب من كل مذهب لمن يخرج عن هذه التعاليم من أبناء مذهبه، وينكر عليهم سوء تصرفهم".

وتابع رحمه الله: حتى يشعر هؤلاء الخارجون عن التعاليم "أنهم في مواجهة داخلية، ويتنبه أهل مذهبهم إلى خطأ سلوكهم، وكذب معلوماتهم، فيكسد سوقهم، ويخيب سعيهم".

وأوضح الشيخ الصفار أن السيد الحكيم رفض تكفير المسلمين، فقد جاء في كتاب "في رحاب العقيدة": "ليس من رأي الشيعة تكفير الصحابة، بل ولا عامة المسلمين، على اختلاف طوائفهم".

وعن احترام عقائد الآخرين قال سماحته: كتب السيد الحكيم "ليحتفظ كل منهم بعقيدته لنفسه، أو يدعو لها بالتي هي أحسن، وبالطرق العلمية والبرهانية الهادئة والهادفة".

وتابع: كان رحمه الله يدعو للبعد عن الكذب والبهتان، والشتم والسبّ، والتهريج والتشنيع، "لأنه مدعاة للعداء والشحناء، وشق كلمة الأمة وإضعافه، وإشغال بعضها ببعض، ونسيان الأهداف المشتركة".

ومسترشدًا بأفكار السيد الحكيم دعا الشيخ الصفار للوقوف في وجه "الذين يستخدمون البداءة والسب والشتم تجاه المذاهب الأخرى حتى لا تكون هذه هي اللغة التي تسود في ساحة الأمة".

وتابع: لا ينبغي أن تترك الساحة للمسيئين والمتشنجين من أتباع هذا المذهب أو ذاك، فإن ذلك يمثل خطرًا كبيرًا على مصلحة الإسلام والمسلمين.

وفي موضوع متصل شكر سماحة الشيخ الصفار في كلمة كتبها في دفتر المناسبة "لجنة واعتصموا"، مؤكدًا أن هذا الحفل "مبادرة رائعة كسائر المبادرات التي تقيمها اللجنة المباركة".

وتابع: عشنا جميعًا في كنف شخصية هذا المرجع الكبير عبر ما ألقي عنه من كلمات مفيدة تناولت دروسًا من شخصيته وحياته.

هذا وقد قدم الحفل الأستاذ عبدالله الداوود، وشارك في الحفل كل من: الشيخ عبدالأمير الخرس، الشيخ يحيى الراضي، الشيخ عبدالغني العرفات، والشاعر ياسر الغريب، وختم الحفل بمجلس تأبيني بمشاركة الشيخ محمد المدلوح.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=0w3PLH4NQWQ

السيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبي

السيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيالسيد الحكيم والحوار المذهبيحفل الحكيم