بدأ سماحة الشيخ حديثه بقوله: حينما يشعر أي إنسانٍ بالتميز والتفوق على من حوله في مجالٍ من المجالات، فإن عليه أن يُخضع هذا الشعور للمساءلةٍ والبحث، حيث أنه إذا كان متفوقاً على من حوله في نقطةٍ ما فإن الآخرين"/>

تواضع العظماء

مكتب الشيخ حسن الصفار
أمّ سماحة الشيخ حسن موسى الصفار "حفظه الله" جموع المصلين يوم الجمعة الموافق 14 ذو القعدة 1423هـ في مسجد سماحة الشيخ علي المرهون حفظه الله بالقطيف. وقد افتتح سماحته كلمته بقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.

بدأ سماحة الشيخ حديثه بقوله: حينما يشعر أي إنسانٍ بالتميز والتفوق على من حوله في مجالٍ من المجالات، فإن عليه أن يُخضع هذا الشعور للمساءلةٍ والبحث، حيث أنه إذا كان متفوقاً على من حوله في نقطةٍ ما فإن الآخرين قد يتفوقون عليه في مجالٍ آخر لأن مجالات التفوق متباينة ومختلفة. ولذا ينبغي على الإنسان المتفوق في أي مجالٍ من المجالات ألا تتضخم ذاته وعليه أن يكون متواضعاً.

وأضاف سماحة الشيخ أن سمة التواضع لا تكون بارزةً إلا عند العظماء، ورسول الله الأعظم على رأس أولائك العظماء فقد كان مثلاً للتواضع والرحمة. والآية الكريمة تُبرز هذا الجانب عند رسول الله .

ثم بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ عن بعض مفردات التواضع في حياة العظماء، ومن تلك المفردات:

أولاً- لا تُمثل التشريفات الاجتماعية قيمة في نظر العظماء.


في كل مجتمع من المجتمعات توجد أعراف وتقاليد تُبرز احترام الناس لعلماء الدين، مثل: القيام للعالم، تقبيل جبينه، إفساح صدر المجلس للعالم، وغيرها. وهنا تبرز مسألتان:

الأولى: هل أن رجل الدين يبحث عن هذه التشريفات ويُعطي لها اعتباراً خاصاً في نفسه.

الثانية:
إذا لم يُبد البعض احترامه بهذه الصورة لعالم الدين، هل يتأثر وينزعج؟

وأشار سماحة الشيخ إلى أن المعصومين والعظماء يكرهون هذه التشريفات ولا يُبدون لها أي اهتمام، والروايات في هذا المجال كثيرةٌ جداً.

ثانياً- احترام الناس.


ينبغي لعالم الدين أن يحترم الناس، وأن يتواصل معهم، إذ أن ذلك حقٌ من حقوقهم. وعليه ألا يُبدي تعالياً على الآخرين بل ينبغي أن تكون سمة التواضع حاضرةً في شخصية عالم الدين، إذ أن علمه يُحتّم أن تكون سمةً التواضع حاضرةً عنده.

ثالثاً- احترام رأي الناس.


على عالم الدين أن يُعطي الآخرين مجالاً لإبداء رأيهم، كما كان رسول الله إذ كما في الروايات أن أكثر الناس مشورةً لأصحابه هو نبينا الأكرم ، والآية الكريمة دليلٌ على ذلك، ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ.

رابعاً- أن يتحمل العالم الإساءات.


قد يُخطئ الآخرون على عالم الدين، وهنا ينبغي أن تبرز صفة العفو عند العلماء وهي مفردة من مفردات التواضع، والآية الكريمة تُشير إلى ذلك بقوله تعالى: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.

هذه أبرز مفردات التواضع إذ بها يكون العالم قد حقق وسام التواضع، واستحق رضا الله والاحترام مِمن حوله من الناس.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.