الضمير بين اليقظة والسبات

مكتب الشيخ حسن الصفار
أم سماحة الشيخ جموع المصلين يوم الجمعة الموافق 11 محرم الحرام 1423هـ بمسجد الشيخ علي المرهون بالقطيف، وبعد الصلاة ألقى سماحته كلمة تحت عنوان: الضمير بين اليقظة والسبات. وقد تحدث سماحته فيها عن عاشوراء وكيف أننا أنهينا موسماً ثقافياً روحياً ينبغي علينا بعد توديعه أن نركّز على الآثار التي تركها هذا الموسم فينا، وأكد سماحة الشيخ أن شيئاً ينبغي أن يرسخ في النفوس هو تأكيد الانشداد لمعسكر الإمام الحسين ، والابتعاد عن معسكر يزيد.

وأكد أن التولي للأهل البيت والتبري من أعدائهم ينبغي أن يكون له تأثير على السلوك الخارجي للإنسان وليس فقط في حدود الوجدان.

ثم استنكر سماحة الشيخ على أؤلائك الذي قاموا بجريمتهم الشنعاء وهي قتل الإمام الحسين ، واستغرب كيف فعلوا تلك الجريمة، هل لجهلٍ منهم، كلا فالإمام الحسين سد كل الطرق عليهم من هذه الناحية.

وأجاب سماحة الشيخ على تساؤله، وقال: يوجد في أعماق نفس الإنسان قوتان: قوة تردعه عن الظلم والإجرام يطلق عليها قوة الوجدان والضمير، وفي المصطلح القرآني يُطلق عليها: ((النفس اللوامة)). وهناك قوة أخرى يُطلق عليها بالمصطلح القرآني: ((النفس الأمارة))، وقد تُسمى (الوسواس).

ويقول الفيلسوف الألماني كانت: إن الفعل الأخلاقي إنما يصدر من الإنسان بقوة الضمير لا غير.

وأكد سماحة الشيخ أن الضمير عند الإنسان كأي جهاز استشعار في أي جهازٍ آلي، ما أن يشعر بعمل غير سليم يريد أن يُقدم عليه الإنسان فإنه يبدأ بإرسال تحذيرات يشعر بها الإنسان وجدانياً.

ويقول سماحة الشيخ: إن قوة الضمير تنمو ولكنها أيضا قد تخبوا وتضمر، وبنموها يندفع الإنسان نحو الخير، وبضمورها يندفع نحو الشر.

وتساءل سماحته: كيف يُنمي الإنسان قوة الضمير؟
وطرح لذلك عدة عوامل:

أولاً- المعرفة والجهل.

وقال سماحته: كلما زادت معرفة الإنسان بتفاصيل الخير والشر فإن استجابته لتحذيرات الضمير تكون أقوى.

ثانياً- الاستجابة لنداء الضمير.
إذ أن الاستجابة لنداء الضمير تُحافظ على يقظته ونموه بينما تجاهل الإنسان لضميره يؤدي إلى خبوه وسباته.

ثالثاً- الأجواء التي يعيشها الإنسان.

فكلما كانت الأجواء التي يعيشها الإنسان أجواء صلاح، فإن قوة الضمير عنده تكون أكثر استيقاظاً من ذلك الذي يعيش في أجواء اللهو والعصيان.

وأكد سماحة الشيخ في نهاية كلمته على أن تبري الإنسان من الذين قتلوا الإمام الحسين ينبغي أن لا يكون منهم كأشخاص فقط، لأنهم ماتوا وأصبحوا في مزبلة التاريخ. وإنما المطلوب هو التبري من سلوكهم، وأن يكون فعلهم مستنكراً وإلا لا فائدة من التبري منهم مع القيام بمظالم واعتداءات تجاه الآخرين.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطاهرين.