الشيخ محمد الصفار: عبادة الله انسجام مع الكون

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ محمد الصفار إن الدعوة إلى عبادة الله هي دعوة للانسجام مع الكون كلِه، فالكون كلُه مسبح ساجد خاضع ومطيع لله سبحانه وتعالى.

وتابع: وفي المقابل فإن الكون لا يقبل تنكرنا لخالقنا وعصيانه.

‎جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ الموافق ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: النبي محمد والدعوة للانسجام الكوني.

وأوضح سماحته أن الكون كله منسجم ومتوافق على طاعة الله والخضوع له إلا الإنسان فإنه منقسم على ذلك.

وتابع بعض الناس خاضع وعابد وموحد ومنسجم مع الكون، وبعضُه الآخر ليس كذلك.

وأضاف إنما جاء الأنبياء برسالة التوحيد ليدفعوا كل الناس إلى الانسجام مع الكون في الخضوع والعبادة لله.

وأبان أن القرآن الكريم يستشهد بمشاهدَ وآياتٍ كثيرة عن انسجام الكون وسيره في طريق الطاعة الواعية.

وذكر هدهد سليمان كشاهد على حزن الكون إذا سلك الإنسان غير طريق الهداية.

وتابع: إنما حز في نفس الهدهد تلك العبادة وذلك السجود والطاعة لغير الله، فهي عبادةٌ غيرُ منسجمة مع عبادة الكون بأجمعه.

وأضاف إن الهدهد هنا عينةٌ من الكون إذا رآنا لسنا منسجمين معه في العبادة فإنه لا يرتاح لتصرفاتنا وتعاملنا مع خالقنا.

ودعا للتوقف عند بعض الأسئلة التي يجب أن نحركها في أنفسنا أمام هذا المشهد الذي أطلعنا القرآنُ عليه في قصة الهدهد.

وتابع: إذا رآنا الشجر والحجر والطيور ومخلوقاتُ الله التي تتحرك في الهواء مما نراه ومما لا نراه أهي كالهدهد تعي معصيتَنا لله؟

وأضاف هل توبخنا دون أن نفهم ألا تستحون ممن خلقكم ورزقكم وأعطاكم ما انتم فيه من خير؟ أتكرهنا لأننا عصينا ربَ السماوات والأرض، وسجدنا وخضعنا لأهوائنا وغرائزنا؟

وأشار إلى أن التوحيد الصادق يوفر للإنسان يقينا أن يدَ الله وحدُها تعمل في هذا الكون، فهو دون سواه المعطي والمانع والرافع والخافض والمعز والمذل.

وتابع: هؤلاء الذين يؤمنون أن كل شيء ليس ببعيد عن يد الغيب، وما هو بخارج عن إرادتها ومشيئتها يعلمون أن كل شيء بيده، وله فيه حكمة.

وأضاف لقد كان رسول الله في الشدائد والملمات وصعاب الأمور يوجه من حوله إلى الله سبحانه وتعالى، حتى أصبح أصحابُه يسلكون مسلكه حين الشدائد والأزمات.

ومضى يقول: كان رسول الله ومن حوله يجاهدون ويخططون ويعملون جهدَهم لكنهم أولا وآخرا ينتظرون نصرهم من الله لا من جهدهم، من الخالق لا من أنفسهم، فهو مالك الأسباب، وهو مسبب الأسباب، وهو مسير الكون.

اليوم الوطني

وبمناسبة اليوم الوطني السعودي ٩٤ دعا سماحته للابتهال إلى الله تعالى أن يديم على الجميع الأمن والأمان، وأن يصرف كل شر ومكروه.

وأشاد بمشاركة أهالي القطيف في الأعوام السابقة في فعاليات اليوم الوطني وبرامجِه بنجاح كبير، شأنهم شأن أبناء المملكة.