حماية السلم الاجتماعي

من طبيعة الناس أنهم يُهرعون حينما يشبُّ أي حريق في محيطهم من أجل تطويقه وإطفائه. وذلك لأنهم يدركون مخاطر الحرائق، من تلف أرواح، وخسائر ممتلكات، ولأنهم يخشون من امتداد الحريق، باستمرار اشتعال النار، فهي تبدأ من نقطة ما، لكنها لا تقف عندها، بل تلتهم ما حولها، وتزداد اتقاداً واشتعالاً، وتقول هل من مزيد.

ولأن الناس يقدِّرون حاجة بعضهم إلى بعض في هذه المواقف الخطيرة، حيث لا يتمكن صاحب المحل الذي اندلع فيه الحريق من مقاومته وإخماده بمفرده.

من هنا تكونت في المجتمعات البشرية فرق مهمتها إطفاء الحرائق حينما تندلع في أي مكان، ويبدو أن أول منظمة لمكافحة الحريق تأسست في روما القديمة، حيث كون الإمبراطور أوغسطس الذي تسلم الحكم عام 27 قبل الميلاد، مجموعة من الناس سماها الحراس، كانت مهمتها مراقبة الشوارع، والإبلاغ عن أي حريق يشب، ولا يعرف العلماء كثيراً عن تطورات منظمات إطفاء الحريق قبل حريق لندن الكبير عام 1666م. وقد دمر هذا الحريق معظم أنحاء المدينة، وترك آلاف الأفراد بلا مأوى. وقبل الحريق لم يكن بلندن أي منظمة لمكافحة الحرائق.

وتعد اليوم فرقة الإطفاء بمقاطعة لندن رائدة فرق الإطفاء في العالم، ومع التطورات الكبيرة التي حصلت في مجال عمل فرق الإطفاء حيث تحولت إلى جهاز ومؤسسة رسمية ضخمة يطلق عليها (الدفاع المدني) تقوم بأغراض ومهمات عديدة، ولها ميزانيتها المعتمدة في مختلف الدول، لكن ذلك لم يلغ المبادرات التطوعية من قبل أفراد المجتمع في التصدي لخطر الحرائق وأمثالها، ففي البلدان المتقدمة هناك فرق الإطفاء المتطوعة، التي يعمل فيها رجال ونساء بصورة غير دائمة، فعندما يشب حريق يُهرع المتطوعون تاركين أعمالهم ومنازلهم، ويتوجهون بسرعة إلى فرقة الإطفاء، ويعطى بعضهم مكافآت رمزية. ويوجد في بريطانيا 50,000 متطوع، في حين يوجد في ألمانيا الغربية مليون متطوع[1] .

بالطبع لسنا بصدد الحديث عن فرق إطفاء الحرائق، وما ذكرناه مجرد مدخل وتمهيد، ننطلق منه إلى تساؤل هام يرتبط بأوضاعنا الاجتماعية، وهو لماذا لا يبدي الناس اهتماماً مماثلاً بالحرائق الاجتماعية؟، فحينما تشب نار العداوة والخلاف بين أفراد أو فئات من المجتمع، لماذا يأخذ الآخرون موقف التفرج وكأن الأمر لا يعنيهم؟ ولماذا لا يبادرون لتطويق هذا
النزاع – الحريق كما يُهرعون لإطفاء الحرائق المادية؟

وإذا كانت الحرائق المادية تصيب الأشخاص والممتلكات، فإن الحرائق الاجتماعية تنال شخصيات الناس المعنوية، وتمزق وحدتهم وانسجامهم، وتعرِّض السلم الاجتماعي للخطر، وتكون أرضية وسبباً لمشاكل واعتداءات وخسائر وحروب.

كما أن الخلافات الاجتماعية هي الأخرى كالنار تمتد إلى ما حولها وتحرقه بلهيبها، ولا تبقى عند حدود الشخصين أو المجموعتين المختلفتين، فكم من خلاف بسيط بين زوج وزوجته تحوّل إلى نزاع ومعركة بين أسرتيهما وقبيلتيهما؟ وكم من نزاع بين فئتين محدودتين أدخل مجتمعا في أتون حرب أهلية مدمرة؟

كذلك فإن المتورطين في النزاع قد لا يستطيعون إنهاء نزاعهم فيما بينهم وإن أرادوا ذلك، لما يحدث في نفوسهم من انفعالات وحواجز، فيحتاجون إلى مساعدة من خارجهم لترطيب الأجواء، وامتصاص التشنجات، وتقريب كل طرف إلى الآخر.

من هنا فالحاجة ماسة إلى وجود فرق إطفاء للحرائق الاجتماعية، تطوق الخلافات والنزاعات، وتطفئ نيران الفتن والاحتراب، وتحمي السلم الاجتماعي.



إصلاح ذات البين:


ويطلق الإسلام على هذه المهمة المقدسة عنوان (إصلاح ذات البين) حيث وردت نصوص كثيرة تؤكد على ضرورة القيام بهذا الدور، و تبشّر القائمين به بأرفع الدرجات وأعظم الأجر والثواب عند الله تعالى.

1- يقول تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ . سورة الأنفال الآية1.

إن القيام بدور إصلاح العلاقات بين أبناء المجتمع، وسد ثغرات الخلاف والنزاع، هو انعكاس للالتزام بتقوى الله، لذلك يأتي الأمر بالإصلاح بعد الأمر بتقوى الله تعالى ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْكما أن الإصلاح شرط من شروط تحقق المجتمع الإيماني ﴿إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ .

وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .سورةالحجرات الآية10.

فالعلاقة بين المؤمنين هي علاقة أخوَّة، ولا يصح أن تأخذ غير هذا المنحى، لذلك تستخدم الآية ﴿إِنَّمَا الدالة على الحصر، وإذا ما وقع خلاف أو سوء تفاهم بين مؤمن وآخر، فلا يجوز لسائر المؤمنين أن يتفرجوا على نشوب هذا الخلاف والنزاع، ويراقبوا بلا مبالاة استمراره وتطوره، ويعتبرون أنفسهم غرباء وغير معنيين به، إنه نزاع بين طرفين يرتبطان معكم برباط الأخوة، فكلاهما أخ لكم، وهل يصح السكوت على معاناة أخويكم؟ وهل يمكن أن تكونوا بعيدين عن آثار ذلك النزاع؟

إذاً ﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ فذلك مظهر لالتزامكم بتقوى الله، وإعداد لكم لاستحقاق رحمته ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فالمجتمع الذي تسوده أجواء الوحدة والانسجام يكون متنعما بالرحمة والأمن، بينما إذا جزأته الخلافات والنزاعات فهو يعيش حالة العذاب والشقاء.



أفضل دور وخير عمل:


2- لماذا يتطوع المؤمن لله تعالى بالصيام، ويتنفل بالصلاة، ويجود بالصدقة؟ أليس بدافع القربة إلى الله ونيل ثوابه ورضاه؟ إذا كان ذلك هو الهدف فإن النصوص الدينية تؤكد على أن من أفضل طرق التقرب إلى الله وكسب رضاه وثوابه، هو السعي لإصلاح ذات البين. فهو أفضل من سائر العبادات والطاعات.

عن علي بن أبي طالب عن رسول الله أنه قال: «إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم»[2] .

وفي حديث آخر عن أبي الدرداء عنه : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين»[3] .

وعن ابن عمر عنه : «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»[4] .

وعن الإمام جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله : «ما عمل امرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس، يقول: خيراً، وينمي خيراً»[5] .

3- وإذا استلزم السعي لإصلاح ذات البين إنفاق شيء من المال، لترضية طرفي النزاع أو أحدهما، أو لأي نفقة في هذا المجال، فإنه يمكن أخذ تلك النفقات من الحقوق الشرعية، حيث ينطبق على ذلك عنوان سهم في سبيل الله من الزكاة، كما يمكن استئذان أي مرجع ديني فيما يرتبط بحق الإمام من الخمس، وفي الرواية التالية إشارة إلى رضا الإمام بصرف ماله في الإصلاح بين المؤمنين.

عن ابن سنان عن أبي حنيفة سابق الحاج (وهو سعيد بن بيان) قال: مر بنا المفضّل وأنا وختني (زوج ابنته أو زوج أخته) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه، قال: أما إنها ليست من مالي، ولكن أبا عبد الله (جعفر الصادق (ع» أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد الله [6] .

4- ولأن المصلح يريد التقريب بين الطرفين المتنازعين، وخلق ثقة متبادلة بينهما، فقد يضطر لإعطاء انطباع إيجابي عن كل طرف للآخر، بالتحدث عنه بكلام طيب لم يقله، وتشجيعا من الدين لمسعى الصلح، اعتبر هذا التصرف مستثنى من الكذب الحرام، بل لم يعتبره الشرع كذباً ما دام يصب في مصلحة الإصلاح والوئام.

فقد جاء في صحيح البخاري عن رسول الله قوله:«ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيراً أو يقول خيراً»[7] .

ومثله ما ورد في الكافي عن الإمام جعفر الصادق إنه قال: «المصلح ليس بكاذب»[8] .

وفي تعليقه على هذا الحديث قال العلامة المجلسي: أي إذا نقل المصلح كلاماً من أحد الجانبين لم يقله، وعلم رضاه به، أو ذكر فعلاً لم يفعله للإصلاح، ليس من الكذب المحرّم بل هو حسن، وقيل، إنه لا يسمى كذباً اصطلاحاً، وإن كان كذباً لغةً، لأن الكذب في الشرع مالا يطابق الواقع، ويذم قائله، وهذا لا يذم قائله شرعاً[9] .

ويعزز هذا المعنى حديث آخر مروي عن الإمام الصادق أنه قال: «الكلام ثلاثة: صدق وكذب وإصلاح بين الناس». قيل له: ما الإصلاح بين الناس؟ قال:« تسمع من الرجل كلاماً يبلغه فتخبث نفسه فتلقاه فتقول: سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا، خلاف ما سمعت منه»[10] .



الدور المفقود :


لا يخلو مجتمع من المجتمعات البشرية صغيراً كان أو كبيراً، ومهما كانت درجة وعيه أو تدينه، من وجود خلافات بين بعض أفراده أو بعض فئآته، والاجتماع الإسلامي وإن كان يفترض فيه الالتزام بتعاليم الإسلام، والتحلي بآدابه وأخلاقه، لكن ذلك لا يعني وصول أفراده إلى درجة العصمة، فهم بشر تعتورهم كل نواقص الطبيعة البشرية.

فحدوث النزاعات والخلافات أمر وارد وطبيعي في الاجتماع الإسلامي، بين الأفراد المؤمنين والفئات المسلمة، مع كونهم جميعا ضمن إطار الإيمان والإسلام. كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا. سورة الحجرات الآية9.

لكنه لا يصح السكوت والتفرج تجاه حالات الخلاف والنزاع التي قد تحدث في أوساط المجتمع، بل يجب القيام بدور إيجابي لتجاوز تلك الحالات، وتلافي آثارها ومضاعفاتها، بأن يبادر المخلصون الواعون للسعي في إصلاح ذات البين، فهو واجب كفائي لا يجوز أن يهمل أو يترك حينما تتهدد وحدة المجتمع والكيان الإسلامي، وإذا لم ينهض به من يكتفى به فمسؤولية التخلف عن هذا الواجب الديني الإنساني على عاتق الجميع. لأن الله تعالى يوجه الخطاب للعموم ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا. سورة الحجرات الآية9.

ومجتمعاتنا الاسلامية اليوم، تعاني الكثير من الخلافات والنزاعات ذات الطابع السياسي أو الديني أو الاجتماعي، فهناك خلافات بين أفراد، وصراعات بين فئآت، ونزاعات بين دول وحكومات.

لكن دور السعي لاصلاح ذات البين في صفوف ابناء الأمة مفقود أو ضئيل جداً مع الحاجة الماسّة إليه، لذلك تنتشر الخلافات، وتتطور النزاعات، على حساب وحدة المجتمع وتماسكه وقوته.

فكم من أسرة تشتت شملها، وانهار كيانها العائلي، لخلاف بين الزوجين كان يمكن معالجته لو بذل سعي لاصلاح ذات بينهما؟

وكم من صراع تفاقم بين جماعتين دينيتين، واحدث شرخاً عميقاً في بنية المجتمع، وانقساماً بين طاقاته الفاعلة، واضر بالحالة الدينية العامة، دون أن يقابله أي تحرك جاد، لتطويق الصراع، وتقريب وجهات النظر؟

وقد تصل الامور إلى ذروتها بنشوب حروب أهلية أو قبلي أو مذهبي أو سياسي لا تبقي ولا تذر كما هو الحال في الصومال وأفغانستان والجزائر. وكما حصل من حروب مدمرة طاحنة بين بعض البلدان والدول الاسلامية.

إننا بحاجة إلى تفعيل مبدأ إصلاح ذات البين، وأن يبادر المخلصون الواعون من أبناء المجتمع، إلى تشكيل فرق ومجموعات لإطفاء الحرائق الاجتماعية، والتقريب بين مختلف الفئات والجهات، وداخل العوائل والأسر.



وظيفة القيادات الدينية:


عالم الدين لمعرفته بمقاصد الإسلام ومناهجه، ولحرصه على وحدة الأمة وقوة المجتمع، ولكونه في موضع الأسوة والقدوة، لذلك يفترض فيه أن يأخذ زمام المبادرة، لممارسة هذا الدور الإصلاحي المطلوب. خاصة وأنه يتمتع بثقة واحترام ونفوذ اجتماعي يمكنه توظيفه في إنجاح مساعي الإصلاح وحماية السلم الاجتماعي.

وقد كان رسول الله حريصاً على القيام بدور إصلاح ذات البين والمبادرة إليه، فقد أخرج البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه : أن أناساً من بني عمرو بن عوف، كان بينهم شيء، فخرج إليهم النبي في أناس من أصحابه يصلح بينهم، فحضرت الصلاة ولم يأت النبي فجاء بلال فأذن بالصلاة ولم يأت النبي [11]  .

وفي حديث آخر: أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبر رسول الله بذلك، فقال:« اذهبوا بنا نصلح بينهم»)[12] .

كما ورد في سيرة الإمام علي اهتمامه بمعالجة وإصلاح حتى الخلافات البسيطة، حيث مرّ ذات يوم بأصحاب التمر، فإذا هو بجارية تبكي، فقال:« يا جارية ما يبكيك؟» فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمراً، فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله، قال:« يا عبد الله إنها خادم وليس لها أمر، فأردد إليها درهمها وخذ التمر»، فقام إليه الرجل فلكزه، فقال الناس: هذا أمير المؤمنين، فربا الرجل واصفرّ وأخذ التمر، ورد إليها درهمها. ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني، فقال: «ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك»)[13] .

ومرة أخرى يجد امرأة تقول: إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدى عليّ وحلف ليضربني، فيذهب معها الإمام وكان الوقت قيظاً في حرارة الشمس، حتى يصلح بينها و بين زوجها)[14] .

لذا فإن المتوقع من علماء الدين القيام بمبادرات لإصلاح ذات البين، في أوساطهم أولاً، بمعالجة أي خلاف أو سوء تفاهم يحدث بين عالم وعالم آخر، ولا يصح لهم أن يتفرجوا على الخلافات التي تحصل بين بعضهم، فإنها تسيء إلى سمعة الدين، وتترك أسوأ المضاعفات والآثار في المجتمع، وإن يتوجهوا ثانيا لحماية السلم الاجتماعي، ببذل الجهود لتطويق الصراعات، وتوحيد الكلمة، والحفاظ على تماسك المجتمع وانسجامه.

وقد سجل بعض علمائنا الأخيار صفحات مشرقة في ميدان السعي لإصلاح ذات البين، وعلى أعلى المستويات، فأحد علمائنا أطلق عليه لقب (مصلح الدولتين) وهو الإمام الشيخ موسى كاشف الغطاء (توفي 1244هـ)، نجل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وكان المرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف، وحصل في عهده نزاع بين الدولة الإيرانية والدولة العثمانية، وزحفت إيران على العراق حتى وصلت بلدة بعقوبة وحاصرت بغداد فقام الشيخ موسى بدور مشكور للصلح بين الدولتين تركيا وإيران، وحقنت ببركات مسعاه الدماء، وتراجعت القوات الإيرانية، وعادت أجواء السلم والوئام، وذلك سنة 1237هـ.

بالطبع فإن السعي لإصلاح ذات البين يكلف جهوداً، ويستلزم تضحيات، لكن استهداف رضا الله تعالى، والاهتمام بوحدة الأمة، وحماية السلم الاجتماعي، هو الذي يدفع المصلحين لتحمل المشاكل و الصعوبات برحابة صدر وقوة جنان.

إن الجمعيات الخيرية في بلادنا يمكنها أن ترعى تكوين لجان أهلية لإصلاح ذات البين، والعلماء الأفاضل يستطيعون إطلاق مبادرات اجتماعية بهذا الاتجاه، وللخطباء والمثقفين والأدباء دور هام في تشجيع هذا المنحى المبارك.

 

 

* كلمة الجمعة بتاريخ 2 رجب 1421هـ
[1]  الموسوعة العربية العالمية ج17 ص307-314 الطبعة الثانية 1999م الرياض.
[2]  الهندي: علي المتقي/ كنز العمال- حديث رقم 5487.
[3]  المصدر السابق حديث رقم5480.
[4]  المصدر السابق – حديث رقم5483.
[5]  المجلسي: محمد باقر/ بحار الأنوار ج73 ص43.
[6]  الكليني: محمد بن يعقوب/ الأصول من الكافي ج2 ص209.
[7]  البخاري: محمد بن اسماعيل/صحيح البخاري/كتاب الصلح حديث رقم2692.
[8]  الكليني: محمد بن يعقوب/ الأصول من الكافي ج2 ص210 .
[9]  المجلسي: محمد باقر/ بحار الأنوار ج3 ص46.
[10]  الكليني: محمد بن يعقوب/ الأصول من الكافي ج2 ص341.
[11]  البخاري: محمد بن إسماعيل/ صحيح البخاري كتاب الصلح - حديث رقم2690.
[12]  المصدر السابق - حديث رقم 2693 .
[13]  المجلسي: محمد باقر/ بحار الأنوار ج41 ص48 .
[14]  بن شهرأشوب: محمد بن علي/ مناقب آل أبي طالب ج2 ص122 الطبعة الثانية 1991م، دار الأضواء -بيروت .