لقطات من رحلة جدة لتكريم الشيخ الصفار

مكتب الشيخ حسن الصفار القطيف: أديب أبو المكارم
أقام مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار ليلة الخميس الماضية أمسية شارك فيها الوفد المرافق لسماحته في رحلة جدة التي كانت بدعوة من معالي الشيخ عبد المقصود خوجة لتكريم سماحة الشيخ في الاثنينية المعروفة، والتي كُرّم فيها كثير من رجالات الوطن، وقد كان نصيب منطقة القطيف والاحساء أربع شخصيات هم: الإعلامي الأستاذ محمد رضا نصر الله، والشاعر الأستاذ عبدالله الجشي، والأستاذ الكاتب محمد العلي، وسماحة الشيخ حسن الصفار.

جدير بالذكر أن الشيخ عبدالمقصود خوجة قد شرف القطيف بزيارته لها بدعوة خاصة من سماحة الشيخ الصفار والذي أقام له حفلاً تكريماً وكانت تلك الليلة تاريخية لا يزال صداها يتردد في المنطقة كما يذكر سماحته.

كان الهدف من إقامة أمسية الخميس التي نتحدث عنها هو الحديث عن أحداث الرحلة واستعراض الصور المشرّفة التي التقطت هناك والتي يرويها لنا الوفد المرافق لسماحة الشيخ، وقد شملت الرحلة جدة ومكة المكرمة والطائف. وكان جدول الأمسية كالتالي:

ـ لقاء خاص مع النخبة الحجازيين. عرض الأستاذ محمد باقر النمر.
ـ في ضيافة معالي الشيخ الدكتور محمد عبده يماني ـ عرض الأستاذ كمال المزعل.
ـ حفل تكريم سماحة الشيخ ـ عرض الأستاذ علي البحراني.
ـ رحلة الطائف ـ عرض الشاعر الأستاذ سيد عدنان العوامي.
كان عريف الحفل الأستاذ جعفر خزعل الذي عرّف المشاركين، واثنينية الشيخ خوجة.

المحور الأول ومع الأستاذ محمد باقر النمر:


تحدث الأستاذ النمر عن معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة ومكانته الاجتماعية، وعلاقته الوثيقة بمنطقة القطيف، وأشار إلى كرم الرجل وخلقه يقول النمر: وصلنا المطار وكانت المفاجآة أن الذي كان باستقبالنا معالي الشيخ عبد المقصود نفسه رغم كبر سنه ومكانته، وهذا يدل على طيب خلقه وحسن ضيافته.
ثم كان اللقاء الأول في منزله وكان هناك حضور نوعي من الأدباء والشخصيات الحجازية مثل الدكتور غازي مدني، والدكتور جميل مغربي، والشيخ محمد بوقري، والقاضي محمد حسن، والكاتب مشعل السديري. ثم يضيف النمر: لاحظنا تعاطفاً كبيراً مع شأننا الوطني والشيعي وكان النقاش معهم كما لو نناقشه مع بعضنا. وقد تحدث الشيخ العصاري عن أوضاع الشيعة في المدينة المنورة وما يلاقونه من مضايقات وكان كلامه محل تأكيد من الجميع.

ثم أشار النمر إلى بعض الملاحظات التي تؤخذ علينا داعياً إلى تجاوزها لنظهر بالوجه المشرق والجميل للطائفة، ومن أهمها موضوع سب الصحابة، سيما الرموز المحترمة عند أهل السنة.

ثم قال مؤكداً: لقد لاحظت أن الآخرين ينظرون إلى الشخصيات المتنورة من طائفتنا ـ كسماحة الشيخ حسن الصفار وغيره ـ نظرة إعجاب وإكبار أظنها أكبر من نظرتنا نحن لأنفسنا.

المحور الثاني ومع الأستاذ كمال المزعل:


أشار الأستاذ المزعل إلى أنه قبل ثلاثة عقود تقريباً كان في زيارة مشابهة للأماكن المقدسة، وأن هذه الزيارة ذكرته بالماضي إلا أن الحفاوة البالغة والتقدير الكبير الذي استقبل به سماحة الشيخ ومن معه أراني فارقاً كبيراً بين الزيارتين.

وقد دعينا لوجبة غذاء عند معالي الدكتور محمد عبده يماني، ويضيف المزعل: رغم أنه شخصية ذات مكانة ليست على مستوى الحجاز فقط بل على مستوى المملكة إلا أن ترحيبه كان كبيراً جداً لا من باب المجاملة ولكنه من حسن الخلق الذي يتحلى به هذا الرجل. وقد أهدى لسماحة الشيخ صورة فيها عمامة رسول الله وجبته وعصاه المباركة.

وقال المزعل: كان من ضمن القضايا التي طرحت للنقاش قضية إحياء مواليد أهل البيت وهذا هم مشترك بيننا، كانوا يقيمون احتفالاتهم في مكان يسمى الحضرة ( أشبه بالحسينية عندنا) ولكن لكثرة المضايقات التي يلاقونها أخذوا يقيمونها في منازلهم.

وأكد المزعل على أهمية التواصل مع الآخرين وبأننا أحوج لذلك من غيرنا، وأن علينا أن نبرز هويتنا وفكرنا وصورتنا الحقيقية للآخر.

المحور الثالث ومع الأستاذ علي البحراني:


رأيت صوراً جميلة في هذه الرحلة منها ما ذكره الأخوة الكرام ومنها ما سأذكره، هكذا يقول البحراني، ثم يضيف: ذهبنا للتكريم الذي أقامته جامعة أم القرى للشيخ محمد سعيد خوجة ـ والد الشيخ عبدالمقصود ـ والذي كان شخصية أدبية فذة، ورجلاً شهماً سخر جزء من ثروته لتكريم الأدباء والمبدعين وقد سار ابنه البار الشيخ عبدالمقصود على نفس النهج، وما يعجبني أن التكريم ليس للميت فقط بل هو في منهجهم للحي قبل الميت حيث تم تكريم الشيخ عبدالمقصود أيضاً، وكذلك ما تشهده الاثنينية من تكريم كثير من الشيخصيات المعاصرة، وهذا خلاف ما هو مشهور عنّا من أننا أمة تكرم موتاها. والحمد لله أن صار في منطقة القطيف هذا التوجه كما شهدنا مؤخراً تكريم الشاعر المحقق السيد عدنان العوامي.

ويشير البحراني إلى أنه لاحظ في صاحب الاثنينة الشيخ خوجة أنه يقدر ويحترم ضيوفه بشكل فتراه يقوم من مجلسه ليستقبل ضيفه حتى لو اضطر لقطع حديثه على الرغم من مكانته ووجاهته وكبر سنه! وفي كلمته رحب بالشيخ الصفار والضيوف الذين معه فرداً فراداً.

و مما شد انتباهي يقول البحراني: أن رعاة الاثنينية ومنسقي الحفل كلهم أصحاب معالي وسعادة، يكفي أن مقدم الحفل ومديره كان معالي الدكتور محمد عبده يماني.

أبدع المحتفى به سماحة الشيخ الصفار في كلمته التي كانت عن الحوار وأهدافه، والمداخلات كانت هادفة، وكانت مداخلات القسم النسائي عن طريق مذيعة القناة الثانية الأستاذة نازك.

ثم استعرض البحراني بعض المداخلات بشكل موجز، وأموراً قد أشار لها في مقاله (تكريم في الشرق والغرب).
أكد البحراني على اتفاق الجميع في الأمسية على نبذ الغلو والتشدد، وعدم تعبئة الجماهير. وأن هناك من يشاركنا همومنا. وأثنى على سماحة الشيخ الصفار، وقال مؤكداً : نحن بحاجة إلى أكثر من شيخ حسن صفار، بل ينبغي علينا كلنا أن نكون مثل الشيخ حسن الصفار، لكي نستطيع أن نظهر بالشكل الذي يبرز ويعزز مكانتنا عند الآخر.

المحور الرابع ومع الأستاذ السيد عدنان العوامي:


يقول الأستاذ العوامي: كانت رحلتنا للطائف يوماً واحداً إلا أننا لقينا فيها حفاوة وتقديراً لا ينسى، ولفت نظري هذه الروح السمحة، والكرم ودفء الضيافة وحسن المعاشرة عند أهل الطائف الطيبين.

ثم أشار العوامي إلى اهتمام أهل الطائف بتاريخهم وآثارهم وذكر قضية المساجد التي تعرضت للحرق عندهم من قبل بعض الأطراف المتشددة! ذاكراً بأن هذا هم يشاركوننا فيه. ثم يقول: بان لنا أن مثل هذا الهم وغيره ليس هماً شيعياً فقط، بل إن الآخرون يعانون مثلما نعاني.

ثم تحدث عن الاثنينية وكيف أنها أصبحت مؤسسة يرعاها مجموعة من الأفراد من كل منطقة حتى من منطقة القطيف، وأشار إلى تكريم الشاعر عبدالله الجشي. وقال العوامي لم أكن أتصور أن محبة أهل القطيف متجذرة عند أهل الحجاز سيما أهل جدة بهذا الشكل الملفت.

ثم أكد قائلاً: إني أرى موضوع التواصل مع الآخر من الواجبات الوطنية والإنسانية والإسلامية.
وفي تلاقينا وتواصلنا صورة مشرقة مشرّفة.

في الختام:


كانت هناك بعض المداخلات من قبل الأخوة الحاضرين، وكان بحق لقاء طيباً أعطى طابعاً جيداً عن أهمية الانفتاح على الآخر، والاعتدال في الطرح، ومراعاة مشاعر الآخرين، وأهمية مواصلة الالتقاء وتبادل الزيارات. وعلى الجميع أن لا يعتقد بأنه فقط من يواجه هموماً وتحديات ومشاكل، الآخرون كذلك لهم معاناة قد تكون كمعاناتك أو شبيهة بها.

إن موضوع الحوار والانفتاح على الآخر يعزز قوتنا ومبادئنا ووطننا الغالي الذي هو أمانة في أعناق الجميع كما أكد وأشار إلى ذلك سماحة الشيخ حسن الصفار.

جدير بالذكر أن سماحة الشيخ لم يكن من الحاضرين في هذه الأمسية ( أمسية الخميس) حيث أنه أحد المشاركين في المؤتمر العالمي الذي يقام في لبنان حول الإمام السيد عبدالحسين شرف الدين قدس الله نفسه الزكية ـ في بيروت.

بعض صور الرحلة: