ضمن كتاب عن الشيخ حبيب بن قرين

الشيخ الصفار يكتب عن توطين المرجعية الدينية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

عن دار الانتشار العربي في بيروت، صدر للكاتب الأستاذ سلمان بن حسين الحجي كتاب (الشيخ حبيب بن قرين المرجعية الأحسائية المنفتحة)، الطبعة الأولى، 2024م.

وقد حوى الكتاب عددًا من البحوث والدراسات لعلماء ومثقفين وقصائد لشعراء، وملحقًا بالوثائق والصور.

وتضمن الكتاب بحثًا لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان: توطين المرجعية الدينية.. الشيخ حبيب بن قرين نموذجًا، ص165- 176.

وقد ذكر الشيخ الصفار في بداية بحثه أن المجتمع الشيعي في منطقة القطيف والأحساء، في عصر سابق، كان ينعم بوجود عدد من الفقهاء والمجتهدين، وبعضهم تسنّم موقع المرجعية والتقليد، ليس على المستوى المحلي فقط، بل كان مرجعًا للتقليد في بلدان أخرى أيضًا.

واستشهد بعلمين من أعلام المنطقة هما الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي، والشيخ محمد بن علي آل عبدالجبار القطيفي اللذين كان لهما مقلدون في القطيف والأحساء بالإضافة إلى العراق وإيران وغيرهما من البلدان.

وذكر أن هذه الحالة انحسرت في الأزمنة المتأخرة، وكانت أغلب مناطقنا في القطيف والأحساء، قبل نصف قرن من الزمن، تكاد تخلو من وجود عالم يقيم صلاة الجماعة، ويجيب على الأسئلة الشرعية، فضلًا عن وجود فقيه مجتهد.

وبحمد الله تعالى، حصل في هذه العقود الأخيرة، إقبال على طلب العلم الديني، من أبناء مجتمعنا المحلي، وأصبح لدينا في كلّ مدينة وقرية، عدد من طلبة العلوم الدينية، والعلماء الأفاضل، والخطباء والمبلغين.

وأبان أن ما يجب التفكير فيه، والاهتمام به في هذه المرحلة، هو الارتقاء بالحركة العلمية المحلية، وتوطين الفقاهة في المجتمع، بأن يصل الأكفاء والمؤهلون من أبنائنا في الحوزات العلمية، إلى درجة الفقاهة والاجتهاد، وأن تكون في بلادنا حركة علمية اجتهادية، تمارس البحث العلمي، وتنتج المعرفة الدينية في أعلى مستوياتها.

وقد برز لدينا فضلاء في مستوى الفقاهة، يتصدّون لتدريس المرحلة العليا (البحث الخارج) في الحوزات العلمية، داخل البلاد وخارجها، وهو ما يعزّز الأمل بمستقبل واعد مشرق على هذا الصعيد.

ولا ينقص أبناءنا الذكاء والموهبة، فقد أثبتوا كفاءتهم وتميّزهم في المجالات العلمية الأكاديمية المختلفة، كالطب والهندسة والفيزياء والرياضيات والإلكترونيات وغيرها.

وتحدث عن شخصية الشيخ ابن قرين الذي اجتهد في طلب العلم منذ نعومة أظفاره، حتى نال مرتبة متقدمة من الفقاهة والاجتهاد، شهد له بها اساتذته وكبار العلماء في عصره. وهو آخر مرجعية محلية في الأحساء.

وأبان أن ما يلفت النظر، ويرتبط بعنوان البحث، هو توجه معظم أهالي الأحساء، بعد وفاة مرجعهم الديني في الأحساء، السيد ناصر بن السيد هاشم السلمان سنة 1358هـ، إلى تقليد الشيخ حبيب بن قرين، وإلحاحهم عليه بالانتقال من البصرة إلى الأحساء، ليملأ فراغ المرجعية والزعامة الدينية المحلية.

وأشار إلى أن الشيخ ابن قرين تميز بالجانب العلمي والأخلاقي، وبتصديه لمقام المرجعية رغم الصعاب كشف عن ثقة بالنفس، وشعور بالمسؤولية.

وقال: إن استجابة الشيخ ابن قرين لطلب أهالي الأحساء بالقدوم إليهم، وتحمّل أعباء الزعامة الدينية في بيئة وظروف جديدة، وقد تخطّى الثمانين من عمره، كل ذلك يكشف عن عظيم لياقته لهذا المقام الخطير، واستعداده للتّصدّي للمسؤولية الدينية والاجتماعية.

إن التأمل في مشهد مرجعية الشيخ بن قرين، ومعالم شخصيته الفريدة، يُلهم المتطلعين للارتقاء بواقع الساحة العلمية الدينية في بلادنا، الكثير من الدروس والعبر.

الشيخ حبيب بن قرين المرجعية الأحسائية المنفتحة