الحياة تنشر تقريراً حول استضافة سماحة الشيخ الصفار لمنتدى الروضة بجدة

مكتب الشيخ حسن الصفار
دعا في القطيف إلى «التواصل بين أبناء الوطن» ...

الشيخ الزهراني: الآن هو الوقت المناسب لتجاوز «الطائفية» و«المذهبية»


القطيف - منير النمر

دعا عضو منتدى «الروضة الثقافي الاجتماعي» في جدة الشيخ عدنان الزهراني إلى «نبذ الخلافات المذهبية التي تقود المسلمين نحو التفرقة، فتكفر فريقاً هنا، أو هناك، ويبالغ البعض (المتطرف) في فتواه، فيأمر بهدر دماء المسلمين، ما يتنافى كلياً مع التعاليم الإسلامية السمحاء».

وجاء كلام الشيخ الزهراني في جلسة، أقيمت في منزل الشيخ حسن الصفار في محافظة القطيف، حضرها جمع من علماء الدين والكتَّاب، والمثقفين. وعكس وفد المنتدى، الذي مثله إمام وخطيب جامع الروضة في جدة الشيخ عدنان الزهراني ورجل الأعمال واصف الكابلي والباحث والمؤلف زيد الفضيل، روحاً جسدت الاختلاف في شكل عملي، ما أسهم في إظهار التنوعين الفكري والمذهبي الموجودين في السعودية.

وحث الزهراني في كلمته الجميع على «ضرورة التواصل بين أفراد الوطن»، معتبراً أن «الفرصة الآن مواتية في هذا الاتجاه، وبخاصة بعد أجواء الحوار الوطني». وأضاف «ما يدفعني إلى التأكيد على أهمية التواصل، هو أن جميع أبناء هذا الوطن مسلمون، تجمعهم رابطة الإخوة الإيمانية، فالتواصل بين المسلمين مطلب ديني قبل أن يكون ضرورة عصرية تفرضها الظروف الدولية والمحلية»، مؤكداً أن «الإسلام يعتبر الإخوة الإيمانية من الدرجة الثانية بعد الإيمان بالله تعالى».

وشدد من خلال استشهاده بالآيات الحاثة على التواصل بين المسلمين على «ضرورة فهم شروط النجاح في المجتمع المسلم». وقال في هذا الصدد: «إن المجتمع المسلم ينتصر بأمرين، هما الإيمان بالله تعالى، وبالأخوة الإيمانية الجامعة، كما أن الرسول عندما وصل المدينة المنورة كان أول عمله المؤاخاة بين المسلمين، ولو تمعّن كل منّا في الهدف الذي بُعث من أجله الرسول لوجدناه يصب في هذا الاتجاه، فالرسول بُعث ليخرج الناس من الظلمات إلى النور»، مضيفاً «كان الرسول يفعل ذلك ليخرجهم من حال التفرقة والتباغض والكره لبعضهم، إلى أن يوحدهم على المبدأ الذي يوحدهم ويؤلف بين قلوبهم».

وتساءل الزهراني عن التفرقة التي يمارسها بعض المسلمين. وقال: «هناك من يدعو إلى تكفير فريق من المسلمين، أو تبديعه، أو تضليله، وقد يبالغ فيهدر دمه»، مرجعاً هذا التطرف إلى «أسباب عدة، منها اتباع الهوى، وعدم النضج الفكري لدى الداعي، والأولويات المنكوسة التي تركز على أسباب التفرقة، ولا تهتم في أدبياتها بما يوحد المسلمين»، مضيفاً «ذلك الفكر المتطرف لا يبحث عمّا يجمعنا كمسلمين»، معللاً السبب بـ»الترتيب الخاطئ للأولويات».

وفي تعقيب على ما طرحه الزهراني، أوضح الباحث الفضيل أن «سبب التفرقة بين المسلمين أمران رئيسان، هما الجهل، وعدم التواصل المثمر». وعن الجهل قال: «الناس أعداء ما جهلوا، فلأننا نجهل مقالة بعضنا، ينبذ بعضنا الآخر».

وحث الحاضرين على «ضرورة التواصل المثمر الذي لن يتحقق إلا بشروط، منها مراعاة آداب وأخلاق التعامل مع الآخرين، والصدق في الحديث، والوعي بـ«أن نفهم مقالة بعضنا، ولا يتأتى ذلك إلا بأن يصغى بعضنا للآخر».

وأشار إلى أن هذه النقاط هي التي «استطاعت أن توحد مختلف ألوان الطيف الفكري في منتدى الروضة الثقافي الاجتماعي في جدة».

من جانبه، ركز الشيخ الصفار في اختتام الجلسة على «ضرورة الالتفات لتجربة منتدى الروضة»، مشيداً بـ«المشروع الثقافي الذي يتبناه المنتدى». وقال معلقاً على كلمة الزهراني: «إن عدم إغفال مسألة تكافؤ الفرص في طرح الآراء، والأفكار لجميع الأطياف والتيارات أمر مهم»، معتبراً «أن هذه اللقاءات يجب أن تستمر لتحقيق ثمارها».