موقعية الإمام الحسين (ع) الإنسانية والإسلامية

بدأ سماحة الشيخ حسن الصفار الليلة الماضية أولى محاضراته في موسم عاشوراء لهذا العام 1424هـ، في حسينية العوامي بالقطيف، وكان عنوان محاضرته: موقعية الإمام الحسين الإنسانية والإسلامية. وقد مهّد سماحته لهذا البحث بالحديث عن موقعية الإنسان وتشكلها وحددوها.

وفي بداية حديثه عرّف معنى الموقعية، وقال: الموقع بالمعنى الجغرافي يعني: المكان الذي يتواجد فيه الإنسان. والموقعية تعني: المساحة المعنوية التي يحتلها الإنسان من الناحية الاجتماعية. وبعبارةٍ أخرى: مدى احترام الناس للإنسان وتأثرهم به.

وأضاف سماحته إن موقعية الإنسان تنبثق من أحد أمورٍ ثلاثة:

1- الكفاءة.

2- الإمكانيات التي يمتلكها الإنسان، سواءً إمكانية الثروة أو القوة أو المنصب (مادياً أم معنوياً).

3- الإحسان والأخلاقيات الفاضلة.

وأشار سماحته في حديثه إلى أن مساحة موقعية الإنسان تختلف بحسب توفر مقومات الموقعية لدى الإنسان. وقال أيضاً إنه ينبغي على الإنسان السعي لكي تكون له موقعيةً بين الناس، انطلاقاً من آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت التي تدعو لذلك.

وأضاف سماحته إن الموقعية لا يُمكن أن تتكون بالأساليب الملتوية، وإنما ينبغي للإنسان أن يسلك الأساليب المشروعة لتحقيق مثل هذا الهدف.

وبعد ذلك تحدث سماحة الشيخ عن موقعية الإمام الحسين ، وقال: إن كل منابع قوة الموقعية تشكلت في شخصية الإمام .

وفي إطار هذا الحديث تحدث سماحة الشيخ عن جانبين أساسيين:

أولاً- الأداء الجهادي (الثوري) المميز الذي أدّاه الإمام فصنع له موقعيةً مميزة على مر الأجيال.

وقال سماحة الشيخ: إن جهاد الإمام تمثل في رفضه للظلم إذ أنه أهم مشكلة تعاني منها المجتمعات. وأضاف سماحته إن الإمام قاوم الظلم في عصر سُلبت فيه الأمة الوعي والإرادة، ضمن عوامل وأسباب مختلفة. فقام الإمام بإزالة تلك العوامل ومقاومتها ورفع شعار الثورة ضد الظلم وإن كلفه ذلك حياته في سبيل إيقاظ الأمة. ومن هنا كانت موقعية الإمام عظيمةً في قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة.

ثانياً- المنصب المعنوي للإمام .

وأشار سماحة الشيخ في هذا البعد إلى الروايات المستفيضة حول الإمام الحسين من قبل الرسول الأعظم حتى أنه لا يوجد صحابي إلا ويحمل في نفسه المودة والاحترام والحب للإمام الحسين لما قد سمعوه من كلام الرسول الأعظم حول الحسنين (عليهما السلام) عامةً، وحول الحسين خاصة. ومن جملة تلك الأحاديث، قوله : «من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين؛ »وقوله : «حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، وابغض الله من أبغض حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط»؛ وقوله في حق الحسنين (عليهما السلام): «من أحبهما فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة؛ ومن أبغضهما فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار».

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.