الشيخ الصفار يؤكد على أهمية الوعي بالقضايا الدينية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الوعي بقضايا الدين ومسائله يُوجّه المتدين إلى المضمون والغاية التي يستهدفها الدين في نصوصه وتشريعاته.

وتابع: هذا الوعي يركّز في نفس الإنسان محورية تلك الاستهدافات والغايات المقصودة للدين، لتكون منطلق الانسان وقبلته في مختلف توجهاته وممارساته.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 4 جمادى الأخرة 1443هـ الموافق 7 يناير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: بين العلم والوعي في القضايا الدينية.

وقال سماحته: حين يغيب الوعي أو يضعف يصبح التدين شكلياً، ومجرد عادات وطقوس فردية واجتماعية، من هنا فإن تعميق الوعي يجب أن يكون أولوية في الخطاب الديني.

وتابع: إن من نتائج ضعف الوعي في القضايا الدينية بروز القراءة الحرفية للنصوص الدينية، بل وقبول نصوص مروية تخالف قيم ا لدين وثوابته.

ومضى يقول: الوعي مرتبةٌ متقدمةٌ من العلم، ذلك أن العلم يعني حصول المعلومة في ذهن الإنسان، والوعي هو التأمل في تلك المعلومة وفهمها واستيعابها، بما يتجاوز مجرد الاطلاع عليها.

وأوضح أن النصوص الدينية تشير إلى أن المطلوب وعي أحاديث رسول الله وأهل بيته، وليس مجرد سماعها وحفظها، مستشهدًا بقوله : «نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها».

وتابع: مع أن العلم بالمقالة يحصل بالسماع لها، لكن الوعي بها شيء إضافي، وهو تأملها واستيعاب معناها، كما يستوعب الوعاء ما يوضع فيه.

واستشهد بما ورد عنه : «فربَّ مُبَلَّغٍ أوعى من سامع» مبينًا أن هناك من سمع الحديث، ونقله وبلّغه لآخر، وقد يكون هذا المنقول إليه أوعى بالحديث ممن سمعه ونقله. في إشارة لتفاوت مستوى الفهم والاستيعاب لمعنى الحديث.

وأشار إلى أن كثيرًا من النصوص والمعلومات الدينية يتداولها معظم المنتمين إلى الدين، لكن الاهتمام بفهم تلك النصوص، ووعي تلك المعلومات قليل محدود في مساحته، متفاوت في مستوياته.

وتابع: القرآن الكريم يؤكد أن الله تعالى لم ينزل آياته لتكون مجرد نصٍّ يُقرأ، أو معلومةٍ تُحفظ، إنما أنزل الله كتابه ليتأمل الناس معاني آياته، ويتدبرون فيها، ويدركوا الآثار والنتائج التي تهدف إلى تحقيقها في حياتهم.

وأوضح أن بعض أوساطنا الدينية تحرص على تداول المعلومات الدينية من نصوص وأحكام وتعاليم، لكنها لا تبذل جهدًا كافيًا في تعميق الوعي بتلك النصوص والمعلومات، وفهم غاياتها وأهدافها.

وتابع: هناك رواة كثيرون للعلم، وقلة من الواعين.

وأضاف: إن المستوى والرتبة الدينية للإنسان، لا تقاس بمقدار مروياته ومعلوماته عن الدين، بل بمقدار وعيه وإدراكه للأمور الدينية.

وبمناسبة ذكرى وفاة الزهراء على رواية الثالث من جمادى الآخرة قال سماحته: حين نقرأ الخطبة المروية عن الزهراء نراها تتحدث عن فلسفة وحكمة التشريعات الدينية لترسي أرضية الوعي الديني.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=PfG3kIslPsA

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1518