الشيخ محمد الصفار: القرآن يرسم لنا خارطة الهروب من حبائل الشيطان

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ محمد الصفار أن الإنسان لم يختر التماس والعلاقة مع الشيطان، بل الشيطان فرضها على الانسان، وتجربة الشيطان الأولى مع أبينا آدم في الجنة، ووسوستِه له واضحة وبينة.

وتابع: لذلك يجب أن نعرف طرق الشيطان للتخلص من حبائلة، والنجاة من شباكه.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة ١٢ صفر ١٤٤٦هـ الموافق ١٦ أغسطس ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: حبائل الشيطان.

وأوضح سماحته: أن على الإنسان أن يعلم بحقيقة العداوة بينه وبين الشيطان، فلا مكان للميوعة والتهاون في التعامل معه.

وتابع: إن الله يأمرنا أمرا واضحا أن نحسن التشخيص والتصميم ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا.

وأضاف: ليكن تعاملنا معه كعدو حقيقي يريد اجتثاثنا من طاعة الرحمن إلى مسلكه مسلك الشيطان، المنتهي بجهنم ولن يرضى بشيء دون ذلك.

وأبان أن للشيطان قدرة على التلون والخداع، وله محاولات عديدة معنا نحن بني الإنسان، فكلما أغلقنا بابا جاءنا من باب آخر، وعلينا الانتباه لأدق التفاصيل.

وتابع: آيات في القرآن تحذر من خطوات الشيطان، وهي أصدقاء السوء الذين يهونون فعل الحرام.

وأضاف: خطوات الشيطان تقول لك: لا بأس بالرسائل والنكات مع زميلتك في العمل فهذه طبيعة زمالة العمل.

وأشار إلى أن هذا الرسائل هي الخطوة الأولى يتبعها بخطوات حتى السقوط في الرذيلة.

وبيّن خطأ الدعوى التي يطلقها البعض بأن العلاقة بين الجنسين عادية ولا تثير الغرائز.

وتابع: الواقع يكذب ذلك، والمشاكل التي نسمعها من أطرافها مباشرة تكذب ذلك.

وأضاف: حتى في الغرب، الذي يتوفر فيه كلُ شيء لم تصبح عنده العلاقة مع المرأة أمرا عاديا، ولا انكبحت غرائزه والأرقام العالية للتحرش والاغتصاب شاهدة على ذلك.

وحذّر من تسلل الشيطان إلى أعماق الإنسان ليقود حديثا داخليا، بعد أن يعرف خفايا نفسِه من خلال مسيرته، ما يحب وما يكره، وما يتمنى وما يطمح، ويبدأ معه من الداخل.

وتابع: الشيطان يُطبِق على نفس الإنسان وأحاسيسه، فيسلبُه القدرة على التفكير، ويشل إرادتَه على الرفض.

مستشهداً بما ورد عن الامام زين العابدين «اِلـهي اَشْكُو اِلَيْكَ عَدُوّاً يُضِلُّني، وَشَيْطاناً يُغْويني، قَدْ مَلاَ بِالْوَسْواسِ صَدْري، وَاَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبي».

ومضى يقول: يصنع الشيطان الوهم ويترك الإنسان يعيش فيه، فيرى في الممنوع والمحرم عليه سعادتَه وراحتَه ولذتَه التي لا تضاهى.

وتابع: لذلك جاءت النصوص الدينية لتحذرنا من حبائل الشيطان وشباكه، لننعم بالجنة في آخرتنا.