الشباب في عالم التحديات

مكتب الشيخ حسن الصفار محرر الموقع
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار المصلين بمسجد الشيخ علي المرهون حفظه الله، اليوم الجمعة 13/2/1423هـ وكان حديث سماحته بعد الصلاة حول الشباب وضرورة تفهم المجتمع لاحتياجات ومتطلبات النمو السوي لدى الشباب.
وقد افتتح سماحته حديثه بالآية المباركة ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( 17) سورة لقمان
تساءل في البداية: ما هي موقعية الشباب في المجتمع ؟ هل هم مهمشون ومأمورون ؟ أم يمكن أن تكون لهم موقعية تتيح لهم التأثير ، ويكونون في موقع الأمر والنهي ؟
وقال : في بعض العوائل والمجتمعات يستصحبون حالة الطفولة في تعاملهم مع أبنائهم ، فينظرون للولد على أنه طفل ، وإن تجاوز مرحلة الطفولة وأصبح في مرحلة الشباب!!!

وقد استفاد سماحة الشيخ من الآية المباركة إمكانية إسناد مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للشباب من خلال وصية لقمان الحكيم لابنه (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )
ثم استشهد ببعض الأحداث في صدر الإسلام فقال: بعد فتح مكة ، أراد رسول الله صلى الله عليه وآله العودة إلى المدينة فكان لا بد أن يولي على مكة أمير وكان معه كثير من الصحابة ممن هم متقدمين في السن وممن لهم سابقة في الإسلام ، لكنه اختار شاباً لا يتجاوز عمره الواحد والعشرين وهو الصحابي ( عَـتَّاب بن أسيد ) وحينما تساءل البعض عن ذلك أجابهم الرسول صلى الله عليه وآله : ليس الأكبر هو الأفضل وإنما الأفضل هو الأكبر .


وقد أرجع سماحة الشيخ مشكلة الشباب إلى غياب الوعي لدى المجتمع بسمات هذه المرحلة ، ثم لخصها في ثلاث سمات رئيسة
أولاً : الأمل والتطلع والطموح .
ففي هذه المرحلة تنبثق التطلعات لدى الشباب وتنطلق نفسه لتحقيق طموحاته ورغباته.
ولذلك ينبغي أن يكون الأفق مفتوحاً أمام الشاب، حتى لا يصاب بالإحباط و التحطم مما يدفعه لممارسة السلوك غير السوي. وهنا يلاحظ المجتمع سلوك الشاب وتصرفاته دون النظر إلى خلفياتها وأسبابها .
ثانياً : توهج الأحاسيس والعواطف والغرائز .
يعيش الشباب حالة من الصراع بين العقل والعاطفة ، فهو يريد أن يشعر بذاته ويرى أنه تجاوز مرحلة الطفولة ، وهنا كيف نستطيع أن نُرَشِّدَ هذه المرحلة بحيث لا تطغى العواطف والأحاسيس على العقل، ولذلك جاءت الأحاديث لتؤكد على ضرورة النصح والإرشاد للشاب في هذه المرحلة .
ثالثاً : النشاط والقوة .
يتمتع الشباب بطاقات هائلة جداً ، وهي بحاجة لقنوات تستوعبها وتستثمرها. ولذلك نرى المجتمعات الغربية تتفنن في تفجير طاقات الشباب واستيعابها .
و يحدث أن يمارس الشباب بعض السلوكيات الخاطئة غير المقبولة لدى المجتمع ، فنستنكر أفعالهم وتصرفاتهم ونرى أن هذه السلوكيات هي المشكلة ، لكنها في الحقيقة عرض لمشكلة جذرية وحقيقية.
وقد أكد سماحته على ضرورة استيعاب الشاب ضمن برامج متعددة الجوانب تمتص هذه الطاقات وتوجهها الوجهة الصحيحة ، حتى نعين الشاب على تجاوز هذه المرحلة بسلام.
وفي ختام حديثه توجه لله بالدعاء لإخواننا المجاهدين في فلسطين ، وسأل الله أن يزيد في عزيمتهم وأن يقوي إرادتهم ، وأن يعينهم على مواجهة العدوان وأن يقر أعيننا بتحرير المسجد الأقصى والصلاة فيه .

لمزيد من التفصيل يمكن الرجوع لنص الكلمة على الموقع.