الشيخ الصفار: الاختلاف يثري المجتمع والتنافس يدعم التطوير

مكتب الشيخ حسن الصفار حمزة بوفهيد ـ الهفوف
اعتبر الشيخ حسن بن موسى الصفار أن التعددية في المجتمعات تعتبر نوعا من التقدم الاجتماعي ، وقال ان مجتمعنا الآن يعيش هذه المرحلة فهناك تيارات تعبر عن نفسها بأشكال مختلفة من التعبير، ظهرت في مجتمعنا المحلي إما بعناوين مرجعية أو ثقافية، واضاف الصفار انه من المفترض أن ترشد العلاقة بين مختلف هذه التيارات والتوجهات وأن توجه باتجاه التنافس الإيجابي لخدمة المجتمع ضمن نطاق الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية والمنتديات الثقافية وإقامة الشعائر الدينية والانتخابات البلدية وانتخابات الغرف التجارية.

جاء ذلك من خلال المحاضرة التي ألقاها الصفار تحت عنوان ( التيارات الاجتماعية والتنافس الإيجابي ) في بلدة المركز شرق الأحساء والتي استضافها مجلس الوجه الاجتماعي أحمد بن علي المبارك مؤخرا،

واستهل الصفار المحاضرة بتعريف التنافس على أنه حالة إيجابية لدى الإنسان، فهي التي تدفعه باتجاه تفجير طاقاته وقدراته، كما أنها التي تبعث النشاط والتطور في المجتمع حيث تتحرك قواه نحو التقدم، وتتسابق على إحراز التفوق،

وبيَّن أن في كل مجتمع بشري تتكون وتظهر تيارات وتجمعات بناء على اختلاف المبادئ والأفكار أو للاختلاف في المواقف والمصالح أو بناء على التمايزات العرقية والقومية أو القبلية أو التبعية ،

وأبرز الصفار المظاهر الإيجابية لتعدد التيارات الاجتماعية في عدة نقاط هي إثراء الفكر وتعدد الخيارات فتنوع التوجهات الثقافية للتيارات في المجتمع يثري الساحة الفكرية ويدفع الناس إلى المقارنة بين الآراء والأفكار، حيث يضع الناس أمام خيارات متعددة في معالجة قضاياهم من خلال تعدد البرامج والمشاريع واختلاف الأطروحات تكون فرص البحث والتمحيص للآراء والخيارات أفضل وأوسع.

ويرى الصفار التنافس لتطوير المجتمع ووجود أكثر من تيار وجماعة تعمل في الشأن الاجتماعي العام يذكي حالة التنافس ويسرّع حركة التطوير في المجتمع، بعكس ما لو كان المجتمع يخضع لجماعة وتيار واحد حيث لن يكون هناك تنافس وسينعكس ذلك سلبا على نفس الجماعة لأنها ستتجمد ولن تطور نفسها.

واشار الصفار الى معالجة نقاط الضعف فتتعدّد التيارات الفاعلة في المجتمع يكون بينها حالة من التنافس، فيضطر كل طرف أن يعالج نقاط ضعفه وأن يسدّ الثغرات، وبالتالي سيكون هذا دافعًا للتكامل والتطوّر عند كل جهة من الجهات، أما إذا لم يكن هناك طرف منافس فتبقى الثغرات والسلبيات دون أن يكون هناك تحفيز لمعالجتها.

ويعبر الصفار استيعاب طاقات المجتمع وأن كل تيار من التيارات يحاول أن يستقطب من المجتمع شريحة أكبر من المؤيدين، ومن الطبيعي ألا يستطيع استيعاب الجميع ضمن تياره، لذلك فإن وجود تيار آخر يحوي مساحة أخرى من الجمهور يساعد على أن تكون جميع قوى المجتمع فاعلة في تياراته المختلفة، لا أن تكون بعض القوى فاعلة، بينما تظل الأخرى معطّلة دون أن تجد من يحتضنها ومن يتبنّاها.

ويقول الصفار عن العلاقة بين التيارات الاجتماعية انها تختلف في طبيعتها من مجتمع لآخر وحددها في ثلاثة أشكال هي علاقة النزاع والخصومة وعلاقة التباعد والقطيعة وعلاقة التعاون والتكامل،

أما عن شكل العلاقات بين التيارات فأكد على أنها تعتمد على عاملين أساسيين هما مستوى الوعي عند القيادات وفسر هذه النقطة بالقول حينما يكون هناك نضج ووعي عند قيادات التيارات يكون لها دور في توجيه أتباعها وجماهيرها وتكون العلاقة بين التيارات علاقة ايجابية، أما العامل الثاني التي تقوم عليه العلاقات فهو مستوى البيئة الثقافي والسياسي وفسره الصفار على أن التيارات والجماعات تتأثر بالحالة السياسية والثقافية السائدة في المجتمع.

وختم الصفار حديثه حول ضرور توافر أربعة أمور لتوجيه التنافس نحو الاتجاه الايجابي هي الاعتراف والاحترام المتبادل بين التيارات، والأمر الثاني هو الوسائل المشروعة للتنافس يجب أن تبتعد عن أسلوب التشهير والاتهام والتشكيك في النوايا والأهداف، والأمر الثالث هو الانفتاح والتواصل فإذا انعدم التواصل تكثر الشائعات بين كل طرف وآخر بسبب القطيعة وتتوتر العلاقات بين التيارات المختلفة وأخيرا عامل التعاون والتكامل وهو الأرقى في العلاقة بين التيارات والجماعات التي تعمل في مجتمع واحد لتوحيد الجهود نحو المصلحة العامة.
(اليوم، عدد 12072، الثلاثاء 8/6/1427هـ الموافق 4/7/2006م)