كلمات في الحياة.. الشيخ حسن الصفار

 

تشرفت بقراءة مقالاته في مجلة "صوت الخليج" الكويتية حينما كنت شابًّا في منتصف السبعينات.. طرحه الهادئ والعقلاني لم يتغير نعم نَضُجَ وتطور.. مع معرفته أن هذا الطرح لا يُرضي الكثير ولا يجلب له الشعبية الجارفة فتلك يملكها من يسب ويلعن شخصيات الآخرين للأسف.. لأن المتاجرة بالدين والادعاء بأنك وحدك المدافع الجسور عن آل البيت الطاهرين تدغدغ مشاعر البسطاء الطيبين...بل منهم من يُزايد حتى على أمير المؤمنين الذي قال ((لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة))... ولو أمعنت وتتبعت خطب أئمة أهل الطهر لوجدتها كلها تحثنا على  التعايش  ومشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم..

أمرونا أن نكن لهم الوجه الناصع ونجسد الخلق الرفيع الذي ربُّونا عليه.. أن نكون زينًا لهم وألاّ نكون شينًا عليهم.. أي أن نتأدب بأخلاقهم ونوصل من خلال جمال تعاملنا.. جمال أخلاقهم..

تسعون عامًا يُسب ويُلعن أجمل الخلق بعد رسول الله من قبل أقذر خلق الله.. لا هم نظفوا..

ولا هو اتسخ ولا قلّ من قدره شعرة وبقي عليٌ سلام الله عليه هو الذهب النقي المُصفّى..

أنا لا أريد أن أتشبه بهم فأسب مثلهم ولكني أتشرف باقتداء سادتي في تسامحهم وفي سمو تعاملهم... لست مثاليًا ولا أدّعي المثالية ولا أصوِّر نفسي ملاكًا وإنما إنسان عادي جدًا أؤمن وببساطة أن لي الحق بأن أعتقد بما أراه وأن ربي سيحاسبني عليه وأنّ ليس لي الحق أن أحاسب أو أقيِّم ما يعتقده الآخرون لأنهم هم الذين سيحاسبون عليه....

كتب وناشط اجتماعي من البحرين